عام الذهب: هل انتهى عصر النمو المتفجر لعملة البيتكوين؟

تعليق من سام نورث، محلل الأسواق في eToro
لأول مرة منذ ظهور البيتكوين في هذا التصنيف عام 2011، قد تنهي العملة الرقمية العام وهي ليست في قمة قائمة الأداء ولا في قاعها، وهو أمر غير معتاد قد يشير إلى نضج هذا الأصل. تاريخياً، كانت البيتكوين تمثل التطرف في الأداء السنوي، متأرجحة بين ارتفاعات بمئات أو آلاف النسب المئوية، وانخفاضات قاسية تتجاوز 50% خلال عام واحد.
لكن في عام 2025، تبدو البيتكوين وقد خفت بريقها أمام الذهب، الذي يتجه نحو تحقيق مكاسب تقارب 60%، في أقوى موجة صعود له منذ عام 1979. وقد ساهمت عوامل عدة في هذا التحول النادر في الصدارة: استمرار التضخم، انخفاض أسعار الفائدة، وضعف الدولار الأميركي، مما أعاد جاذبية أدوات التحوط التقليدية مثل الذهب، في حين أن الارتفاعات الهائلة التي كانت تميز البيتكوين بدأت تتراجع مع توسع فئة الأصول وزيادة السيولة في السوق. اللافت أن كلا الأصلين يتشاركان ما تسمى "تجارة تدهور العملة"، إلا أن الذهب أصبح الأداء الأبرز مدعوماً بمشتريات البنوك المركزية، والطلب الاستهلاكي، وتدفق رؤوس الأموال الباحثة عن الأمان وسط حالة عدم اليقين العالمي.
السؤال الآن هو ما إذا كان هذا العام يمثل مجرد استثناء موقت أم بداية لتحول طويل الأمد؟ إن تراجع العوائد النسبية للبيتكوين أمر طبيعي مع نضوج السوق، فـ"قانون الأعداد الكبيرة" يقلل حتماً من تقلباتها، لكن اللافت أن الذهب يتفوق على العملات المشفّرة في عام يكثر فيه الحديث عن تدهور قيمة العملات وزيادة شهية المخاطرة. وكما يظهر في الرسم البياني، فإن جميع فئات الأصول تحقق مكاسب هذا العام لأول مرة منذ عام 2019.
قد تشير هذه التحركات إلى أن المستثمرين يعيدون اكتشاف قيمة الأصول الملموسة كخزائن للثروة، أو أن دور البيتكوين يتطور من أصل متقلب إلى أصل أكثر استقراراً. في كلتي الحالتين، فإن التباين بين الذهب والبيتكوين يسلط الضوء على ديناميكية جديدة في السوق: ديناميكية قد يستمر فيها الأصلان وسيلتين للتحوط ضد التوسع النقدي، ولكن ليس بالضرورة أن تكون البيتكوين هي القائد المطلق دائماً.