تنتشر في العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تضمنت تصريحاً منسوباً إلى السياسي الفلسطيني عضو حركة المقاومة الاسلامية "حماس" باسم نعيم، بمزاعم أن قناة "الجزيرة فلسطين" نقلته عنه، وجاء فيه: "كل من هدم الاحتلال بيته في غزة سيمن الله عليه بقصر في الجنة، لأنه كان صابراً محتسباً أجره إلى الله". إلا أن الصورة مفبركة،  والتصريح لا أساس له. #FactCheck

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتداول، صورة بالقالب الإخباري لقناة "الجزيرة فلسطين"  تضمنت صورة لعضو حماس باسم نعيم، مع تصريح منسوب اليه: "كل من هدم الاحتلال بيته في غزة سيمن الله عليه بقصر في الجنة، لأنه كان صابراً محتسباً أجره إلى الله". وكتب مستخدمون تعليقات (دون تدخّل): "ممكن تعطيني وصل بهالكلام؟ ولا اروح أدور عليك في النار يوم القيامة؟". 

وقد تحققت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- الصورة مفبركة، إذ تبيّن بعد مراجعة الصفحات الرسمية لقناة "الجزيرة" القطرية، أنها لم تنقل تصريحاً مماثلا عن باسم نعيم، وانه تم التلاعب بقالب أخبار "الجزيرة" واستخدام شعارها في إنشاء صورة تشبه الصور التي تنشرها، ووضع صورة لباسم نعيم.

وتتبين علامات التلاعب من خلال الخط المستخدم ونسقه والأخطاء النحوية في النص، فضلاً عن الاختلافات في تكوين القالب عن الأصلي.

وهنا مقارنة بين القالب الاصلي الذي تستخدمه "الجزيرة" (ادناه الى اليمين) والقالب المتناقل (الى اليسار).

2- لم يدلِ نعيم بتصريح مماثل، في أي من اللقاءات التلفزيونية أو خطاباته، أو من خلال الصفحات الرسمية لحركة "حماس". كذلك أصدرت الحركة توضيحاً نفت من خلاله إدلاء نعيم بالتصريح المتداول.

مسؤوليات عدة داخل حماس

وُلد باسم نعيم محمد نعيم في بلدة بيت حانون بمحافظة شمال قطاع غزة في الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 1963، وهو متزوج وله تسعة أبناء.

درس المرحلة الأساسية في مدارس الفلاح وصلاح الدين الأيوبي في مدينة غزة، والمرحلة الثانوية في مدرسة فلسطين في غزة، وحصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1981، ونال درجة البكالوريوس في الطب من جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 1992، وحصل على البورد الأردني في الجراحة العامة من المستشفى الإسلامي في عَمَّان عام 2000.

انتمى نعيم لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين عام 1979، وكان مسؤولاً عن جمعية الطلبة المسلمين ورابطة فلسطين الإسلامية في مدينة آرلنغن Erlangen الألمانية بين عامي (1987-1991).

تولى مسؤوليات عدة داخل حركة حماس في قطاع غزة. فكان مسؤول العمل النقابي الصحي في الحركة بين عامي 2001- 2006، ومسؤول الكتلة الطبية الإسلامية، ورئيس المنتدى الطبي الفلسطيني بين عامي 2002-2006، ورئيس مرجعية الكتل الصحية في الحركة بين عامي 2002 – 2006، ومسؤول اللجنة الانتخابية في الحركة بين عامي 2004 – 2006، ورئيس مجلس العلاقات الدولية في الحركة عام 2014، ورئيس حملة المقاطعة– فلسطين عام 2014، وعضو القيادة السياسية للحركة في قطاع غزة منذ عام 2021.

وكان له نشاطه النقابي المؤسسي، اذ كان عضوا في مجلس إدارة مستشفى الوفاء للتأهيل المجتمعي بين عامي 2001-2004، وعضوا في جمعية الجراحين الفلسطينيين بين عامي 2002-2004، وعضوا في مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بين عامي 2002-2012. 

ويأتي تداول هذا الادّعاء الخاطئ مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، حيث قتل 10 مواطنين على الأقل، وأصيب آخرون امس السبت، في قصف الاحتلال لمبنى بلدية دير البلح وسط قطاع غزة.

ووفقاً لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، قصف الطيران الاسرائيلي مبنى البلدية الذي يؤوي عشرات النازحين، ما أدى إلى مقتل 10 مواطنين، بينهم رئيس البلدية، وإصابة العشرات.

وأوضحت أن مركبات مدنية وعربات نقلت عشرات الإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى. كذلك، قُتل مواطن وأصيب آخرون، في قصف اسرائيلي لمجموعة مواطنين قرب دوار أبو عطايا شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وتواصل اسرائيل عدوانها على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، الامر الذي أسفر حتى اليوم عن مقتل 44,930 مواطناً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 106,624 آخرين، في حصيلة غير نهائية.