القمة العالمية للطاقة في أسبوع أبوظبي للاستدامة: منصة ريادية لمستقبل مستدام
تمثل القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تُعقد ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، منصة ريادية عالمية تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية الى تحقيق التنمية المستدامة وتسريع التحول إلى نظم طاقة نظيفة وفعالة. القمة، التي تنظمها شركة "مصدر"، تعكس رؤية دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم الاستدامة وتعزيز الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة.
في هذا الإطار ، يقول باسل جمال، وهو اقتصادي طاقة، في حديث الى "النهار" إنّ أسبوع أبوظبي للاستدامة يُعد من أبرز الفعاليات العالمية لتعزيز التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مع تركيز خاص على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. يجمع هذا الحدث قادة العالم، وخبراء الصناعة، والمبتكرين، بهدف تحقيق رؤيتين رئيسيتين، الأولى هي رؤية المنظّمين، وهدفهم جعل أبوظبي مركزاً عالمياً للطاقة المتجددة، مع التركيز على بناء مستقبل مستدام. ورغم اهتمامها الحالي بالطاقة الأحفورية، تسعى الإمارة إلى لعب دور محوري في التحول إلى الطاقة النظيفة على المدى البعيد. أما الرؤية الثانية فهي رؤية الشركات والحكومات، التي تسعى إلى اغتنام الفرص الاقتصادية المتمثلة بتوقيع شراكات واتفاقات دولية، والحصول على استثمارات وقروض تدعم مشاريع الطاقة المتجددة، خصوصاً في الدول الأقل نمواً".
أجندة القمة ومحاورها
تركز القمة هذا العام على محاور استراتيجية عدة، أبرزها:
1) التنمية الاقتصادية المستدامة، من خلال تعزيز الابتكار في الطاقة النظيفة لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة.
2) الابتكار والتكنولوجيا، عبر استعراض أحدث التقنيات الذكية في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي.
3) تمويل المشاريع المستدامة، من خلال تطوير آليات التمويل لدعم التحول العالمي إلى نظم طاقة نظيفة.
كذلك تتضمن القمة برامج متميزة مثل "برنامج تبادل الابتكار المناخي"، الذي يتيح لرائدات الأعمال والشركات الناشئة عرض ابتكاراتهن أمام مستثمرين عالميين، ما يعزز دور المرأة في قطاع الاستدامة.
وإلى ذلك، يلفت جمال إلى أنّه "سيتم تخصيص جوائز للمبتكرين ورواد الأعمال، مع تركيز خاص على دعم النساء والشباب وإدماجهم في عملية البحث عن حلول للتحديات المستقبلية. كما تهدف القمة إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بما يساهم في تسريع التحول الاقتصادي نحو الاستدامة، إضافة إلى استعراض مشاريع جديدة وشراكات عالمية، لا سيما منها تلك التي تقودها "مصدر" لتحقيق طموحاتها بإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030".
وعن أهمية الحدث عالميًا والتحديات يقول إنه "رغم أن أسبوع أبوظبي للاستدامة ليس الحدث الأول عالمياً في مجال الطاقة، إلا أنه يمثل منصة طموحة تسعى الى ترسيخ مكانة أبوظبي في مجال الابتكار والاستدامة. ومع ذلك، تظل هناك تحديات تتعلق بالبنية التحتية والتكنولوجيا، بحيث تتفوق بعض الدول والمؤتمرات العالمية مثل منتدى دافوس في استقطاب القادة والمبادرات الكبرى".
المشاركون والفعاليات
وإلى ذلك، تشهد القمة مشاركة أكثر من 30 ألف شخص من 175 دولة، بما في ذلك 13 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 50 وزيراً و200 رئيس تنفيذي لشركات عالمية. الفعاليات تتوزع على معارض متخصصة وأجنحة دولية تغطي مساحة 35 ألف متر مربع، مما يتيح الفرصة للاطلاع على أحدث الابتكارات والمشاريع المستدامة.
من المتوقع أن تصدر عن القمة اتفاقات وشراكات عالمية عدة لدعم مشاريع الطاقة المتجددة، وزيادة التعاون بين الدول والشركات في مجالات الابتكار والاستدامة. وستشهد الكشف عن مشاريع جديدة تساهم في تحقيق الهدف العالمي لمضاعفة إنتاجية الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030.
ويشدد اقتصادي الطاقة على أنّ "تزايد النقاش حول دمج الذكاء الاصطناعي في شبكات الطاقة الذكية، والتي تهدف إلى تحسين كفاءة الإنتاج وتلبية الطلب بشكل دقيق من خلال تحليل البيانات الضخمة"، مشيراً إلى أنّ "هذه التقنيات تمثل إحدى القضايا الرئيسية في النسخة الحالية من المؤتمر، حيث يتم تسليط الضوء على دورها في تحسين الاستدامة".
من خلال القمة وأسبوع أبوظبي للاستدامة، تؤكد الإمارات دورها الريادي في قيادة الجهود العالمية نحو مستقبل مستدام،بحيث تستثمر في الطاقة المتجددة بمشاريع تغطي أكثر من 40 دولة، وتساهم في خفض ملايين الأطنان من انبعاثات الكربون سنوياً.
نبض