حين تبتسم الرياض... يولد اقتصاد جديد

اقتصاد وأعمال 08-10-2025 | 08:10

حين تبتسم الرياض... يولد اقتصاد جديد

ما تفعله المملكة لا يمكن اختزاله في إدارة مهرجان، بل هو هندسة لاقتصاد جديد عنوانه الجاذبية والهويّة والإبداع.
حين تبتسم الرياض... يولد اقتصاد جديد
شعار موسم الرياض 2025 (واس)
Smaller Bigger

حين تبتسم الرياض، لا تكون الابتسامة مجرد لحظة عابرة، بل عنوان لتحوّل اقتصادي عميق يعكس روح السعودية الجديدة. ففي المؤتمر الصحافي الذي عقده تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، يوم الأحد الخامس من أكتوبر 2025، كشف عن تفاصيل موسم الرياض 2025 الذي بات أحد أبرز الفصول الاقتصادية والثقافية في المملكة. لم يكن حديثه عن الحفلات والمهرجانات فحسب، بل عن ولادة اقتصاد ترفيهي متكامل يولد من رحم الفرح ويستند إلى أرقامٍ تشهد على قوّته ونموّه.

في المؤتمر، أعلن آل الشيخ أن قيمة العلامة التجارية لموسم الرياض بلغت 3.2 مليارات دولار، وأن الموسم استقطب في نسخته السابقة أكثر من 20 مليون زائر من 135 دولة. وأوضح أن النسخة الجديدة ستضم 11 منطقة ترفيهية رئيسية و15 بطولة عالمية و34 معرضاً ومهرجاناً بمشاركة نحو 2100 شركة، منها 95% سعودية. وإلى جانب البهجة التي تملأ الشوارع، يوفر الموسم أكثر من 25 ألف وظيفة مباشرة و100 ألف وظيفة غير مباشرة، في مؤشر واضح على أن الترفيه أصبح أحد محركات الاقتصاد الوطني الجديدة.

وراء هذه الأرقام، ثمة قصة تحوّل تتجاوز الفعاليات إلى بناء اقتصاد ناعم يمزج بين الاستثمار والسياحة والتقنية والهوية الوطنية. فموسم الرياض لم يعد مجرد فعالية سنوية، بل منظومة متكاملة تولّد فرصاً وتستقطب المواهب وتعيد رسم خريطة الجذب السياحي في المنطقة. من “بوليفارد سيتي” التي تحوّلت إلى مركز نابض للفعاليات، إلى “بيست لاند” التي تمثل الجيل الجديد من الترفيه الذكي، تتجلى ملامح صناعة سعودية جديدة تُعيد تعريف العلاقة بين المتعة والتنمية.

ويُقدّر أن يصل حجم سوق الترفيه في السعودية إلى 2.6 مليار دولار في 2024، مع توقعات بتجاوزه 4.9 مليار دولارات بحلول 2030 بمعدل نموّ سنوي يقارب 11%. ووفق تقديرات رسمية، يمكن لهذا القطاع أن يسهم بنسبة 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي ويولّد أكثر من 450 ألف وظيفة في السنوات المقبلة. هذه الأرقام لا تمثل طموحاً فحسب، بل تجسّد مشروعاً وطنياً يُراد له أن يكون ركيزة أساسية في اقتصاد ما بعد النفط.

لكن السؤال الأهم هو: كيف يتحوّل هذا الزخم الموسمي إلى صناعة مستدامة؟ هنا تبرز الحاجة إلى رؤية تضمن الاستمرارية بعد انطفاء الأضواء. ولتحقيق ذلك، تبرز مجموعة من التوصيات: توسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتأسيس شركات إنتاج سعودية قادرة على التصدير الإقليمي، والاستثمار في الكفاءات الوطنية عبر برامج تدريب متخصصة، ودمج التجربة الرقمية بالواقعية عبر تقنيات البث المباشر والواقع المعزز لتوسيع الجمهور عالمياً، إلى جانب توزيع الفعاليات على مدن المملكة لتحقيق العدالة في الأثر التنموي، والاستمرار في دعم الفنون المحلية لتظلّ التجربة سعودية المضمون وعالمية الحضور.

في النهاية، ما تفعله المملكة لا يمكن اختزاله في إدارة مهرجان، بل هو هندسة لاقتصاد جديد عنوانه الجاذبية والهوية والإبداع. فحين تبتسم الرياض، تبتسم معها فرص العمل والاستثمار، وتزدهر معها صورة المملكة في أعين العالم. إنها ابتسامة لا تُضاء بالأضواء فحسب، بل برؤية تؤمن بأن الفرح يمكن أن يكون صناعة، وأن الترفيه يمكن أن يكون سياسة اقتصادية ذكيّة ومستدامة تعزز النمو المجتمعي والوطني معاً. وهكذا، ومع هذا الحراك المتسارع، تبرز الرياض كعاصمة عربية للاقتصاد الترفيهي تتكامل مع دبي والدوحة على الريادة الإقليمية، وتعيد رسم ملامح القوة الناعمة الخليجية، حيث تتحول الفعالية إلى رسالة، والمهرجان إلى منصّة تأثير، والابتسامة إلى أداة من أدوات التنمية، ورمز من رموز المستقبل السعودي المزدهر.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان 10/7/2025 1:21:00 PM
 النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت