5 خطوات لا بدّ منها... كيف تنجو مالياً إذا اندلعت حرب عالمية ثالثة؟

5 خطوات لا بدّ منها... كيف تنجو مالياً إذا اندلعت حرب عالمية ثالثة؟
تعبيرية
Smaller Bigger
تتصاعد التوترات الجيوسياسية عالمياً على مدار الساعة ورغم أن فكرة اندلاع حرب عالمية ثالثة كانت مستبعدة خلال العقود الماضية، أصبحت اليوم احتمالاً وارداً، فماذا لو انضمت بيلاروسيا إلى روسيا في الحرب ضد أوكرانيا، ويرد حلف شمال الأطلسي على ذلك، ويفرض الغرب عقوبات ضخمة على موسكو، وتدعم الصين روسيا، وتغزو الصين تايوان، ثم تتدخل الولايات المتحدة أخيراً، وماذا لو امتد أجل الحرب التي تشنها إسرائيل على فلسطين ولبنان وإيران، جميع هذه السيناريوهات تدفعنا إلى التفكير بعمق حول الخطوات المالية اللازم اتباعها للصمود حال اندلاع حرب عالمية ثالثة.

ودع نقودك واستعد للمقايضة
يقول هاني صبحي، خبير أسواق المال وإدارة الاستثمار، لـ"النهار" إن حدوث حرب عالمية ثالثة أمر أشبه بنظرية "البجعة السوداء" وهي حدوث أحداث مالية مفاجأة وغير متوقعة ولها تداعيات على الاقتصاد العالمي بالغة الأثر، ولكن السيناريو الأقرب للواقع هو انهيار البنوك وارتفاع معدلات التضخم لمستويات غير مسبوقة وعودة الاقتصاد العالمي إلى عصور الظلام وما قبل أنظمة الاتصالات الحديثة حيث تعتمد التجارة على المقايضة وليس وفق نظام مالي.

ورغم صعوبة توقع متى وأين ستحدث الحرب العالمية الثالثة، يوصي صبحي بضرورة التحوط بالأصول المالية المتداولة وهي الأصول القابلة للتحول إلى سيولة نقدية بشكل سريع مثل الذهب والنفط والسلع وكل أصل يمكن تداوله مقابل الحصول على سلعة أو خدمة أخرى.

ويؤكد صبحي أنه كما تنهار بعض الاقتصادات العالمية أثناء الحروب تظهر روافد جديدة للاقتصاد خلال الحرب ونجد ما يعرفون بأثرياء الحرب، متوقعاً أن تشهد أسواق المال انهيار قوي لشركات في قطاعات كبيرة مثل قطاع التكنولوجيا والقطاعات الخدمية، بينما نجد شركات أخرى سجلت أسهمها قفزات قياسية مثل شركات الأدوات الطبية والأغذية وشركات النفط والبتروكيماويات. 

ورق الحمام أغلى من النقود في الحرب
"إذا خاطر ساستنا العالميون بحياتنا، فعليك التأكد من أن الأموال لن تعني لك شيئاً في ظل مواصلة الحكومات تشغيل آلات طباعة النقود لتمويل جيوشها، مما يتسبب في التضخم المفرط"، بهذه العبارة يؤكد سام دوغين (Sam Dogen) مؤسس شركة (Financial Samurai) المتخصصة في التمويل الشخصي، أنه للتحوط ضد الحرب العالمية الثالثة عليك تخزين الأصول الحقيقية والتي تتمثل في الذهب والعقارات والفضة والنحاس والصلت والأسلحة والسيارات.. إلخ.

وأشار دوغين إلى ما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى بحلول نهاية عام 1923 عندما كان الألمان يستخدمون المارك كورق حمام، عندما توحش التضخم ليصل إلى 3.2 مليون بالمئة خلال منتصف عام 1923 وبلغ سعر شراء الدولار أكثر من 4 تريليونات دولار مقابل 4.2 مارك لكل دولار عام 1922؛ جراء تخلي ألمانيا عن الذهب كغطاء لقيمة المارك والتوسع في طباعة النقود لتمويل الحرب على أمل الانتصار، لكنها انهزمت وأصبحت مُلزمة بمعاهدة فرساي التي أجبرتها على سداد تعويضات بقيمة 132 مليار مارك ذهبي للدول المنتصرة وهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وأصبح العمال يتقاضون أجورهم 3 مرات يومياً ويسرعون لشراء ما يحتاجونه من السلع قبل أن تصبح نقودهم بلا قيمة.

5 خطوات لا بدّ منها 
1- امتلاك الأصول المتداولة والحذر من الأموال الطائشة
يقول دوغين "من المؤسف أن من يتبنى مبدأ البساطة ويستأجر ولا يمتلك أي شيء سوف يتضرر في بيئة التضخم المرتفع"، لذلك عليك بامتلاك الأصول التي تسمح لك بالحصول على ما تريد في أوقات الحروب، وبدلًا من التخزين النقدي فقط، حاول أن تحتفظ بموارد أساسية قابلة للتخزين مثل المواد الغذائية طويلة الأمد، والوقود، والأدوية، قد تصبح هذه الموارد أصولًا مهمة ويمكن تبادلها أو استخدامها للبقاء في ظروف الحرب.

ويحذر الخبير المالي دوغين، من الاستثمارات التي تتطلب أموالاً طائشة مثل الأسهم فهي "لن تفيدك بأي شيء أثناء الحرب العالمية الثالثة، فأنت بحاجة إلى أصول توفر لك المأوى أو تحتوي على نوع من المرافق لمساعدتك على العيش" على حد قوله.

2- شراء سندات الدول العظمى
ينصح خبراء أسواق المال بشراء السندات السيادية الخاصة بالدول المرشحة للانتصار في الحرب مثل السندات الأميركية، ويقول دوغين إن الدولار ارتفع أثناء الأزمة المالية العالمية عام 2008، وذلك لأن الناس وجدوا ملاذاً نسبياً في الأصول المالية الأميركية.

3- سيناريو الطوارئ: تخزين النقود
تنصحك شركة (Financial Samurai) المتخصصة في التمويل الشخصي بتخزين بعض النقود قد يكون عامل أمان حال اندلعت الحرب، فبالرغم من أن النقود تفقد قيمتها أثناء الحروب جراء التضخم وتوجيه إيرادات الدولة لتمويل الجيش وهو ما يعرف باقتصاد الحرب، إلا أن وجود بعض الأموال بحوزتك قد يتيح لك فرصة الحصول على السلع والخدمات اللازمة في الأوقات الصعبة.

4- شراء أسهم القيمة وتجنب أسهم النمو
ينصح الخبراء الماليون بشراء أسهم القيمة (هي الأسهم المقومة في سوق المال بأقل من قيمتها الفعلية) خلال أوقات عدم اليقين مثل أسهم الشركات الصناعية والإنتاجية والتي نجد كثيراً منها في مؤشر إس آند بي 500 الأميركي، ويحذر الخبراء من أسهم النمو (هي الأسهم المقومة بأعلى من قيمتها الفعلية) مثل أسهم التكنولوجيا لأن هذه الأسهم عادة ما تتعرض لتصحيح سعري بنسبة تتراوح بين 50 بالمئة إلى 80 بالمئة.

5- تجنب الديون العالية
ينصح عمرو وهيب، خبير أسواق المال، في حديثه مع "النهار" بضرورة تجنب الديون العالية، من خلال محاولة سداد الديون أو تقليلها قدر الإمكان؛ لأنه في حالة انهيار الاقتصاد جراء الحرب، قد يتعذر سداد الديون، مما قد يزيد من الضغوط المالية عليك.

ويقول وهيب إن الحرب يمكن أن تؤدي إلى انهيار اقتصادي عميق وتغيير في قيمة العملات الوطنية، لذا قد تحتاج إلى التكيف مع اقتصاد يعتمد أكثر على المقايضة أو الاقتصاد المحلي الصغير، كما ينصح بوضع خطط للطوارئ مع أفراد العائلة، بما في ذلك كيفية تأمين الاحتياجات الأساسية والأمان المالي، لأن ذلك يساعد في تخفيف العبء النفسي وتجنب القرارات المالية الطارئة.

 

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/6/2025 12:01:00 AM
لافتات في ذكرى سقوط نظام الأسد تُلصق على أسوار مقام السيدة رقية بدمشق وتثير جدلاً واسعاً.
المشرق-العربي 12/6/2025 1:17:00 PM
يظهر في أحد التسجيلات حديث للأسد مع الشبل يقول فيه إنّه "لا يشعر بشيء" عند رؤية صوره المنتشرة في شوارع المدن السورية.
منبر 12/5/2025 1:36:00 PM
أخاطب في كتابي هذا سعادة حاكم مصرف لبنان الجديد، السيد كريم سعيد، باحترام وموضوعية، متوخياً شرحاً وتفسيراً موضوعياً وقانونياً حول الأمور الآتية التي بقي فيها القديم على قدمه، ولم يبدل فيها سعادة الحاكم الجديد، بل لا زالت سارية المفعول تصنيفاً، وتعاميم.
ايران 12/4/2025 7:49:00 PM
واشنطن ترصد 10 ملايين دولار للإبلاغ عن الخبيرة الإلكترونية الإيرانية فاطمة صديقيان المتهمة بهجمات سيبرانية على بنى تحتية أميركية