هذه الصورة قديمة ولا تظهر وصول الأسد إلى طهران للقاء خامنئي أخيراً FactCheck#
المتداول: صورة للرئيس السوري بشار الاسد، ملتقيا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، "عقب وصوله الى العاصمة الايرانية طهران، خلال الساعات الماضية"، وفقاً للمزاعم.
الا أنّ هذا الادعاء خاطئ.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 8 آب 2005. وتظهر الأسد ملتقيا خامنئي في طهران. ولم نعثر على دليل او معطيات جدية من مصادر موثوق بها تؤكد صحة الخبر عن وصول الاسد الى طهران خلال الساعات الماضية. FactCheck#
"النّهار" دققت من أجلكم
الصورة تجمع الرئيس السوري بشار الاسد والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي. وبدا ان الاسد كان متكلما، بينما نظر اليه خامنئي. منذ ساعات، تنتشر الصورة في حسابات بكثافة، بصفة "عاجل"، مرفقة بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "بشار الاسد يصل إلى طهران للقاء خامنئي. ماذا يقول له كما يظهر في الصورة؟".


حقيقة الصورة
الا ان هذا الزعم غير صحيح.
فالبحث العكسي يوصلنا، عبر خيوط، الى الصورة مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، في 8 آب 2005، مع شرح انها تظهر "الرئيس السوري بشار الأسد (الى اليسار) ملتقيا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في طهران، في 8 آب 2005".
في 7 آب 2005، وصل الأسد إلى طهران، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، في زيارة رسمية لتقديم التهاني الى الرئيس الايراني الجديد محمود احمدي نجاد، بمناسبة تسلمه مقاليد الرئاسة، وفقا لما ذكرت تقارير اعلامية.
واستمرت زيارة الاسد لايران يومين. وكانت المحادثات الرسمية الاولى لنجاد بعد أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان، وتزامنت مع تصاعد الاتهامات الأميركية لدمشق وطهران بدعم المسلحين في العراق.
وكانت الأوضاع في العراق وفلسطين ولبنان والجدل الدائر بشأن حزب الله في جدول مباحثات الاسد في طهران.
وفي 8 آب 2005، اختتم الاسد زيارته الرسمية لايران. وعقد في ذلك اليوم اجتماعا بمرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله علي خامنئي، الذي اعرب عن امله ان "تساهم زيارة الرئيس السوري لطهران في تعزيز العلاقات بين البلدين والارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بينهما اكثر من اي وقت مضى"، وفقا لما أوردت تقارير اعلامية.
واكد خامنئي، خلال اللقاء الذي حضره ايضا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، العلاقات الايرانية السورية "المتنامية" وضرورة تعزيزها في شتى المجالات.
من جهته، اعتبر الاسد ان الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة "مؤشر الى وحدة وتضامن الشعب الايراني". واشار الى الاوضاع في العراق وسياسة بلاده القائمة على اساس تطوير علاقاتها بالعراق ودعم العملية الامنية لتحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد.
لا دليل على زيارة الاسد طهران أخيرا
والى جانب ان صورة الاسد وخامنئي المتداولة قديمة، لم نعثر على دليل او معطيات جدية من مصادر موثوق بها تؤكد صحة الخبر عن وصول الاسد الى طهران خلال الساعات الماضية، كما زعمت مواقع اخبارية وحسابات.
لا اثر لخبر مماثل في وكالات انباء عالمية ومواقع اخبارية ذات صدقية.
في 1 كانون الاول 2024، قال الأسد، خلال استقباله وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، وفقا لحساب الرئاسة السورية في اكس، إن "سوريا ماضية في محاربة الإرهاب بكل قوة وحزم وعلى كامل أراضيها، ومواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته وتجفيف منابعه لا يخدم سوريا وحدها بقدر ما يخدم استقرار المنطقة كلها وأمنها وسلامة دولها".
وفي 2 منه، قال الأسد في اتصال بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: "ما يحصل من تصعيد إرهابي (في سوريا) يعكس أهدافاً بعيدةً في محاولة تقسيم المنطقة وتفتيت دولها وإعادة رسم الخرائط من جديد وفقاً لمصالح وغايات أميركا والغرب. وهذا التصعيد لن يزيد سوريا إلا إصراراً على المواجهة للقضاء على الإرهاب في كل الأراضي السورية".
وجاء تداول صورة الاسد- خامنئي وخبر الزيارة المزعومة في وقت نفت وزارة الخارجية الإيرانية التقارير التي تحدثت عن إخلاء طهران لسفارتها في العاصمة السورية دمشق، بالتزامن مع التقدم الذي أحرزته الفصائل المسلحة في مدن سورية رئيسية عدة.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة خارجية الإيرانية اسماعيل بقائي قوله إن "ما يشاع عن إخلاء سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق لا أساس له"، وفقا لما ذكرت تقارير.
وأضاف بقائي أن "الأخبار التي تتحدث عن إخلاء سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق غير صحيحة"، مؤكدا أن السفارة "تواصل نشاطها".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية ذكرت أن إيران بدأت سحب عناصرها وقادتها العسكريين من سوريا، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يكشف عجز طهران مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد، بينما يواجه هجوما من الفصائل المسلحة المعارضة.
وقد أعلنت الفصائل المسلحة المعارضة السورية اليوم السبت أنها بدأت مرحلة "تطويق" دمشق، بينما نفت وزارة الدفاع السورية انسحاب قوات من الجيش من مناطق محيطة بالعاصمة.
اقرأ ايضا- الفصائل السورية المسلحة تتقدم وتعلن البدء بمرحلة "تطويق" دمشق
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر الرئيس السوري بشار الاسد، ملتقيا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، "عقب وصوله الى العاصمة الايرانية طهران، خلال الساعات الماضية"، وفقاً للمزاعم. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 8 آب 2005. وتظهر الأسد ملتقيا خامنئي في طهران. ولم نعثر على دليل او معطيات جدية من مصادر موثوق بها تؤكد صحة الخبر عن وصول الاسد الى طهران خلال الساعات الماضية.
نبض