
المتداول: فيديو "مصوّر"، وفقاً للمزاعم، "في عمق سجن صيدنايا السوري"، بعد سقوط الرئيس السوري بشار الاسد.
الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 14 تشرين الثاني 2024. ومصدره حساب في تيك توك ينشر فيديوات عن يوميات عمّال في منجم. FactCheck#
"النّهار" دققت من أجلكم
ستأخذكم المشاهد الى باطن الارض. شخض يصوّر رحلة النزول بواسطة هاتف، لتنتهي بالوصول الى موقع كان فيه رجال. وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية عبر حسابات ارفقته بمزاعم مثل "صيدنايا السجن الاحمر"، و"عمق السجن". وقد حصد آلاف المشاهدات وتفاعلا كبيرا بين المستخدمين.
فتح أبواب سجن صيدنايا قرب دمشق
جاء تداول الفيديو في وقت استقطب سجن صيدنايا العسكري السوري اهتماما واسعا أخيرا، بعدما فُتحت ابوابه فجر الأحد 8 كانون الاول 2024. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "أبواب سجن صيدنايا فُتحت... أمام آلاف المعتقلين الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية طوال حقبة حكم النظام، وخرج المعتقلون منه بعد معاناتهم الشديدة من شتى أشكال التعذيب الوحشي". وقالت فصائل المعارضة عبر موقع تلغرام: "نزفّ إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا".
وظهر مسلحون في مقطع مصور وهم يطلقون النار على قفل بوابة سجن صيدنايا عندما وصلوا إليه، ويطلقون المزيد من الأعيرة النارية لفتح الأبواب المغلقة المؤدية إلى الزنازين. وتدفق رجال إلى الممرات والفناء وهم يهتفون ويساعدونهم في فتح المزيد من الزنازين، وفقا لتقارير اعلامية.
وداخل مكان يُفترض أنه عنبر للنساء في سجن صيدنايا سيئ السمعة، سجل أحد مقاتلي المعارضة اللحظة التي وصل فيها إلى الزنازين وفتح الأبواب للسجينات اللواتي لم تكن لديهن أدنى فكرة عن أنهن على وشك الخروج للحرية. وقالت امرأة للرجال الذين أطلقوا سراحها "ربنا يبارك فيكم".
وتجمع آلاف الأشخاص، منذ الأحد، يوم سقوط بشار الأسد، حول السجن في انتظار أخبار عن أقاربهم المفقودين، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأعلنت منظمة "الخوذ البيضاء، الثلثاء 10 منه، انتهاء عمليات البحث في السجن حيث كانت تشتبه في وجود زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة، من دون العثور على أي معتقلين إضافيين. وقالت في بيان: "يعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل سجن صيدنايا سيئ السمعة، من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تفتح بعد".
ومنذ عام 2011، لقي أكثر من 100 ألف شخص حتفهم في السجون السورية، خصوصا بسبب التعذيب، بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتقدّر رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن 30 ألف شخص دخلوا السجن منذ اندلاع النزاع عام 2011، وأفرج عن 6 آلاف منهم فقط، فيما يُعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، خصوصا أنه نادرا ما يُبلّغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنهم لا يتسلمون جثثهم (أ ف ب).
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضع أمامنا نسخة منه حملت عنوان azamgardizi@... كلمة مفتاح توصلنا الى حساب بهذا العنوان، azamgardizi -Azam khan Girdizi@، نشر المقطع في 14 تشرين الثاني 2024.
@azamgardizi ♬ original sound - Azam khan Girdizi
ومع ان azamgardizi@ لم يشرح ماهية هذه المشاهد او مكان تصويرها، الا ان جولة في الحساب تبين بوضوح انه مخصّص لنشر فيديوات تصوّر يوميات أشخاص يعملون في منجم، على ما يبدو، ويتكلمون لغة ليست العربية، الاردية، اللغة الرسمية في باكستان، وفقاً لما توصلنا اليه.
@azamgardizi ♬ original sound - Azam khan Girdizi
وقد أرفق Azam khan Girdizi (أعظم خان غيرديزي) أحد فيديواته بكلمات بالأردية، اذ تقول في جزء منها "ليكن دعا ہمیشه جیت جاتی ہے"، اي لكن الصلاة تفوز دائما. كذلك، كُتبت على الجارور الحديدي في الفيديو عبارة بالأردية.
@azamgardizi ♬ original sound - Azam khan Girdizi
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل "مصور في عمق سجن صيدنايا السوري"، بعد سقوط الرئيس السوري بشار الاسد. في الحقيقة، الفيديو قديم، اذ يعود الى 14 تشرين الثاني 2024. ومصدره حساب في تيك توك ينشر فيديوات عن يوميات عمّال في منجم.