مؤتمر دافوس 2025: سوريا وغزة والذكاء الاصطناعي من أوّليات جدول الأعمال

يُعَدُّ المنتدى الاقتصادي العالمي، المعروف بمؤتمر دافوس، حدثاً سنوياً يجمع قادة العالم من مختلف القطاعات لمناقشة التحديات العالمية وتطوير استراتيجيات مشتركة لمواجهتها. من المقرر أن يُعقد المؤتمر هذا العام في 20 كانون الثاني /يناير 2025 في دافوس، سويسرا.
أهمية مؤتمر دافوس 2025
يأتي مؤتمر دافوس 2025 في وقت يواجه فيه العالم تحديات متعددة، بما في ذلك التغير المناخي، التحولات الاقتصادية، والتطورات التكنولوجية السريعة. يتيح المؤتمر منصة للحوار والتعاون بين القادة السياسيين والاقتصاديين، والأكاديميين لمناقشة هذه القضايا ووضع حلول مبتكرة.
من جهته، يوضح الدكتور خالد رمضان، الخبير الاقتصادي، ورئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، لـ "النهار"، أن "قيمة منتدى دافوس تكمن في كونه منصة عالمية تتمتع بالموثوقية والقدرة على إحداث التغيير وإثارة المزيد من الأفكار الاسترشادية للعالم، وتحليل فحوى المشكلات العالقة التي تؤرق العالم، بالإضافة إلى دوره المحوري في إجراء عملية تفاعلية بين العديد من الكيانات المشاركة، مثل المؤسسات الحكومية، والمنظمات غير الربحية، والشركات الناشئة"، مضيفاً أن "التواجد معاً وبشكل شخصي، يسهم في تبادل الأفكار ويثري النقاشات بين المسؤولين والخبراء والمختصين، وهذا الحوار العالمي، أمر بالغ الأهمية في ظل تفشي الحروب العسكرية والتجارية، وتوسُّع المخاطر الجيوسياسية، وحالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي".
المشاركون
ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر قادة دول، رؤساء شركات كبرى، خبراء اقتصاديون، وممثلون عن منظمات دولية. تشمل قائمة المشاركين شخصيات بارزة مثل: كريستالينا جورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة.
ويلفت د. رمضان، إلى أن "الأضواء تسلّط غالباً خلال المنتدي على المشاهير فقط، إلا أن التفاعلات الأصغر تعني الكثير، حيث تتواجد في دافوس شركات ناشئة أو تكنولوجية، وغالباً، ما تكون هذه الشركات حريصة على طرح أفكار إبداعية جديدة، وإذا نجحت هذه الأفكار أو تم تبنيها، فسوف يغير هذا الأمر أشياءً كثيرة في المستقبل.
ويشدد الخبير الاقتصادي، على أن الأمل في التغيير يكمن في مثل هذه الأصوات المتعطشة إلى مزاحمة الكبار وتطوير ريادة الأعمال، لأن الأصوات الكبيرة موجودة بالفعل، أما هذه الأصوات الصغيرة فهي التي تجلب الكثير من الأمل للعالم".
تركز أجندة مؤتمر دافوس 2025 على عدة محاور رئيسية، منها: التغير المناخي والاستدامة، الاقتصاد الرقمي، الصحة العالمية، التعليم والمهارات. يُتوقع أن يسفر المؤتمر عن توصيات ومبادرات تسهم في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية المستدامة على الصعيد العالمي.
بين 2024 و2025
ويشير الخبير الاقتصادي، إلى أن "منتدى دافوس الماضي، ركز على إعادة بناء الثقة في عصر يغلفه التشرذم، ويعجز فيه التعاون الدولي عن إيقاف الحروب والصراعات"، مضيفاً، أن "هدف منتدى 2024، كان واضحاً في تعزيز التعاون العالمي من أجل تحقيق النمو المستدام والشامل، وعلاوة على ذلك، كانت الجغرافيا السياسية وتأثيرها على الأعمال وسلاسل الإمدادات، موضوعًا بالغ الأهمية في دافوس الماضي، حيث ركز المؤتمرون وقتها على الانتقال المنظم والعادل نحو مستقبل التكنولوجيا، مع ضرورة وضع ضوابط تنظيمية عالمية للذكاء الاصطناعي، حتى لا تتوسع ظاهرة التضليل الإلكتروني، وإزالة الكربون".
ويرى د. رمضان، أن توقيت منتدى دافوس هذا العام، حساس للغاية، لأنه يتزامن مع تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه بشكل رسمي، "والجميع يتخوف من قيامه بشن حرب تجارية لا هوادة فيها، في الوقت نفسه، هناك آمال عريضة بإنهاء الحرب العبثية بين روسيا وأوكرانيا، وإيقاف الحرب في غزة بشكل نهائي. وقد تعهد ترامب بحل الصراع في أوكرانيا والشرق الأوسط، ومن المقرر أن يخاطب ترامب المنتدى، افتراضياً، في 23 كانون الثاني/يناير، لافتاً إلى أن الحروب والإرهاب يعتبران التهديد الأكبر للاستقرار الاقتصادي في عام 2025، وبعدهما يأتي التغير المناخي، والذي كان القضية الأكثر إلحاحاً في عام 2024. ومن الطبيعي أن تتطرق النقاشات في دافوس إلى الوضع الراهن في سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد، بالإضافة إلى مناقشة وضع غزة بعد وقف إطلاق النار، وإمكانية وقف إطلاق النار بشكل مستدام، ولن يخلو المنتدى من تسليط الضوء على تهديد المعلومات المضللة في زمن الذكاء الاصطناعي".
.
.