انطلاق الدورة 62 من معرض دمشق الدولي: سوريا تستضيف العالم
ها هي دمشق الفيحاء تعود لتفتح أبوابها من جديد أمام العالم، حاملةً رسالة تجدّد وازدهار مع انطلاق الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، الحدث الأضخم والأعرق في المنطقة، والذي شكّل دائماً واجهة سوريا نحو العالم.
برعاية رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، انطلقت فعاليات المعرض وسط حضور رسميّ واسع ضمّ عدداً من الوزراء، وشخصيات سياسية واقتصادية من دول صديقة، في أجواء احتفالية تؤكد أن سوريا حاضرة وفاعلة وقادرة على استضافة العالم.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد الشرع أن هذا المعرض يشكل لحظة وطنية فارقة، قائلاً: "الشام عبر تاريخها كانت مركزاً مزدهراً على طرق التجارة بين الشرق والغرب، وبيئة آمنة للقوافل التجارية، واشتهرت بصناعاتها التاريخية كالنسيج والمعادن والصناعات الغذائية والسياحية، وكانت مركزاً استراتيجياً للتداول التجاري والاستثمار الصناعي. ورغم الحروب والأطماع، حافظت سوريا على هويتها الزراعية والصناعية والتجارية، وجعلت منها ثقافة مجتمع لا مجرد مهن عابرة".
أضاف: "نجتمع اليوم في أول صرح من نوعه عرفته المنطقة، في أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، لنحيي وجهاً من وجوه تاريخ شامنا العريق وإرثها الاقتصادي التليد، ونفتح معاً صفحة مشرقة جديدة عنوانها معرض دمشق".

عودة استثنائية
أما محمد حمزة، المدير العام للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، فأكّد أن من دمشق "نعلن بفخر واعتزاز انطلاق الدورة الـ 62 لمعرض دمشق الدولي؛ وسوريا اليوم تقدّم نفسها شريكاً اقتصادياً موثوقاً؛ وهذه اللحظة لم تكن لتتحقق لولا تضحيات الشهداء، فسوريا التي حلموا بها ستكون واقعاً".
وشدد وزير التجارة التجارة التركي عمر بولات في كلمة له خلال حفل الافتتاح على أن معرض دمشق الدولي هو نجاح ومسيرة عملاقة لسوريا الجديد. وكان لعضو مجلس إدارة مجموعة المهيدب السعودية عصام المهيدب كلمته، فقال إن معرض دمشق الدولي منصة واعدة لتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات.
بعد سنوات من الترقب، يعود المعرض بحلّة استثنائية ليجمع بين الاقتصاد والثقافة والفن والفكر، مؤكداً أن سوريا الجديدة تمضي بخطى واثقة نحو المستقبل، حاملةً معها فرصاً واعدة للاستثمار والتعاون على مختلف المستويات.
وتتحول مدينة المعارض في ريف دمشق هذا العام إلى ملتقى عالمي نابض بالحياة، بمشاركة أكثر من 800 شركة محلية وعربية وأجنبية، بينها 40 شركة دولية و70 شركة عربية، في مشهد يعكس الثقة المتجددة بالبيئة الاقتصادية السورية والانفتاح المتزايد على الشراكات الإقليمية والعالمية.

خطط أمن وسلامة متكاملة
لأن راحة الزوار أولوية، وفّرت اللجنة المنظمة خدمة نقل مجانية بين العاصمة دمشق ومدينة المعارض، مع تحديد خطوط النقل ومواعيد الحافلات عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بما يضمن وصولاً مريحاً وسهلاً لجميع الزوار.
وعلى صعيد الأمن والسلامة، وضعت وزارة الداخلية خططاً شاملة ودقيقة لتأمين أجواء آمنة تليق بضيوف المعرض، بما يتيح للجميع الاستمتاع بتجربة ثرية تجمع ما بين المتعة والفائدة.
إنها ليست مجرد دورة جديدة من معرض دمشق الدولي، بل عودة قوية لدمشق إلى قلب العالم، ورسالة واضحة بأن سوريا ماضية بثقة نحو المستقبل، حاملةً إرثها العريق وروحها المتجددة إلى كل زاوية من زوايا هذا الحدث العالمي.
نبض