هذه الصورة لطبقات سجن صيدنايا الواقعة تحت الأرض مجرد تصميم FactCheck#

بعد سقوط الرئيس السوريّ السابق بشّار الأسد، دخل مقاتلون من الفصائل المعارضة السجون لتحرير المساجين ونشروا مقاطع توثّق تلك اللحظات ولحظات التفتيش عن سراديب محتلمة. في هذا السياق انتشرت صورة زعم ناشروها أنها لأقبية سرية تحت الأرض في سجن صيدنايا السّيئ السمعة. إلا أنّ الصورة ليست حقيقيّة، وهي مجرّد تصميم.
تبدو في الصورة طبقات تحت الأرض تضمّ ما تبدو أنها غرف ضيقة. وعلّق ناشرو الصورة بالقول إنها تصوّر "هيكل السجن تحت الأرض وهو مدينة شبه كاملة... عبارة عن غرف وأنفاق ومعظم طرقها سريّة".
حصدت الصورة آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء انتشارها بينما كان الآلاف ينتظرون أنباء عن مصير أبنائهم المعتقلين خصوصاً في سجن صيدنايا، الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من دمشق.
وبعد سقوط بشار الأسد، دخل مقاتلون من الفصائل المعارضة السجون لتحرير المساجين وقد صوّر أحدهم تلك اللحظات بهاتفه: مسلّحون يكسرون أقفال زنزانات صيدنايا، أكبر السجون السورية الذي تفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب، فيما تركض نساء وأطفال للخروج وهم لا يصدقون أن الرئيس السوري سقط.
وكانت منظمة الخوذ البيضاء أعلنت عبر منصة إكس بلسان مديرها رائد صالح أنها تبحث عن "احتمال وجود أبواب أو أقبية سريّة" في سجن صيدنايا. وأضافت: "رغم تضارب المعلومات، فتحنا عدة مناطق داخل السجن (...) لكن لم نعثر على شيء حتى اللحظة".
والثلثاء، أعلنت منظمة "الخوذ البيضاء"، انتهاء عمليات البحث في السجن. وقالت في بيان: "يعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل سجن صيدنايا سيئ السمعة، دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تفتح بعد".
حقيقة الصورة
إلا أنّ الصورة المتداولة على أنها لسراديب تحت الأرض في هذا السجن، مجرّد تصميم.
ويظهر التفتيش عنها باستخدام الاسم الظاهر في زاويتها اليمنى "مصطفى يعقوب"، الذي يظهر في بعض المنشورات، إلى حساب عبر فايسبوك يحمل هذا الاسم، ويعرّف بنفسه أنّه صانع محتوى.
وعلّق صاحب الحساب على الصورة بالقول "لو أنّ دانتي أليغري دخل سجن صيدنايا العسكري الذي ابتكره عقل الأسد المريض بالإجرام... لأعاد كتابة فصل "الجحيم" من جديد كاعتراف بعجز خياله أمام وحشية الواقع".
في ضوء ذلك، تواصل فريق تقصي صحّة الأخبار مع المصمّم مصطفى يعقوب، الذي أكد أنهّ صممّ الصورة واستخدم لهذا الغرض برامج مثل Bender و Photoshop.
وقال مصطفى: "أنا فنان محترف وأعمل على بناء لوحات بصرية تبدو حقيقيّة وواقعية جداً.
وأضاف: "لقد عملت على لوحات كثيرة طيلة السنوات الماضية".
ولدى سؤاله عن الرسالة من وراء هذه الصورة علّق مصطفى بالقول: "أردت تسليط الضوء على ظلاميّة جحيم صيدنايا ووحشيّته، والذي يفوق الجحيم الذي وصفه دانتي".
وذهب في شرحه الى القول "إنها محاكاة لجحيم دانتي، خصوصاً من خلال لوحة الفنان الإيطالي ساندرو بوتيتشيلي".
وأضاف: "أردت أن أصوّر الجحيم طبقات تضيق كلّما اتجهنا للأسفل كما رآه دانتي وبوتشيلي، وعدّلت الفكرة فجعلته امتداداً أكبر. واستوحيت الزنازين من ممالك النمل لتترك انطباع فوبيا الثقوب عند المتلقي"، وكلّ ذلك لوصف سجن صيدنايا.
خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة "فرانس برس"