هذا الفيديو لا يظهر هروب عناصر من قوات الحشد الشعبي العراقية من سوريا FactCheck#

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنَّه يظهر "عناصر من هيئة الحشد الشعبي العراقية وهم يهربون من سوريا"، بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد أخيرا. إلا أن هذا الادعاء خاطئ، والفيديو له سياق مختلف، وتعود آثاره إلى عام 2022. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، فيديو يظهر تجمعاً حاشداً لعناصر من هيئة الحشد الشعبي العراقية، وهم يرفعون رايات الحشد في منطقة صحراوية، مطلقين هتافات حماسية. وكتبت ناشرون للفيديو: (من دون تدخّل): "طالعين من سوريا هاربين وشابعين كفخ ويعتبرون أنفسهم منتصرين ويصيحون ليمون ليمون! هذول فلول نظام بشار وقطعان الحشد الي هربوا من سوريا راح يجندهم الحرس الثوري حتى يعبثون بأمن سوريا انتقاما من ثورتهم المنتصرة افعال الجبنــLء ادري الA-10 عمية ما شافتهم؟".
وقد تحقّقت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
الفيديو قديم، اذ تم تداوله عام 2022 في صفحات عراقية، وبالتالي لا يرتبط بالأحداث الدائرة حاليا في سوريا.
وتداولت الصفحات الفيديو في ذلك الحين، على أنّه لانسحاب سرايا السلام من سامراء إلى بغداد بأمر مقتدى الصدر. ولكن هذا الادّعاء كان خاطئاً أيضاً، إذ ان الشعارات الظاهرة في الفيديو لا تعود لتشكيل سرايا السلام التابع لمقتدى الصدر، ولم يظهر آنذاك ما يؤكد حصول انسحاب.
أما الحقيقة، فهي أن الفيديو يعود إلى انسحاب قطعات الحشد الشعبي بعد قيامها باستعراض عسكري، وهذا ما تفسره الهتافات الحماسية التي رددها عناصر الحشد، وتأكيدات مدونين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يتسن الوصول إلى النسخة الأصلية من الفيديو بسبب حذف مصدر النشر الأصلي له. إلا أن المعطيات التي تم التوصل إليها خلصت إلى أن الفيديو لا يرتبط بأحداث سوريا، بما ينفي الادّعاء المتداول.
والحشد الشعبي مؤسسة أمنية عراقية تتبع القائد العام للقوات المسلحة العراقية، ومؤلفة من نحو 67 فصيلاً، وتم تشكيلها بعد فتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقتها المرجعية الدينية في محافظة النجف العراقية، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد، وأقر قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات لصالح القانون في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
تكونت نواة الحشد الشعبي من بعض الفصائل المسلحة بعدما أصدر نوري المالكي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة آنذاك، أوامر بتعبئة الجماهير وتشكيل هيئة الحشد الشعبي، كي تقف بوجه تهديدات داعش لبغداد وأطرافها. وبدأ الحشد الشعبي، في 13 آذار 2014، بعد اجتماع بين نوري المالكي وقادة الفصائل المسلحة، ومن ثم ذهابها إلى الفلوجة. وقد تشكل الحشد في البداية من كتائب حزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق، ومنظمة بدر وقوات الشهيد الصدر. ثم توسع الحشد ليشمل متطوعين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي.
ويأتي تداول الفيديو بالادعاء الخاطئ بعد عملية "ردع العدوان" التي نفذتها فصائل المعارضة السورية أخيرا، وسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 كانون الاول 2024، الامر الذي جعل من الفضاء الرقمي بيئة خصبة لانتشار الأخبار المضللة المتعلقة بالأحداث.
ونفى رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، في لقاء خاص مع قناة "العراقية الإخبارية"، دخول الحشد الشعبي إلى مناطق سوريا. وقال إن "الحشد قوة رسمية تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة، ولا يعمل خارج العراق والخطوط الدفاعية مع سوريا حصينة". وأكد أن "الحشد والقوات الأمنية كافة تحت إمرة العمليات المشتركة".