"بورش" تتراجع عن استراتيجيتها الكهربائية فتكبّد فولكس فاغن 6 مليارات دولار
أعلنت "بورش" عن تراجع درامي في استراتيجيتها للسيارات الكهربائية، ما وجّه ضربة بقيمة 6 مليارات دولار للشركة الأم فولكس فاغن. وهذه هي المرة الرابعة في هذا العام التي تخفض فيها الشركة الألمانية الفاخرة توقعاتها المالية.
وستؤخر "بورش" إطلاق عدة موديلات كهربائية، وستمدّد إنتاج محركات الاحتراق والسيارات الهجينة حتى منتصف الثلاثينيات من القرن الحالي، استجابة لطلب أضعف من المتوقع على السيارات الكهربائية والضغوط العالمية المتزايدة.
تغيير جذري في سيارة K1 الرائدة
يتمحور التراجع الاستراتيجي حول سيارة بورش K1 SUV، المخططة أصلاً كأول سيارة رياضية متعددة الاستخدامات ثلاثية الصفوف كهربائية بالكامل، لتتفوّق على "كايين". الآن ستُطلق السيارة حصرياً بمحركات الاحتراق والمحركات الهجينة القابلة للشحن بدلاً من التكوين الكهربائي بالكامل.
إضافة إلى ذلك، تأجّل تطوير منصّة الجيل التالي للسيارات الكهربائية المجدولة للثلاثينيات إلى أجل غير مسمّى، وهذا يتطلب إعادة تصميم تكنولوجي كامل بالتنسيق مع علامات مجموعة "فولكس فاغن" الأخرى.

تأثير مالي
تتوقع "بورش" تأثيراً على الأرباح التشغيلية يصل إلى 1,8 مليار يورو (2,2 مليار دولار) في عام 2025 بسبب إعادة جدولة المنصّة ورسوم الإهلاك. وهذا أجبر الشركة على خفض توقعات العائد على المبيعات إلى حد أقصى 2%، انخفاضاً من 5 إلى 7%.
كذلك خُفض هامش الربح قبل احتساب الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك للسيارات إلى ما بين 10.5 و 12.5%، مقارنة بالإسقاط السابق الذي كان يراوح بين 14.5 و16.5%.
وأعلنت فولكس فاغن، التي تمتلك 75.4% من بورش، أنها ستتحمل 5,1 مليارات يورو (6 مليارات دولار) من تأثيرات الأرباح التشغيلية. وقد خفضت الشركة الأم توقعاتها الخاصة لعائد المبيعات التشغيلي إلى ما بين 2 و3% لعام 2025، انخفاضاً من 4 إلى 5% سابقاً.
ضغوط السوق المتعددة تقود التحول الاستراتيجي
استشهد أوليفر بلوم، الرئيس التنفيذي لفولكس فاغن، بـ"تغييرات جذرية داخل البيئة الأوتومبيلية" كالقوة الدافعة وراء إعادة التنظيم، مشيراً إلى عدة تحديات متقاربة.
وانكمش سوق السيارات الفاخرة في الصين، الحيوي لربحية بورش، أكثر من 80% وفقاً لبيانات الشركة، بينما تواصل المنافسة الشرسة من مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين المحليين الضغط على المبيعات. في النصف الأول من 2025، انخفضت مبيعات مرسيدس-بنز، وبي أم في، وأودي في الصين بنسبة 14% و15.5% و10.2% على التوالي.

في الولايات المتحدة، أدت رسوم الاستيراد التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنسبة 27.5% على السيارات الأوروبية إلى عوائق إضافية، حيث تستورد "بورش" جميع سياراتها المبيعة في أميركا من أوروبا. خُفضت هذه الرسوم لاحقاً إلى 15% بموجب اتفاقية تجارية في تموز/يوليو المنصرم.
انعكاسات على الأسواق المالية
وقد عانت الشركة طوال عام 2025، حيث انخفضت أسهمها أكثر من 30%، وأدى الأداء الضعيف إلى إزالة "بورش" من مؤشر DAX الألماني في 22 أيلول/سبتمبر، وهي المرة الأولى منذ طرحها العام الأولي عام 2022 التي تُخفض فيها درجة العلامة الفاخرة إلى مؤشر MDAX متوسط القيمة السوقية.
رغم التحديات، أكدت "بورش" أن الموديلات الكهربائية الحالية، بما في ذلك "تايكان" و"ماكان" و"كايين" المقبلة تبقى على المسار الصحيح، بينما ستواصل موديلات "باناميرا" و"كايين" الحالية التي تعمل بالوقود الإنتاج بدورات حياة ممتدة.
وتتوقع الشركة تكبد نفقات استثنائية تقارب 3,1 مليارات يورو لعام 2025 المتعلقة بإعادة التنظيم الاستراتيجي.
وأعلنت "بورش" في آب/أغسطس عن تراجعها عن خطط إنتاج البطاريات الداخلية، حيث ستقطع 200 من حوالي 300 وظيفة في وحدة Cellforce، التي كانت مكلفة في الأصل بتطوير بطاريات عالية الأداء.
يعكس هذا التحول الاستراتيجي الواقع الجديد لصناعة السيارات الفاخرة، حيث تواجه حتى العلامات الأكثر شهرة ضرورة التكيف مع تغيّرات السوق والضغوط الجيوسياسية.
نبض