وزير الدولة لتطوير القطاع العام في الأردن لـ"النهار": نعمل على تعزيز إصلاحات القطاع العام والتحول الرقمي
في ظل التوجه العالمي نحو تحديث الأنظمة الحكومية وتبني الحلول التكنولوجية، تسعى المملكة الأردنية الهاشمية إلى إحداث نقلة نوعية في منظومة القطاع العام وقطاع النقل، مع التركيز على إدماج الذكاء الاصطناعي في عمليات الإدارة الحكومية. وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور خير عبدالله عياد أبو صعيليك، وزير الدولة لتطوير القطاع العام في الأردن، لـ"النهار" عن الإصلاحات الجارية والتوجهات المستقبلية للحكومة الأردنية، خلال مشاركته في فعاليات القمة العالمية للحكومات.
في البداية، تقدم وزير الدولة لتطوير القطاع العام في الأردن، باسمه الشخصي وباسم حكومة المملكة الأردنية الهاشمية بخالص الشكر والتقدير للأشقاء في الإمارات العربية المتحدة على "تنظيم هذه الفعالية الكبرى التي جمعت قادة الفكر وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم. فقد أصبحت القمة العالمية للحكومات حدثًا محوريًا في المنطقة، لا يمكن تجاوزه نظرًا لأهميتها في مناقشة مستقبل الحكومات وتطوير السياسات العامة".
ما أهمية مشاركة الأردن في القمة وماذا عن نهج الإصلاح الإداري؟
مشاركة الوفد الأردني تأتي في إطار السعي إلى تبادل الخبرات والتفاعل مع الحكومات الأخرى، حيث بدأت الأردن خطوات إصلاحية مهمة لتحديث القطاع العام وتعزيز التطوير الإداري، مستندةً إلى رؤية واضحة تهدف إلى تقديم الخدمات للمواطنين بسهولة وكفاءة، والحد من التعقيدات البيروقراطية المفرطة. وقد شرعت الحكومة في إصلاحات هيكلية عميقة داخل الإدارة العامة، بما في ذلك إعادة هيكلة بعض المؤسسات لتعزيز كفاءتها.
أين أصبح التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الإدارة الحكومية في الأردن؟
تعمل الحكومة الأردنية حاليًا بالتوازي على تعزيز الثقافة المؤسسية وتسريع التحول الرقمي، حيث نجحت خلال عام 2024 في أتمتة 60% من الخدمات الحكومية، مع تعهدها أمام مجلس الأمة برفع هذه النسبة إلى 80% في عام 2025، والوصول إلى 100% بحلول عام 2026. لكن هذا التحول لا يقتصر فقط على رقمنة الخدمات، بل يشمل أيضًا تحسين جودة الخدمات الإلكترونية، تجنبًا للانتقال من البيروقراطية الورقية إلى البيروقراطية الرقمية.
في هذا السياق، برزت الحاجة إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإدارة الحكومية، وهو مجال بدأت الحكومة الأردنية العمل عليه بجدية، انطلاقًا من رؤية واضحة تدرك أهمية هذه التقنيات في تعزيز الكفاءة الحكومية. وما شاهدناه في القمة من تجارب دولية يؤكد ضرورة المضي قدمًا في تبني الذكاء الاصطناعي، خاصة أن العديد من الدول تتبنى هذه المفاهيم بشكل متسارع.
هل من استراتيجيات متقدمة في قطاع النقل والذكاء الاصطناعي؟
إلى جانب الإصلاح الإداري، تولي الحكومة الأردنية اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاع النقل، عبر اعتماد استراتيجيات مستدامة تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتقديم حلول نقل أكثر كفاءة. كما تسعى الحكومة إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإدارة العامة، بهدف تعزيز كفاءة الأداء الحكومي وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
ما هي خطتكم لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لمواجهة البطالة؟
إن الإدارة العامة في الأردن تهدف إلى بناء جهاز حكومي مرن وفعّال، قادر على دعم القطاع الخاص وتعزيز بيئة الأعمال. فنحن نؤمن بأن القطاع الخاص هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، ونظرًا لارتفاع معدلات البطالة في المملكة، تعمل الحكومة على تسهيل بيئة الأعمال وخلق فرص عمل حقيقية، بالتوازي مع الجهود الحكومية المبذولة في هذا الإطار، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز من دور الأردن كمركز اقتصادي واعد في المنطقة.
ختامًا، أكد الدكتور أبو صعيليك أن الأردن يواصل العمل على بناء حكومة أكثر مرونة وكفاءة، قادرة على تلبية تطلعات المواطنين ودعم القطاع الخاص في تحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال استراتيجيات واضحة تهدف إلى تحقيق التحول الرقمي، وتطوير منظومة النقل، وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة الحكومية.
نبض