هل يستمرّ الرالي الصعودي للذهب بعد تسجيله مستويات تاريخية غير مسبوقة؟

بقلم: دانييلا سابين هاثورن – كبيرة المحللين في Capital.com
يحافظ الذهب على مستوياته القريبة من أعلى سعر تاريخي له مطلع تداولات اليوم، حيث يُتداول حول 3,770 دولاراً، بعدما سجل ذروة قياسية بلغت نحو 3,791 دولاراً أمس الثلاثاء.
والعوامل الداعمة لهذا الارتفاع ما زالت قائمة: توقعات بمزيد من خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، وتباطؤ النموّ الاقتصادي، والتحوّط الجيوسياسي، مع ترقب بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) يوم الجمعة كمحفز جديد لاتجاه الأسعار.
التركيز الأساسي حالياً هو على تراجع العوائد الحقيقية بعد اجتماع الفيدرالي، ما يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يدرّ عائداً. ورغم أن باول لم يلتزم بمسار واضح لخفض الفائدة، ما زالت الأسواق تتوقع مزيداً من التيسير، مع احتمال بنسبة 92% لخفض جديد بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل بتاريخ 29 تشرين الأول/أكتوبر.
إضافة إلى ذلك، فإن تصاعد التوترات الجيوسياسية أخيراً أضاف علاوة تحوطية إلى موجة الصعود المدفوعة بأسعار الفائدة، ما أبقى الذهب قريباً من مستوياته القياسية. هذا يعكس سلوك التحوط الكلاسيكي: فعندما تشير الأخبار إلى احتمال تصاعد النزاعات، يتجه المستثمرون نحو الذهب ويحتفظون به حتى صدور البيانات؛ وعندما تهدأ التوترات، تتراجع هذه العلاوة تدريجاً.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن الخطر الرئيسي على استمرار صعود الذهب يكمن في بيانات التضخم الأميركية المنتظرة يوم الجمعة. التوقعات تشير إلى ارتفاع طفيف في بيانات أغسطس، لكن من المفترض أن تبقى القراءات العامة والأساسية دون مستوى 3%. وإذا تجاوزت هذا الحد، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع شهيّة المخاطرة، لأنه سيعكس ارتفاعاً في التضخم أكثر ممّا توقعه صنّاع السياسة، ما قد يضغط على الذهب نتيجة تقليص احتمالات خفض الفائدة.
من الناحية الفنية، يُعدّ مستوى 3,800 مقاومة رئيسية تالية، خاصة مع وصول الزخم إلى مستويات تشبع الشراء. ورغم أن التوجّه العام لا يزال إيجابياً، قد يكون تصحيح فني على المدى القصير وارداً. وإذا حدث ذلك، فإن الهبوط إلى ما دون 3,600 سيكون ضمن النطاق الطبيعي لإعادة ضبط المؤشرات، ما قد يفتح المجال أمام دخول مشترين جدد.