تشهد أسواق السيارات في دول الخليج طفرة لافتة في مبيعات العلامات الصينية، إذ تسجّل نمواً يفوق نظيراتها الأوروبية والأميركية بوتيرة متسارعة، ويتوقّع خبراء أن تستحوذ على ربع المبيعات الجديدة خلال السنوات الخمس المقبلة.
لم تعد السيارات الصينية مقتصرة على الفئات الاقتصادية أو الكهربائية فحسب، بل بدأت تزاحم العلامات العالمية في الفئات المتوسطة والعالية. ففي تموزيوليو الماضي، احتلت علامة Jetour – التابعة لمجموعة "شيري" الصينية – المرتبة الثالثة بين أكثر السيارات مبيعاً في الخليج، وفقاً لبيانات شركة التحليل Jato Dynamics، بعد أن قفزت مبيعاتها بنسبة 135% على أساس سنوي، لتصبح أول علامة صينية تدخل قائمة الثلاثة الكبار في المنطقة.
صالة عرض سيارات
ويقول سيباستيان فوكس، المدير التنفيذي لشركة AutoData Middle East: "مجرد رؤية العلامات الصينية اليوم في صالات العرض الكبرى واستحواذها على حصص مزدوجة الرقم، يعكس مدى ترسّخها في السوق الخليجية. الشرق الأوسط بات من أهم وجهات التصدير العالمية لصنّاع السيارات الصينيين".
ووفق بيانات "أوتوداتا"، استحوذت العلامات الصينية على ما بين 10 و15% من مبيعات السيارات الجديدة في الإمارات خلال النصف الأول من عام 2025، وعلى 12% في السعودية. أما في سوق السيارات المستعملة، فيُعتقد أن النسبة أعلى من ذلك، مقارنة بنحو 5% فقط في أوروبا، بينما لا تُباع أي سيارات صينية في السوق الأميركية حتى الآن.
تقرير صادر عن شركة الاستشارات AlixPartners في أبريل الماضي، أشار إلى أن الصين ستُنتج نحو ثلث السيارات عالمياً بحلول عام 2030، مع توجيه نسبة كبيرة من هذه السيارات إلى أسواق الخليج.
ويؤكد فوكس أن ازدهار مبيعات السيارات الصينية في الإمارات تحديداً، يُظهر أنها لم تعد خياراً لمن يبحث فقط عن السعر المناسب، بل أصبحت منافساً حقيقياً من حيث "القيمة والصورة.".
فعلى سبيل المثال، احتلت سيارة Jetour T2 المرتبة الرابعة بين أكثر السيارات مبيعاً في الإمارات خلال النصف الأول من العام، ويبدأ سعرها من نحو 144 ألف درهم (39 ألف دولار)، أي أقل بنحو 100 ألف درهم من سيارات مثل "نيسان باترول" و"تويوتا لاند كروزر" التي تقدم مواصفات مماثلة.
ويضيف: “في السابق، ربما كان المستهلك يتردد في شراء سيارة صينية بسبب قلة المعرفة أو المخاوف من الموثوقية، لكن اليوم لم يعد هناك سبب منطقي للتراجع عن مثل هذا القرار".
ويختتم بالقول إن "الأسواق الخليجية تُظهر نمواً ثابتاً من ربع إلى آخر، ما يشير إلى قبول مستدام من المستهلكين وليس مجرد موجة موقتة".
توقعات: بحلول نهاية العقد، قد تمثل السيارات الصينية ربع المبيعات الجديدة في أسواق الخليج، في تحول يُعيد رسم خريطة المنافسة بين الشرق والغرب على طرق المنطقة.