وقّعت شركة إكسون موبيل الأميركية اتفاقاً مع العراق يوم الأربعاء لتطوير حقل "مجنون" النفطي العملاق وتوسيع صادرات النفط، بحسب ما أفاد مسؤولون حكوميون ومصادر مطلعة، في خطوة تُعدّ عودة للشركة إلى البلاد بعد عامين من مغادرتها.

ويأتي هذا الاتفاق غير الملزم مع "إكسون" في أعقاب سلسلة من التفاهمات التي أبرمتها بغداد مع شركات نفطية أخرى من بينها Chevron, BP, total energies ، في إطار مساعي العراق لتسريع إنتاج النفط والغاز عبر تقديم شروط أكثر جاذبية للشركات الأجنبية.

يمتلك العراق بعضاً من أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم، وكان يطمح يوماً إلى منافسة السعودية بإنتاج يصل إلى 12 مليون برميل يومياً.

ويُنتج حالياً نحو 4 ملايين برميل يومياً، ويستهدف تجاوز 6 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2029، رغم التحديات التي تعيق التقدم، من بيروقراطية وفساد وضعف في البنية التحتية، إلى سنوات من الصراع والانقسامات الطائفية.

ويقع حقل مجنون على بُعد 60 كيلومتراً من البصرة في جنوب العراق، ويُعد من أكبر الحقول النفطية في العالم باحتياطي يُقدّر بنحو 38 مليار برميل.

وقال موفق عباس، المحلل النفطي والمدير السابق لعمليات الخام في شركة نفط البصرة الحكومية، إن الاتفاق يعكس جهود المسؤولين العراقيين لتحديث قطاع الطاقة وتعزيز العلاقات مع واشنطن، مضيفاً: تحمل هذه الصفقات أبعاداً سياسية، إذ تشير إلى رغبة بغداد في إعادة التوازن لعلاقاتها الإقليمية وتعميق اندماجها مع الأسواق الغربية".

وأعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاتفاق مع "إكسون" يوم الأربعاء من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.

وقالت متحدثة باسم إكسون موبيل": يسرّنا توقيع اتفاق مبادئ مع وزارة النفط العراقية لتقييم فرص الاستكشاف والتطوير وتسويق النفط في العراق".

اتفاق لتقاسم الأرباح وتطوير البنية التحتية
وبحسب أربعة مصادر مطلعة، فإن الاتفاق سيشمل ترتيباً لتقاسم الأرباح يشمل النفط الخام والمنتجات المكررة، إلى جانب خطط لتطوير البنية التحتية لصادرات النفط العراقية في الجنوب.
كما ستوقّع شركة سومو (شركة تسويق النفط العراقية) اتفاقاً مع "إكسون" لتأمين سعات تخزين في الأسواق الآسيوية، وفقاً للمصادر نفسها.

ولم ترد "سومو" على طلبات "رويترز" للتعليق، إلا أن وكالة الأنباء العراقية  INAكانت قد ذكرت في أيلول/سبتمبر أن "سومو" قد تستخدم مرافق التخزين التابعة لـ"إكسون" في سنغافورة.

عودة بعد عقدين من العلاقات المتقلبة
تُعدّ "إكسون" من أوائل الشركات الغربية التي دخلت العراق لتطوير حقوله النفطية بعد الغزو الأميركي عام 2003، لكنها انسحبت لاحقاً من مشروع غرب القرنة 1 بسبب ضعف العوائد، وفقاً لمصادر مطلعة.

كما حاولت تطوير حقول في إقليم كردستان رغم اعتراضات بغداد، لكنها انسحبت أيضاً بسبب نتائج استكشاف ضعيفة.

وبعد خروجها من "غرب القرنة 1"، نقلت "إكسون" حصتها وحقوق التشغيل إلى بتروتشاينا التي أصبحت المقاول الرئيسي للمشروع.

وفي سبتمبر الماضي، توصّلت الحكومة الاتحادية في بغداد إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان وشركات النفط الدولية لاستئناف صادرات الخام عبر تركيا، بعد تعليقها في عام 2023، وهو ما يُتوقّع أن يعيد نحو 230 ألف برميل يومياً إلى الأسواق العالمية، في وقت تعمل فيه دول أوبك+ على زيادة إنتاجها لتعزيز حصتها السوقية.