العالم العربي
17-10-2025 | 14:07
من هو اللواء الغماري الذي تكتّم الحوثيون على مقتله أربعة أشهر؟
مصادر خاصة متطابقة رجحت لـ "النهار" أن يكون الغماري لقي حتفه منتصف حزيران/ يونيو الماضي في غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعاً لقيادات رفيعة المستوى في صنعاء.

اللواء محمد عبدالكريم الغماري.
أعلنت ميليشيا الحوثي، الخميس، مقتل رئيس هيئة الأركان العامة لقواتها اللواء محمد عبدالكريم الغماري، في بيان متأخر ومقتضب قالت فيه إنه "استُشهد أثناء أداء واجبه في مواجهة العدوان الأميركي الإسرائيلي".
لكن مصادر خاصة متطابقة رجحت لـ "النهار" أن يكون الغماري لقي حتفه منتصف حزيران/ يونيو الماضي في غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعاً لقيادات رفيعة المستوى في صنعاء.
إعلان متأخر وغموض متعمد
البيان الحوثي لم يتضمّن أي تفاصيل عن مكان مقتل الغماري أو تاريخه، واكتفى بالقول إنه قُتل مع عدد من مرافقيه، بينهم نجله البالغ من العمر 13 عاماً.
وجاء الإعلان مصحوباً بقرار تعيين القيادي الحوثي البارز يوسف الحسن المداني رئيساً جديدًا للأركان، في ما يبدو أنه محاولة لطمأنة الجبهة الداخلية وإظهار استمرارية القيادة العسكرية للجماعة رغم الخسارة.
ويعتقد مراقبون أن تأخير الإعلان أربعة أشهر كان قراراً سياسياً متعمّداً لتجنب إرباك الصف القيادي، خصوصاً أن الغماري يُعد من الحلقة الضيقة المقربة من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وكان يشرف بشكل مباشر على التنسيق بين القوات البرية ووحدات الصواريخ والطائرات المسيّرة.
مفارقة تكشف التضليل الإعلامي
وتتكشف درجة التكتم داخل الجماعة من واقعة لافتة للانتباه يوم 13تشرين الاول/ أكتوبر الجاري عندما نشرت وكالة الأنباء التابعة للحوثيين (سبأ) برقية تهنئة صادرة بإسم "رئيس هيئة الأركان اللواء محمد عبدالكريم الغماري" بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14تشرين الأول، رغم أنه كان قد قُتل قبل ذلك بأشهر.
البرقية نُشرت بصيغة رسمية تحمل توقيعه إلى جانب توقيع وزير الدفاع في حكومة الحوثيين اللواء محمد ناصر العاطفي، وتضمنت إشادة بـ"بطولات المرابطين في مختلف الجبهات".
وتمثل هذه المفارقة دليلاً إلى استمرار المليشيا في استخدام إسمه وصورته بعد وفاته، ما يكشف حجم التكتم الذي مارسته القيادة الحوثية على خبر مقتله، وربما على أخبار مقتل قيادات أخرى.
ويعكس نشر هذه البرقية قبل يومين فقط من إعلان مقتله، ارتباكاً واضحاً في إدارة المعلومة داخل المؤسسة العسكرية الحوثية، وتفضيل القيادة الإبقاء على إسمه في الواجهة حفاظاً على تماسك الصف الداخلي، إلى أن اضطرت لاحقاً للإعلان عن مقتله بعد تسرب المعلومات وتأكيدها من مصادر خارجية.
مَن هو محمد عبدالكريم الغماري؟
وُلد الغماري في محافظة حجَّة شمال غربي اليمن عام 1979، وينتمي إلى أسرة زيدية متدينة لعبت دوراً مبكراً في نشاط الحركة الحوثية منذ تسعينيات القرن الماضي.
تدرَّج في صفوف المليشيا منذ حروب صعدة الأولى ضد نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وكان من أوائل من تلقوا تدريباً عسكرياً في إيران ولبنان على أيدي خبراء من "الحرس الثوري" و"حزب الله".
بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2014، أصبح الغماري أحد القادة الأربعة الذين شكلوا النواة الصلبة للقرار العسكري داخل المليشيا إلى جانب عبد الخالق الحوثي، ويوسف المداني وعبدالملك بدر الدين الحوثي.
وفي عام 2019، عين رئيساً لهيئة الأركان العامة، وهو المنصب العسكري الأعلى في هيكلية المليشيا، ما جعله عملياً القائد الميداني الأول لكل العمليات العسكرية في الجبهات الممتدة من مأرب حتى الحديدة.
ويُنسب إلى الغماري الفضل في تنظيم منظومة الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت العمقين السعودي والإماراتي، كما أشرف على تطوير قدرات الحوثيين في الحرب الإلكترونية والمراقبة الجوية.
وكان الغماري العقل المدبر لهجمات البحر الأحمر خلال عامي 2024 و2025، والتي استهدفت سفناً إسرائيلية وأميركية، ما جعله على رأس قوائم المطلوبين في وزارة الخزانة الأميركية.
لكن مصادر خاصة متطابقة رجحت لـ "النهار" أن يكون الغماري لقي حتفه منتصف حزيران/ يونيو الماضي في غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعاً لقيادات رفيعة المستوى في صنعاء.
إعلان متأخر وغموض متعمد
البيان الحوثي لم يتضمّن أي تفاصيل عن مكان مقتل الغماري أو تاريخه، واكتفى بالقول إنه قُتل مع عدد من مرافقيه، بينهم نجله البالغ من العمر 13 عاماً.
وجاء الإعلان مصحوباً بقرار تعيين القيادي الحوثي البارز يوسف الحسن المداني رئيساً جديدًا للأركان، في ما يبدو أنه محاولة لطمأنة الجبهة الداخلية وإظهار استمرارية القيادة العسكرية للجماعة رغم الخسارة.
ويعتقد مراقبون أن تأخير الإعلان أربعة أشهر كان قراراً سياسياً متعمّداً لتجنب إرباك الصف القيادي، خصوصاً أن الغماري يُعد من الحلقة الضيقة المقربة من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وكان يشرف بشكل مباشر على التنسيق بين القوات البرية ووحدات الصواريخ والطائرات المسيّرة.
مفارقة تكشف التضليل الإعلامي
وتتكشف درجة التكتم داخل الجماعة من واقعة لافتة للانتباه يوم 13تشرين الاول/ أكتوبر الجاري عندما نشرت وكالة الأنباء التابعة للحوثيين (سبأ) برقية تهنئة صادرة بإسم "رئيس هيئة الأركان اللواء محمد عبدالكريم الغماري" بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14تشرين الأول، رغم أنه كان قد قُتل قبل ذلك بأشهر.
البرقية نُشرت بصيغة رسمية تحمل توقيعه إلى جانب توقيع وزير الدفاع في حكومة الحوثيين اللواء محمد ناصر العاطفي، وتضمنت إشادة بـ"بطولات المرابطين في مختلف الجبهات".
وتمثل هذه المفارقة دليلاً إلى استمرار المليشيا في استخدام إسمه وصورته بعد وفاته، ما يكشف حجم التكتم الذي مارسته القيادة الحوثية على خبر مقتله، وربما على أخبار مقتل قيادات أخرى.
ويعكس نشر هذه البرقية قبل يومين فقط من إعلان مقتله، ارتباكاً واضحاً في إدارة المعلومة داخل المؤسسة العسكرية الحوثية، وتفضيل القيادة الإبقاء على إسمه في الواجهة حفاظاً على تماسك الصف الداخلي، إلى أن اضطرت لاحقاً للإعلان عن مقتله بعد تسرب المعلومات وتأكيدها من مصادر خارجية.
مَن هو محمد عبدالكريم الغماري؟
وُلد الغماري في محافظة حجَّة شمال غربي اليمن عام 1979، وينتمي إلى أسرة زيدية متدينة لعبت دوراً مبكراً في نشاط الحركة الحوثية منذ تسعينيات القرن الماضي.
تدرَّج في صفوف المليشيا منذ حروب صعدة الأولى ضد نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وكان من أوائل من تلقوا تدريباً عسكرياً في إيران ولبنان على أيدي خبراء من "الحرس الثوري" و"حزب الله".
بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في أيلول/ سبتمبر 2014، أصبح الغماري أحد القادة الأربعة الذين شكلوا النواة الصلبة للقرار العسكري داخل المليشيا إلى جانب عبد الخالق الحوثي، ويوسف المداني وعبدالملك بدر الدين الحوثي.
وفي عام 2019، عين رئيساً لهيئة الأركان العامة، وهو المنصب العسكري الأعلى في هيكلية المليشيا، ما جعله عملياً القائد الميداني الأول لكل العمليات العسكرية في الجبهات الممتدة من مأرب حتى الحديدة.
ويُنسب إلى الغماري الفضل في تنظيم منظومة الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت العمقين السعودي والإماراتي، كما أشرف على تطوير قدرات الحوثيين في الحرب الإلكترونية والمراقبة الجوية.
وكان الغماري العقل المدبر لهجمات البحر الأحمر خلال عامي 2024 و2025، والتي استهدفت سفناً إسرائيلية وأميركية، ما جعله على رأس قوائم المطلوبين في وزارة الخزانة الأميركية.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
كتاب النهار
10/15/2025 4:35:00 PM
إن كانت المشكلة قائمة فعلاً، فليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وكان يجدر بالوزيرين المعنيين معاً، أن يبادرا إلى درس التداعيات قبل اتخاذ قرار مماثل يمكن وصفه بـ"العشوائي"...
لبنان
10/16/2025 9:40:00 PM
أكثر من 13 غارة إسرائيلية استهدفت جنوبي لبنان مساء اليوم...
سياسة
10/15/2025 10:23:00 PM
طارق متري يستنكر تسريب جوازات السفر الخاصة بالوفد السوري الذي زار لبنان أخيراً، واصفاً هذا التصرف بأنه غير مقبول.
سياسة
10/16/2025 12:22:00 PM
وزير الداخلية من برجا: ملتزمون بسط سلطة الدولة وإجراء الانتخابات في موعدها الدستوري