المتداول: تصريح منسوب إلى قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني جاء فيه ان "دخول الجيش الإسرائيلي إلى الأرضي السورية يتم بالتنسيق معنا". 

الحقيقة: هذا التصريح مختلق، ولم يدل به الجولاني. وقد نفت المعارضة السورية، في بيان، "وجود اتفاقات مع إسرائيل". 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

حمل المنشور في أعلاه شعار "الشرق" وتضمّن صورة لقائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني مع تصريح منسوب اليه: "دخول الجيش الإسرائيلي إلى الأرضي السورية يتم بالتنسيق معنا". وقد انتشر خلال الساعات الماضية بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تناقلته مواقع اخبارية عدة. 

حقيقة التصريح

الا ان هذا التصريح مفبرك. 

فالبحث في موقع "الشرق للأخبار" ومختلف حساباته، يبيّن ان لا اثر لهذا التصريح في بنك الاخبار. ولفتنا ان الموقع لا يعرّف بالجولاني أنه "زعيم المعارضة السورية"، كما جاء في المنشور. 

ومع ان مواقع نشرت التصريح، من دون ذكر مصدره، الا انه غاب كليا في وكالات الانباء العالمية ومواقع اخبارية كثيرة، لا سيما ذات الصدقية.

كذلك، كان لافتا الاختلاف بين التصميم الذي يعتمده "الشرق للأخبار"، لا سيما في الخط والشكل، والتصميم المتناقل الذي حمل شعار الموقع. واليكم مقارنة بين الاصلي (ادناه الى اليمين)، والمفبرك (الى اليسار). 

المعارضة السورية تنفي

وقد أصدرت المعارضة السورية، أمس الثلثاء، بيانا نفت فيه وجود اتفاقات مع إسرائيل أو دخول أي قوات إسرائيلية إلى الأراضي السورية. 

وجاء في بيان أصدرته القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية في المعارضة السورية، ونشرته مواقع اخبارية: "انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات غير صحيحة تدّعي دخول قوات إسرائيلية إلى الأراضي السورية، ووجود اتفاقات بين المعارضة وإسرائيل. نؤكد أن هذه المعلومات عارية تمامًا من الصحة. سيادة أراضينا ووحدتها هي أولوية قصوى لنا، ولن نسمح بأي انتهاك لها. 

وأكدت المعارضة السورية أنها ستعمل على "حماية أراضينا والدفاع عنها وفقًا للقوانين والأعراف الدولية"، بعد تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد.

وجاء تداول التصريح المختلق في وقت نقلت تقارير اعلامية عن مصادر أمنية، اليوم الثلثاء، إن القوات الإسرائيلية توغلت عسكريًا في الأراضي ، حيث وصلت إلى نحو 25 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة دمشق.


وأفادت مواقع اخبارية بأن الدبابات الإسرائيلية تجاوزت القنيطرة وباتت على مشارف ريف دمشق، في وقت سيطر الجيش الإسرائيلي على المنطقة الحدودية العازلة شرق مرتفعات الجولان المحتلة، في ما عزاه وزير الخارجية جدعون ساعر إلى "أسباب أمنية"، وقال إنه "خطوة محدودة وموقتة".

غير ان الجيش الإسرائيلي نفى، الثلثاء، التقارير التي تتحدث عن تقدم لدباباته في اتجاه دمشق، مؤكدا أنها موجودة فقط في المنطقة العازلة في الجولان، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة إكس، عدم صحة تلك التقارير، وقال إنها "غير صحيحة على الإطلاق، قوات الدفاع موجودة داخل المنطقة العازلة وفي نقاط دفاعية قريبة من الحدود بهدف حماية الحدود الإسرائيلية".

الجولاني يتعهد ملاحقة المتورطين في التعذيب

وفي أحدث تصريحاته، أعلن قائد إدارة العمليات في سوريا أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، امس الثلثاء، أنه لن يتوانى عن "محاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري"، فيما أعلنت إدارة العمليات العسكرية إصدارها عفواً عن جميع العسكريين في الخدمة الإلزامية، على ما أورد موقع "الشرق للاخبار". 

وقال في بيان عبر تلغرام: "سوف نلاحق مجرمي الحرب ونطلبهم من الدول التي فروا إليها كي ينالوا جزاءهم العادل، وسنعلن عن قائمة رقم 1 تتضمن أسماء كبار المتورطين في تعذيب الشعب السوري، وسنقدم مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب".

وتابع: "أكدنا التزامنا بالتسامح مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري، ومنحنا العفو لمن كان ضمن الخدمة الإلزامية إن دماء الشهداء الأبرياء وحقوق المعتقلين أمانة لن نسمح أن تهدر أو تنسى".

كذلك رأى الجولاني أن الشعب السوري "منهك" من جراء أعوام النزاع، والبلاد لن تشهد "حربا أخرى". وقال الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، إن "الناس منهكون من الحرب. لذا البلاد ليست مستعدة لحرب أخرى، وهي لن تخرط في (حرب) أخرى"، وذلك في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز البريطانية بثت امس الثلثاء.

وكان الجولاني أشاد بالنصر "التاريخي" الأحد 8  كانون الاول 2024، خلال زيارته الجامع الأموي في دمشق، بعد ساعات من إعلان الفصائل المعارضة بقيادة الهيئة إسقاط الرئيس بشار الأسد عقب دخول قواتها العاصمة السورية.

وفي مقطع فيديو نشرته الفصائل عبر تلغرام، قال الجولاني وهو يلقي كلمة من داخل الجامع الأموي: "هذا النصر يا أخواني تليد للأمة الإسلامية بأكملها، هذا النصر يا أخواني تاريخي للمنطقة".

وأضاف "اليوم تتطهّر سوريا"، مضيفا أنّ "هذا النصر بعذابات الناس الذين قبعوا في السجون وقام المجاهدون بتحريرهم بكسر القيد رغما عن أنف الطاغية" (أ ف ب).

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني صرح بان "دخول الجيش الإسرائيلي إلى الأرضي السورية يتم بالتنسيق معنا". في الحقيقة، هذا التصريح مختلق، ولم يدل به الجولاني. وقد نفت المعارضة السورية، في بيان، "وجود اتفاقات مع إسرائيل".