هذا الفيديو مفبرك ومحمد علي الحسيني لم يوجه رسالة تحذير إلى السيسي FactCheck#

نشرت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقا) مقطع فيديو لرجل الدين الشيعي محمد علي الحسيني يوجه رسالة تحذير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. الا ان هذا الزعم غير صحيح تماما. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
فقد تداولت حسابات على إكس مقطع فيديو بعنوان: "رسالة للسيسي، رجل الدين الشيعي والمحاضر الإسلامي محمد علي الحسيني يتحدث في لقاء تلفزيوني قائلا (من دون تدخل): "أقول للرئيس المصري السيسي اجمع شملك واعهد عهدك واكتب وصيتك من اشتراك بالأمس باعك اليوم".
رسالة للسيسي، pic.twitter.com/T24HEHpiVq
— عمرو بالواو 𝕏 (@AmrElSherif0) January 2, 2025
والمقطع الذي جاء في 30 ثانية، شهد تفاعلا وانتشارا واسعا على موقع إكس، إذ تداولته حسابات كتحذير للرئيس المصري من أنه سيلاقي المصير ذاته للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله.
حقيقة الفيديو
ولكن، بعد تفكيك الفيديو إلى مجموعة صور منفصلة، عبر آلية InVid، لإجراء البحث العكسي، الى جانب البحث بكلمات هذه الرسالة، اتضح أن المقطع مفبرك تماما، وهو ما يمكن توضحيه في الآتي:
أولاً- تم اقتطاع مشهد من مقابلة للحسيني على قناة "العربية"، نُشرت على الحساب الرسمي للقناة في يوتيوب، بتاريخ 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2024 بعنوان: "ساعة حوار - تطورات الأحداث في سوريا ولبنان... لقاء مع محمد علي الحسيني"، وذلك بين التوقيتين 22:54 و23.33.
وخلال هذه الثواني الـ10، تحدث الحسيني على مستقبل سوريا في حال استمر الرئيس السوري آنذاك بشار الأسد في دعم المليشيات وإسناد ماهر الأسد الذي يدير البلاد أمنيا وعسكريا، ولم يأت على ذكر مصر أو الرئيس السيسي.
ثانياً: الرسالة التحذيرية التي تم تركيبها على مقطع الفيديو، جاءت ضمن مقابلة أخرى مع الحسيني نشرتها قناة "العربية" على موقع يوتيوب، بتاريخ 25 أيلول (سبتمبر) 2024، أي قبل يومين من استهداف الأمين العام لحزب الله، بعنوان: " ساعة حوار- هل نشهد حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل؟".
وجاءت الرسالة التحذيرية من محمد علي الحسيني إلى حسن نصر الله، بين الدقيقتين 34:42 و 35:21، محذرا إياه من النظام الإيراني، وقال إنه تم تسليم رأسه بمقابل لم يفصح عنه.
في 28 أيلول (سبتمبر) 2024، أكد "حزب الله"، في بيان، مقتل أمينه العام حسن نصرالله في غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، الجمعة 27 منه، بعدما أكدت اسرائيل اغتياله في وقت سابق.
وجاء في البيان: "التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عاما".
وأضاف البيان: "نبارك لسماحة الأمين العام نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محقّقًا أغلى أمانيه.. شهيدًا على طريق القدس وفلسطين".
وتابع حزب الله: "نعزي ونبارك برفاقه الشهداء الذين التحقوا بموكبه الطاهر والمقدس إثر الغارة الصهيونية الغادرة على الضاحية الجنوبية".
وأضاف البيان أن قيادة "حزب الله" تتعهد بمواصلة "جهادها في مواجهة العدو وإسنادا لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".
وختم حزب الله بيانه: "إنّ قائدنا ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار".
وفي أعقاب إعلان حزب الله مقتل نصرالله، شاهد صحافيون في وكالة "فرانس برس" نساء يبكين في الشارع، وأشخاصا يبكون وهم يقودون سياراتهم. كذلك سمعوا أشخاصا يصرخون في الشارع بعد صدور بيان الحزب وآخرون يصرخون "الله أكبر".
وفي طهران، رفعت البلدية لافتات عليها صورة حسن نصرالله مبتسما كتب عليها "حزب الله حي".
وانتخب نصرالله البالغ 64 عاما، أمينا عاما للحزب في 1992 بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي مع زوجته وطفله وأشخاص آخرين في غارة جوية في جنوب لبنان في شباط (فبراير) من العام ذاته.
وفي عهده، طوّر "حزب الله" قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح. وبات يمتلك أسلحة دقيقة متطورة يؤكد أنها قادرة على أن توجه ضربات موجعة لإسرائيل.
وفي أوساط مناصريه، يتمتع بهالة غير قابلة للمسّ. ينادونه بـ"السيّد" نسبة لنسبه المتحدّر من سلالة النبي محمد، أو "أبو هادي" نسبة لنجله الأكبر الذي قتل عام 1997 خلال معارك مع القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان.
ومنذ العام 2006، تاريخ الحرب المدمّرة التي خاضها "حزب الله" مع إسرائيل، لم تتعدّ ظهورات حسن نصرالله علنا أصابع اليد الواحدة، مثل تلك التي فاجأ فيها الآلاف من أنصاره في العام 2011، خلال مسيرة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت ومشى بينهم لدقائق قليلة، قبل أن يعود ليخطب فيهم عبر شاشة عملاقة ويقول إن حزبه "يزداد تسليحا وتدريبا يوما بعد يوم"، و"المقاومة ستبقى وتستمر" في وجه إسرائيل.
الخلاصة: الفيديو المتداول مفبرك تماما، إذ تمت اضافة رسالة تحذيرية كانت موجهة للسيد حسن نصرالله قبل يومين من اغتياله، إلى مقطع من مقابلة تحدث فيها محمد علي الحسيني عن بشار الأسد وسوريا، ولم يأت فيها على ذكر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.