يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه يظهر "وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يرقص مع أكراد، خلال زيارة لإقليم كردستان العراق". غير أنّ الفيديو قديم، وله سياق مختلف. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

يظهر الفيديو مجموعة من الأشخاص يرقصون،  وبدا بينهم  وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير. وقد أرفقته حسابات بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "في شمال العراق، الأكراد مع بن غفير. الأكراد الذين حماهم الحشد الشعبي ودافع عنهم، يرقصون اليوم مع بن غفير الإسرائيلي الأرهابي".

حقيقة الفيديو 

غير أنّ الفيديو المتناقل له سياق مختلف. 

فبالبحث عنه، بتجزئته إلى مشاهد ثابتة (Invid)، نصل أولا الى حسابات نشرته في 5 تشرين الثاني 2022. وكتب معه حساب Mike في اكس: "هذا هو إيتامار بن غفير يرقص مع أفراد من الجالية الكردية في إسرائيل. والآن علمت أن بن غفير كردي. والعالم مليء بالمفاجآت". 

בן גביר משלנו ❤️ pic.twitter.com/VmFhOzGaPd

— Rama (@Rama86515299) November 5, 2022

This is Itamar Ben Gvir dancing with members of Israel’s Kurdish community. Ben Gvir, I now learn, is Kurdish. The world is full of surprises. pic.twitter.com/27OevxCqfF

— Mike (@Doranimated) November 5, 2022

وبالتعمق في البحث، باستخدام كلمات مفاتيح، لا سيما بالعبرية، نقع على فيديو بمشاهد مماثلة تماما، ولكن من زاوية مختلفة، نشرها بن غفير في صفحته في الفايسبوك، في 12 تشرين الثاني 2022. وكتب معها (ترجمة من العبرية): "شاركت الليلة الماضية في احتفالات السهرانة للجالية الكردية الرائعة. لا يوجد شيء مثل مجتمعنا في العالم".

وفي الفيديو الذي نشره بن غفير، نشاهد الاشخاص أنفسهم الذين كانوا يرقصون معه في الفيديو المنشور في 5 تشرين الثاني 2022. 

والسهرانة Seharane عيد قديم يعود الى الفي عام، ويحتفل به اليهود الأكراد عادة بعد اليوم الأخير من عيد الفصح. ويحيي هذا العيد ذكرى اليوم الذي يمكن فيه إحضار الخميرة إلى الهيكل كقربان باكورة الثمار، ويتزامن مع عيد الميمونة، الذي يحتفل به يهود شمال أفريقيا تقليديًا. ويحتفل بهذا العيد بالطعام والشراب والمشي في الطبيعة والغناء والرقص.

يشار الى ان بن غفير ولد عام 1976، في القدس الغربية، لأبوين من أصول عراقية. والده ولد أيضا في القدس، ولكن جده يعتبر من سلالة يهودية عاشت قرونا في العراق. ووالدته من جذور كردية عراقية. ويوجد في اسرائيل نحو 300 الف يهودي كردي. 

وقد جاء تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة بالتزامن مع تحذيرات أطلقتها الحكومة العراقية بشأن ضربات إسرائيلية محتملة ضد فصائل مسلحة داخل العراق، بينما تشهد المنطقة توترات متصاعدة، اذ تواصل إسرائيل تهديداتها بشن ضربات على مواقع داخل العراق، وهو ما أثار قلق الحكومة العراقية التي حذرت من أن هذه الضربات قد تؤدي إلى تصعيد واسع قد يجر البلاد إلى حرب مفتوحة.

وكشفت مصادر عراقية أمنية أن الحكومة اتخذت كل التدابير اللازمة للتعامل مع الضربات الجوية الإسرائيلية، مشيرة الى أن رئيس الوزراء أطلع الكتل السياسية على خطورة الموقف إذا استمرت الفصائل بهجمات إسرائيل من داخل الأراضي العراقية.

وقال يحيى رسول عبد الله، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، الثلثاء الماضي، إن مجلس الأمن الوطني شدّد على "رفض العراق بشكل قاطع للشكوى الصادرة عن سلطات الكيان الصهيوني والموجّهة ضدّ العراق".

ومنذ ذلك الحين، تصاعد التوتر في الداخل العراقي، وكثّفت بغداد التي ترفض الحرب في غزة ولبنان، جهودها الديبلوماسية لتجنّب تمدّد الحرب الى البلاد.