فانوس رمضان.. عادات وحكايات وراء بيزنس بملايين الدولارات

اقتصاد وأعمال 12-03-2025 | 08:43

فانوس رمضان.. عادات وحكايات وراء بيزنس بملايين الدولارات

لماذا سُمّي فانوس رمضان، وما تاريخ ظهوره وأصل حكايته؟ وكم يقدَّر حجم سوق صناعته؟
فانوس رمضان.. عادات وحكايات وراء بيزنس بملايين الدولارات
تجارة الفوانيس الرمضانية مربحة
Smaller Bigger
في رمضان من كل عام، يرتفع الطلب على "فانوس رمضان" في الدول العربية. ولا يقتصر الطلب على الأطفال فحسب، بل يطلبه أيضاً الكبار من جميع الفئات العمرية، فهو مصدر بهجة وسرور يعبّر من خلاله الجميع عن فرحتهم بالشهر الكريم. 

كلمة فانوس يونانية قديمة "φανός" وتعني مصباح أو شعلة. انتقلت الكلمة إلى العربية، وأصبحت جزءاً من التراث الثقافي العربي. ويعود أصل فانوس رمضان لأكثر من ألف عام، وتحديداً في عصر الدولة الفاطمية، إلى يوم 15 رمضان 362 هجرية (972 ميلادية)، عندما خرج مئات المصريين يحملون المشاعل والفوانيس الملونة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمي والترحيب به وإضاءة الطريق له. ومنذ ذلك الحين، أصبح المصريون يضيئون الشوارع بالفوانيس في رمضان من كل عام. وأكد هذه الرواية الدكتور عبد الرحيم ريحان، الخبير الأثري المصري.

وردّ بعض خبراء التراث أصل فانوس رمضان إلى عصر الحاكم بأمر الله الفاطمي، عندما كانت تُمنع السيدات من الخروج ليلاً في شوارع القاهرة، إلا في رمضان فكان يسمح لهن بالخروج شرط أن يتقدّم السيدة أو الفتاة صبي صغير يحمل في يده فانوساً مُضاءً، ليعلم المارة أن سيدة قادمة فيفسحوا لها الطريق. وبمرور الوقت، اعتاد الأطفال حمل الفانوس في شهر رمضان.

ربط بعض خبراء التراث فانوس رمضان بالمسحراتي، إذ كان يُعلق فانوس كبير على كل جامع لإخبار الأهالي بأن وقت السحور قد حان. حينها، كان المسحراتي يجوب الشوارع حاملاً فانوساً وخلفه بعض الأطفال وهم يلعبون بفوانيسهم الملونة. وفي رواية أخرى، يُقال إن أحد الأمراء الفاطميين أراد أن يجعل شوارع القاهرة مضاءة في رمضان، فأمر القائمين على المساجد بتعليق فوانيس ووضع الشموع بداخلها، ثم انتشر الأمر حتى أمر الخليفة بتعليق فانوس أمام كل منزل لإنارة الطريق، وكان يُعاقب كل من يخالف الأمر.

وسواء كان الفانوس لاستقبال المعز لدين الله أو لإرشاد النساء أو للمسحراتي وإنارة الطرق، فقد أصبح اليوم رمزاً للاحتفال برمضان، وأصبحت صناعة الفوانيس تجارة عالمية. وتُعدّ الصين أكبر دولة مصدّرة للفوانيس، فكانت مصر تستورد فوانيس صينية بما قيمته 25 مليون دولار سنوياً، ووصل إجمالي فاتورة الاستيراد حتى عام 2021 إلى 473 مليون دولار. لكن مصر أوقفت استيراد فوانيس رمضان نهائياً بغرض توجيه العملة الصعبة للسلع الاستراتيجية الأخرى، وبدأت تعتمد على التصنيع المحلي، سواء للفوانيس المصنعة من الصاج والزجاج أو الفوانيس البلاستيكية. وتنتج مصر حالياً قرابة مليونَي فانوس سنوياً، ويُصدَّر 200 ألف فانوس إلى الإمارات وإيطاليا.

أثر التضخم على الصناعة المحلية للفوانيس في مصر، لترتفع أسعار الفوانيس 25% في عام 2025، نظراً إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتحديداً مادة البلاستيك المستوردة، ليبدأ سعر الفانوس الصغير من 50 سنتاً، وصولاً إلى الفانوس الكبير الذي يعلق في الشركات أو المعارض والشارع ويباع بنحو 200 دولار. أما الفانوس المتوسط الحجم فيتراوح سعره بين 5 إلى 10 دولارات بحسب المادة الخام، وفق تصريحات بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال في غرفة القاهرة التجارية.

ويقول مصطفى حامد، أحد تجّار فوانيس رمضان في منطقة السيدة زينب، إن الفانوس المستورد أصبح نادراً في السوق، والطلب على الفانوس المحلي الصنع التقليدي يرتفع نظراً إلى ارتباطه بأجواء رمضان، مشيراً إلى وجود زبائن يفضّلون الفانوس الذي يعمل بالشموع على الفانوس الذي يعمل بالبطاريات أو الكهرباء.
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد