
حسان خضر
شهدت الليرة السورية انهياراً حاداً وغير مسبوق، بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
فقد تراجت قيمة العملة السورية مقابل الدولار الأميركي بنسبة تزيد عن 40% في تداولات اليوم في العاصمة دمشق لتصل إلى مستوى غير مسبوق، حيث يساوي الدولار الواحد 22 ألف ليرة سورية الآن. أما في مناطق أخرى مثل مدينة حلب فقد وصل الدولار إلى 36 ألف ليرة بهبوط نسبته نحو 64%.
ويذكر بأن مصرف سورية المركزي قد شهد امس الاحد عمليات نهب، ما أثر في سعر صرف الليرة السورية التي شهدت تفاوتاً في الأسعار بين المحافظات السورية.
في ما يتعلق بالعملات المتداولة، يشمل التعامل الحالي الليرة السورية والليرة التركية والدولار الأميركي، وهذا يعتبر طبيعياً في الوقت الراهن نتيجة هروب بعض السوريين إلى ملاذات آمنة كالدولار الأميركي والليرة التركية ، وريثما تنجلي الأمور السياسية وتستقر الأوضاع، حتى عودة مصرف سوريا المركزي للإمساك بزمام السياسات النقدية وسياسة سعر الصرف، مع تحسن الأوضاع الاقتصادية والسياسية، والأمنية طبعاً.
جاء هذا الانخفاض الحاد ليعكس في وجه منه الأزمة الاقتصادية والسياسية المتفاقمة في البلاد منذ فترة، وقد يؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى انعكاس كبير في حياة المواطنين السوريين وقدرتهم الشرائية، في ظل عدم استقرار ينتظر أن تشهده البلاد، على الصعيدين الأمني والسياسي.
ومتوقع أن تشهد الليرة السورية مزيدا من التراجع في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، مع توقع هروب الكثير من الرساميل والتحويلات إلى الخارج.
ومتوقع أيضاً أن تقوم السلطة الجديدة التى ستحكم سوريا بعد سقوط نظام الأسد باستبدال الليرة السورية، وكذلك فئات الليرة على ألا تحمل صورة الرئيسين السابقين حافظ الأسد وابنه بشار، في محاولة لفك الارتباط مع النظام السابق، ومنح الليرة الجديدة بعضاً من الصدقية، وفي إشارة إلى بزوغ حقبة اقتصادية وسياسية جديدة في سوريا .
تأتي تلك الخطوة أسوة بما حصل في العراق بعد عام 2003، وليبيا بعد عام 2012، حين قامت السلطات النقدية في هاتين الدولتين بطباعة فئات نقدية جديدة ودون وضع رسوم للقائدين السابقين صدام حسين ومعمر القذافي.