هذه المشاهد ليست لمعتقل في حالة يرثى لها في سجن صيدنايا السوري FactCheck#

المتداول: مشاهد تظهر، وفقاً للمزاعم، "سجيناً في حالة يرثى لها في سجن صيدنايا السوري"، في ريف دمشق بسوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
الا أنّ هذا الادعاء خاطئ.
الحقيقة: ما تشاهدونه هو تمثال لسجين في زنزانة في متحف مخلفات الحرب War Remnants Museum في مدينة هوشي منه بفيتنام. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
صورة وفيديو قيد التناقل بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي. ما سترونه في المشاهد شخص هزيل قيدت قدمه بسلسلة مربوطة بقضيب، فيما كان جالسا على معقد مستطيل في غرفة ضيقة. وجاء في المزاعم (من دون تدخل): "أحد ضحايا سجن صيدنايا تحول حالة يُرثى لها"، وايضا "هذه صورة لإحدى السجينات في صيديانا... لقطة البارحة".
@lli_90m سجن صيدنايا مباشر تم تحريرو #comedia #سوريا #اسماء #سجن_صيدنايا #اخبار ♬ El Universo Conspira (Extended) - Valentin Ferreira
حقيقة المشاهد
الا ان هذه الادعاءات غير صحيحة.
في الواقع، يضعنا البحث العكسي امام صور مماثلة تماماً مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images وموقع آلامي Alamy لتخزين الصور، وايضا في حسابات عدة ومواقع ومدونات، مع شرح انها تظهر "إعادة بناء زنزانة معروفة باسم قفص النمر، في متحف مخلفات الحرب War Remnants museum (او Bảo tàng Chứng tích Chiến)، في مدينة هوشي منه Ho Chi Minh بفيتنام".
و"كانت أقفاص النمر عبارة عن زنزانات خاصة لاحتجاز السجناء السياسيين. وخلال موسم الحر كان يتم احتجاز ما بين خمسة إلى أربعة عشر شخصًا في زنزانة واحدة"، على ما ذكرت "غيتي ايماجيز".
تأسس متحف مخلفات الحرب في 4 ايلول 1975، و"هو عضو في الشبكة الدولية للمتاحف من أجل السلام (INMP) والمجلس الدولي للمتاحف (ICOM)"، على ما يفيد المتحف في موقعه.
و"هو المتحف الوحيد في فيتنام الذي يدرس معروضات عن جرائم الحرب ويحافظ عليها ويعرضها بشكل منهجي، الى جانب العواقب التي ألحقتها القوى العدوانية الأجنبية بالشعب الفيتنامي. وفي الوقت ذاته، يناشد المتحف الجميع معارضة الحروب الظالمة والحفاظ على السلام العالمي وتعزيز الصداقة والتضامن بين الأمم".
"يضم المتحف تسعة معارض دائمة ومجموعات خاصة متنوعة. ويتم تنظيم مجموعة واسعة من الأنشطة فيه على مدار العام، بما في ذلك مؤتمرات واجتماعات مع شهود الحرب، ومعارض موقتة ومتنقلة. وبمليون زائر محلي ودولي سنويا، يعد المتحف أحد أكثر المواقع الثقافية والسياحية جاذبية في مدينة هوشي منه".
البحث عن المعتقلين في السجون مستمر بعد سقوط الأسد
وجاء تداول المشاهد بالمزاعم الخاطئة في وقت تتواصل في سوريا اليوم الإثنين عمليات بحث مكثّفة عن معتقلين في زنزانات تحت الأرض في سجن صيدنايا، أكبر السجون السورية الذي تفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب، بينما تستمرّ الاحتفالات في دمشق بسقوط حكم بشار الأسد في أعقاب هجوم خاطف نفّذته فصائل المعارضة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وغداة نقطة تحوّل تاريخية مع انتهاء حكم عائلة الأسد الذي امتدّ أكثر من نصف قرن في سوريا، أرسلت منظمة "الخوذ البيضاء" فرق طوارئ إلى سجن صيدنايا الواقع على بعد 30 كيلومترا من دمشق، "للبحث عن أقبية سرية داخله يُتوقع وجود معتقلين فيها".
وقالت المنظمة إنّ الوحدات التي أرسلتها "تضم فريق بحث وإنقاذ وفريقاً لنقب الجدران وفريقاً لفتح الأبواب الحديدية وفريق كلاب مدربة، وفريق إسعاف".
وأفادت فصائل معارضة والمرصد السوري، فجر الأحد، بفتح أبواب سجن صيدنايا العسكري. وظهر مسلحون في مقطع مصور وهم يطلقون النار على قفل بوابة سجن صيدنايا عندما وصلوا إليه، ويطلقون المزيد من الأعيرة النارية لفتح الأبواب المغلقة المؤدية إلى الزنازين. وتدفق رجال إلى الممرات والفناء وهم يهتفون ويساعدونهم في فتح المزيد من الزنازين، وفقا لتقارير اعلامية.
وداخل مكان يُفترض أنه عنبر للنساء في سجن صيدنايا سيئ السمعة، سجل أحد مقاتلي المعارضة اللحظة التي وصل فيها إلى الزنازين وفتح الأبواب للسجينات اللواتي لم تكن لديهن أدنى فكرة عن أنهن على وشك الخروج للحرية. وقالت امرأة للرجال الذين أطلقوا سراحها "ربنا يبارك فيكم".
تقييمنا النهائي: اذاً ليس صحيحاً ان المشاهد المتناقلة تظهر "سجيناً في حالة يرثى لها في سجن صيدنايا السوري" بعد سقوط نظام بشار الأسد. في الحقيقة، هذه المشاهد تظهر تمثالا لسجين في زنزانة في متحف مخلفات الحرب War Remnants Museum في مدينة هوشي منه بفيتنام.