يقول مسؤولون عسكريون أميركيون إن إيران تحتفظ بالأصول البحرية والقدرات الأخرى التي ستحتاجها لإغلاق مضيق هرمز، وهي خطوة قد تحاصر أي سفن تابعة للبحرية الأميركية في الخليج العربي، بحسب ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز".

وقد أثار كبار المسؤولين العسكريين في اجتماعات في البيت الأبيض الحاجة إلى الاستعداد لهذا الاحتمال، بعد أن هدد المسؤولون الإيرانيون بتلغيم المضيق إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الهجمات الإسرائيلية على البلاد. وينظر مسؤولو البنتاغون في جميع الطرق التي يمكن أن ترد بها إيران، في الوقت الذي يلمح فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل خفي إلى ما قد يفعله، حيث قال يوم الأربعاء إنه لم يتخذ قرارا نهائيا.

وفي حين أن قدرة إيران على الرد قد تضررت بشدة، إلا أنها تمتلك أسطولاً بحرياً قوياً وتحتفظ بعناصر في جميع أنحاء المنطقة، حيث تمتلك الولايات المتحدة أكثر من 40 ألف جندي. كما تمتلك إيران مجموعة من الألغام التي يمكن أن تزرعها بحريتها في مضيق هرمز.

ويعد الممر المائي الضيق الذي يبلغ طوله 90 ميلاً ويربط الخليج العربي بالمحيط المفتوح طريقاً رئيسياً للشحن. ويمر عبره ربع النفط في العالم، لذا فإن تلغيم نقطة الاختناق هذه سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز.

تشييع جثماني اثنين من أعضاء الهلال الأحمر الإيراني اللذين قُتلا في الأيام السابقة خلال غارة إسرائيلية في طهران (أ ف ب)

وقد تعهدت إيران بأنها إذا تعرضت لهجوم من قبل القوات الأميركية، فإنها سترد بقوة، مما قد يؤدي إلى دورة من التصعيد.

وقال براين كاتوليس، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط: "فكر فيما حدث في يناير 2020 بعد أن قتل ترامب سليماني واضرب ذلك في 100 مرة. إيران أضعف من الناحية الاستراتيجية، لكنها لا تزال قاتلة من الناحية العملياتية في جميع أنحاء المنطقة ولا يزال لدى الأميركيين قوات في جميع أنحاء هذا الجزء من العالم".

وقد لغمت إيران مضيق هرمز من قبل، بما في ذلك في عام 1988 خلال حربها مع العراق، عندما زرعت إيران 150 لغماً في المضيق. 

قال كل من الجنرال جوزيف فوتيل، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، ونائب الأدميرال كيفن م. دونيجان، القائد السابق للقوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، يوم الأربعاء إن إيران قادرة على تلغيم المضيق، وهو ما قالا إنه قد يؤدي إلى ضغوط دولية على إسرائيل لإنهاء حملة القصف التي تشنها.

لكن الأدميرال دونيجان أضاف أن مثل هذا العمل قد يستدعي على الأرجح ردا عسكريا أميركيا ضخما ويزيد من الضرر الذي يلحق بالاقتصاد الإيراني المشلول بالفعل". وأضاف أن هذا سيضر إيران أيضاً "إذ سيخسرون دخلهم من النفط الذي يبيعونه للصين. لكن القيادة الإيرانية الآن مهتمة أكثر ببقاء النظام، وهو ما سيقود قراراتهم."

يقول كريم سادجادبور، الخبير في السياسة الإيرانية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "إن العديد من خيارات إيران هي المعادل الاستراتيجي للتفجير الانتحاري. يمكنهم أن يلحقوا أضرارا هائلة بالآخرين إذا لغموا مضيق هرمز، ودمروا منشآت النفط الإقليمية وأمطروا إسرائيل بوابل من الصواريخ، لكنهم قد لا ينجون من رد الفعل العكسي".

ولكن يمكن لإيران أن تجعل الأمر مكلفاً وخطيراً للغاية بالنسبة للبحرية الأميركية أن تضطر إلى القيام بعملية إزالة الألغام في مضيق هرمز التي قد تستغرق على الأرجح أسابيع، وفقاً لأحد ضباط البحرية السابقين الذي كان متمركزاً على متن كاسحة ألغام في الخليج العربي. وقال هو وضباط بحريون آخرون إن تطهير المضيق قد يعرض البحارة الأميركيين للأذى بشكل مباشر.

ويُعتقد أن إيران تحتفظ بمجموعة متنوعة من الألغام البحرية. وتشمل ألغاماً صغيرة تحتوي على بضعة أرطال فقط من المتفجرات يضعها السباحون مباشرة على هيكل السفينة وعادة ما تنفجر بعد فترة زمنية محددة. وتمتلك إيران أيضاً ألغاماً مثبتة أكبر حجماً تطفو تحت سطح الماء مباشرة، وتطلق مائة رطل من القوة المتفجرة أو أكثر عندما تلامس سفينة غير متوقعة.