اقتصاد وأعمال 07-10-2025 | 11:14

هل البيتكوين هو ذهب الجيل الجديد… والفضة عودتها قريبة؟ 10 عادات مالية من زمن أمهاتنا قد تغيّر نظرتك للادخار

ما هي قاعدة الـ24 ساعة؟ وهل ندخر فضة أم ذهب أم بيتكوين؟ 
هل البيتكوين هو ذهب الجيل الجديد… والفضة عودتها قريبة؟ 10 عادات مالية من زمن أمهاتنا قد تغيّر نظرتك للادخار
تعبيرية (مواقع)
Smaller Bigger

في عصر تتزايد فيه الاشتراكات الرقمية الشهرية من منصات الترفيه إلى التخزين السحابي وخدمات التوصيل، نكاد أن ننسى أن هذه الثقافة الاستهلاكية لم تكن موجودة قبلاً. جيل آبائنا لم يعرف الدفع التلقائي أو "اشترِ الآن وادفع لاحقاً"، ومع ذلك تمكن رغم الأزمات الاقتصادية والحروب من بناء بيوت، شراء أراضٍ، وتأمين مستقبل الأبناء خطوة بخطوة.

 

فما الذي كان يفعله الجيل القديم وجعل استقراره المالي ممكناً؟ وكيف يمكن إعادة توظيف تلك العادات في سياق مختلف؟

 

 1- الدفع النقدي والانضباط المالي
النقود كانت الوسيلة الأساسية للشراء، ما خلق علاقة مباشرة بين القرار المالي والإنفاق. الشعور الملموس بخروج المال من اليد كان كافياً لإعادة التفكير قبل كل عملية شراء. الدراسات النفسية تؤكد أن الدفع نقداً يشعر الشخص بالألم المالي أكثر من استخدام البطاقة، ما يعزز وعيه بالإنفاق. اليوم، يعتمد الجيل الرقمي على البطاقة أو التطبيقات، وهو ما يسهل الإنفاق اللحظي، أحياناً من دون إدراك حجم المال المستهلك، بحسب مجلة "فيغ أوت".

 

2-  الصيانة والاستخدام الأمثل للأشياء
الملابس، الأجهزة المنزلية، وحتى السيارات كانت تُستخدم حتى نهايتها العملية. فلسفة "أصلح قبل أن تشتري جديداً" لم تكن مجرد اقتصاد مالي، بل أسلوب حياة يعزز تقدير قيمة الموارد ويقلل من الإهدار.

 

3- الطهو المنزلي والتخطيط للوجبات

الوجبات المطهوة في المنزل لم تكن خياراً بل ضرورة اقتصادية. لم يكن تناول الطعام خارج المنزل روتيناً يومياً، بل فرصة خاصة. التحضير المسبق للوجبات وفر المال، أتاح التحكم بالمكونات، وساهم في بناء شعور بالاعتماد على النفس وإدارة الموارد الغذائية بشكل ذكي.

 

4- البحث عن الصفقات والتسوق الواعي
كان البحث عن الخصومات والقسائم الورقية جزءاً من ثقافة التسوق اليومية. لم يكن دفع السعر الكامل عادة، بل اختيار حكيم. اليوم، تأتي الخصومات عبر التطبيقات والرسائل الالكترونية، ولكن روح البحث عن أفضل قيمة بدأت مع الجيل القديم. 

 

5-  السيارات والامتلاك طويل الأمد
لا يستبدل جيل الطفرة السكانية سياراته كل بضع سنوات، بل يحتفظ بها ويصونها لعقود. هذا التفكير الطويل الأمد يقلل الإنفاق الكبير على المركبات ويزيد القيمة الحقيقية للمال، لأنه يركز على الاستخدام والاستدامة بدلاً من المكانة الاجتماعية أو الاستهلاك التنافسي.

 

تعبيرية (مواقع)
تعبيرية (مواقع)

 

6- الادخار أولاً قبل الإنفاق
قاعدة "ادفع لنفسك أولًا" كانت راسخة. جزء من الدخل يُخصص للادخار أو الطوارئ قبل أي إنفاق آخر. فلسفة الإشباع المؤجل هذه منحت الأمان النفسي والمالي للجيل القديم، على عكس عادة كثيرين اليوم الذين يغطون النفقات أولًا ويأملون أن يتبقى شيء للادخار.

 

7-  تقدير الأشياء المستعملة
شراء المستعمل لم يكن عيباً، بل قراراً عملياً واقتصادياً. المتعة لم تكن في امتلاك الجديد، بل في اكتشاف القيمة الحقيقية لكل عنصر، وفهم أن المال مرتبط بالاحتياجات الفعلية وليس بالمظاهر.

 

8-  التحكم في الاشتراكات والنفقات المتكررة
قبل عصر الاشتراكات الرقمية، كل التزام مالي كان يخضع للتقييم: "هل أحتاج هذا فعلياً كل شهر؟". هذا النوع من الوعي يحافظ على الأكلاف مخفوضة ويمنع الفوضى المالية.

 

9- سداد الديون أولوية
الاقتراض كان عبئاً حقيقياً. ارتفاع أسعار الفائدة جعل الديون أمراً غير مرغوب فيه، فتعلّم الجيل القديم سداد القروض بسرعة وتجنب الاعتماد على البطاقات الائتمانية، بينما كثير من الجيل الحالي يرى الديون أمراً اعتيادياً.

 

10 - الشراء بكميات كبيرة 
شراء المنتجات بالجملة لم يكن مجرد توفير، بل أسلوب لإدارة الموارد والتخطيط للمستقبل. هذه العقلية تربط بين استغلال الموارد بشكل أفضل وتحقيق أقصى استفادة من المال على المدى الطويل.

 

 

تعبيرية (مواقع)
تعبيرية (مواقع)

 

أين ينفق الجيل الجديد ماله؟
ليندا، 34 عاماً، تشرح لـ"النهار" الفرق بين عقلية الجيل القديم والجيل الجديد: "الجيل القديم كان قنوعاً، يشتري الشيء ليُستخدم مدى الحياة. أما اليوم، فنبدّل الهاتف أو السيارة لمجرد الملل. التجارب أصبحت أهم من الادخار: بدلاً من شراء الذهب، ندخر للسفر".

 

تضيف أنها تحاول موازنة ميزانيتها بالطرق التقليدية كالطبخ في المنزل لتوفير المال، وعدم الإفراط في شراء مستحضرات التجميل أو ارتياد صالونات التجميل ما دام بوسعها هي القيام بالأمر في المنزل، مع أنها تعترف بافتقارها إلى كثير من المهارات العملية التي امتلكتها والدتها، مثل الخياطة.

 

وتنتقد  من "يستدين ليتزين"، معتبرة أن التوازن ضروري بين الاستمتاع بالحياة وبين الحفاظ على استقرار مالي والمفتاح الحقيقي ـ في رأيها ـ هو ضبط العاطفة وعدم الإنفاق لمجرد إشباع نزوة موقتة.

 

ليال تشارك مع "النهار" قصة والدتها الخياطة: "كانت غالبية فساتيني تُخاط في المنزل، والطعام يُحضَّر بكميات تكفينا لأكثر من يوم. حتى عند الحاجة للشراء، كانت والدتي تفضل البائعين الجوالين على المراكز التجارية. الادخار كان جزءاً من حياتنا اليومية، 10% من كل مبلغ يتم وضعها جانباً".

 

ليال تعلمت مقاومة رغبة التسوق لمجرد الشراء، وإعطاء الأولوية للضروريات على الكماليات، كما تقول: "ما زلت ألتزم استخدام ما لدي قبل التفكير بشراء جديد".

 

رأي
فاطمة عباني
"تعا ولا تجي"... بين الإضراب والترويج هل يُطرد السائح من لبنان؟
لم يكن الأسلوب لطيفاً. سألته عن السبب، فأجاب: "عالمعاشات الحلوة"

 

التسوق العاطفي
الإنفاق العاطفي يحدث عندما نشتري أشياء لا نحتاجها فعلاً بسبب الملل أو الحزن أو الفرح. للتعامل مع هذا النمط، يمكن اعتماد قواعد بسيطة وفعّالة:

قاعدة الـ24 ساعة: انتظر يوماً قبل أي شراء غير ضروري.
الدفع نقداً قدر الإمكان: الشعور بالمبلغ يدوياً يخلق وعياً بالإنفاق.
طرح أسئلة صعبة: هل أحتاجه حقاً؟ هل سأستخدمه؟
شريك ضبط الإنفاق: اتفاق مع صديق أو أحد أفراد العائلة للحد من الإنفاق الكبير.
ربط كل قرار مالي بهدف طويل الأمد: منزل، حرية مالية، تقاعد مبكر.

 

هل تغيّر مفهوم الأمان المالي؟ وهل ما زال التملّك أولوية كما كان في السابق؟

يشرح الخبير الاقتصادي باتريك مارديني في حديثه إلى "النهار" أن التملّك، سواء كان منزلاً أو سيارة، كان تاريخياً مرتبطاً بإمكانية الحصول على قرض مصرفي. فالمصارف كانت تقيّم دخل الفرد وتمنحه تمويلاً على أساسه، فيما كان المقترض ينظر إلى الأقساط الشهرية كنوع من الادخار الملموس المتمثّل في عقار يملكه.

 

"لكن مع الأزمة المالية التي تضرب لبنان منذ عام 2019، تغيّر المشهد بالكامل. فقد اختفت القدرة على الحصول على قروض نتيجة تدنّي المداخيل من جهة، وعجز المصارف عن الإقراض من جهة أخرى. وهكذا، خسر الجيل الجديد واحدة من أبرز وسائل الادخار التي اعتمد عليها الآباء: شراء الأرض أو المنزل كضمانة للمستقبل".

 

وماذا عن التملّك خارج لبنان؟
يرى مارديني أن الصورة مختلفة نسبياً، لكنها ليست بالضرورة أفضل. فأسعار العقارات في الخارج ارتفعت بشكل مفرط نتيجة التضخم العالمي، في حين قفزت الفوائد على القروض إلى مستويات تجعل الكلفة الشهرية مستحيلة التحمل بالنسبة لغالبية الأفراد. وبالتالي، لم يعد شراء منزل في الخارج يُنظر إليه كـاستثمار طويل الأمد أو وسيلة ادخار بقدر ما أصبح عبئاً مالياً غير مبرّر — إلا إذا كان الهدف العيش فيه فعلياً.

 

بيتكوين (أ ف ب)
بيتكوين (أ ف ب)

 

البيتكوين هو ذهب الجيل الجديد؟
يؤكد مارديني أن شريحة واسعة من الناس باتت تعتبر أن البيتكوين هو ذهب الجيل الجديد، نظراً لندرته وإمكانية استخدامه في التبادل التجاري والادخار. في المقابل، يوجد من يراه اكتشافاً تكنولوجياً جديداً حتى إن البعض يشبه البيتكوين بالناسداك (سوق أوراق التكنولوجيا الأميركية). لكن في الحالتين، "واضح أن البيتكوين قد أصبح من الأصول التي يجب التعامل معها بجدية. في الدول النامية، بات كثيرون يقسّمون مدّخراتهم بين ذهب وبيتكوين، بينما في الدول المتقدمة يُدرج ضمن محافظ استثمارية متنوعة إلى جانب الأصول التقليدية".

 

إلا أنه يلفت إلى أن البيتكوين حالة خاصة، إذ يجب التمييز بينه وبين باقي العملات الرقمية التي تدخل بمعظمها في نطاق المضاربة والمقامرة أكثر مما تُعتبر أدوات ادخار حقيقية.

 

يلخّص مارديني الفارق الذهني بين جيلين قائلاً: "الجيل القديم يثق بما يمكن لمسه كالذهب والفضة، أما الجيل الجديد فانتقل إلى الأصول الرقمية".

 

وعلى هامش الحوار، يشدّد على نقطة: "الفضة اليوم مهمّة جداً". 

 

رأي
فاطمة عباني
"تعا ولا تجي"... بين الإضراب والترويج هل يُطرد السائح من لبنان؟
لم يكن الأسلوب لطيفاً. سألته عن السبب، فأجاب: "عالمعاشات الحلوة"

 

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته.