المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "اعدام هيئة تحرير الشام امرأة في سوريا أخيرا بتهمة الزنى"، بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد. 

الا أن هذا الادعاء غير صحيح. 

الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 13 كانون الثاني 2015. ويظهر تنفيذ جبهة النصرة حكما بالاعدام على امرأة في معرة مصرين بريف ادلب، بتهمة الزنى. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

امرأة محجبة بسترة حمراء ركعت على الارض قرب جدار كُتب عليه "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام- جبهة النصرة"، بينما تحلق حولها رجال مسلحون، مستمعين الى رجل قائلا انه "ثبت بالدليل القاطع... ان هذه المرأة كانت تمتهن الزنى... وقد أقرت هذا الحكم الشرعي مجموعة من الاخوة العلماء الافاضل...". هذه المشاهد انتشرت بكثافة أخيرا في حسابات زعمت انها  تعود لـ"اعدام هيئة تحرير الشام امرأة بتهمة الزنى"، و"هذا ما يحدث الآن في شوارع دمشق". 

حقيقة الفيديو 

الا ان هذه المشاهد ليست مصورة في سوريا حديثا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه، عبر محرك Yandex، مؤرشفا في مواقع اخبارية عدة، ابتداء من 13 كانون الثاني 2015، بعنوان: "جبهة النصرة تعدم امرأة بتهمة الزنى".  

ووفقا لموقع "الرقة تذبح بصمت"، "نفذ تنظيم جبهة النصرة، في 13 كانون الثاني 2015، في معرة مصرين في ريف ادلب، حكما بالاعدام رمياً بالرصاص على أمراة قالوا انها "زانية". وطالبت المرأة برؤية أطفالها قبل تنفيذ حكم الإعدام بها. ولكن جبهة النصرة رفضت ذلك، ونفذت الحكم أمام عدد من الناس". 

و"في معلومات تداولها نشطاء في وقت لاحق، قيل إن منفذ حكم الإعدام بالمرأة بإطلاق الرصاص على رأسها من الخلف، يدعى أبو الصلاح، وقد عمل قاضياً في الهيئة الشرعية في حلب منذ تأسيسها، وكان اختفى في المدينة على خلفية فضيحة علاقة غير شرعية جمعته بإحدى السيدات"، على ما أورد موقع "العربية". 

مبعوثون غربيون في دمشق

وجاء تداول الفيديو في وقت وصلت إلى دمشق، اليوم الثلثاء، بعثات ديبلوماسية عدة للقاء السلطات الجديدة التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام الإسلامية بينما تسعى بدورها إلى طمأنة العواصم الأجنبية بشأن قدرتها على تهدئة الأوضاع في سوريا بعد نزاع مدمر استمرّ أكثر من 13 عاما، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وتعهّد قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي بات يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، بحلّ الفصائل التي ساهمت في إسقاط بشار الأسد ودمجها في الجيش. ودعا إلى رفع العقوبات الدولية عن البلاد.

في 27 تشرين الثاني 2024، بدأت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها هجوما واسعا انطلاقا من شمال سوريا، مكّنها من دخول دمشق وإعلان إسقاط بشار الأسد الذي فرّ من البلاد.

وفي بيان باسم تحالف الفصائل، قال الجولاني أمس الإثنين، إنّه "يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة... سيتمّ حلّ الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون".

وبعد نصف قرن من حكم آل الأسد، تسعى السلطات الجديدة إلى طمأنة المجتمع الدولي، في وقت تجري العواصم الأجنبية اتصالات بقادتها، بما في ذلك أبو محمد الجولاني.

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "اعدام هيئة تحرير الشام امرأة في سوريا أخيرا بتهمة الزنى"، بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد. في الحقيقة، الفيديو قديم، اذ يعود الى 13 كانون الثاني 2015. ويظهر تنفيذ جبهة النصرة حكما بالاعدام على امرأة في معرة مصرين بريف ادلب، بتهمة الزنى.