النائب التونسي محمد علي عن متن سفينة في أسطول الصمود لـ"النهار": أيام تفصلنا عن غزة والاستهداف الإسرائيلي لم يخفنا (فيديو)

من ميناء سيدي بوسعيد بالعاصمة تونس انطلقت رحلة النائب التونسي محمد علي مع أسطول الصمود العالمي، ويقول إنه لم يتردد كثيراً للمشاركة في هذا التحرك رغم أنه لم يبحر يوماً في حياته.
وتحدث النائب التونسي لـ"النهار" من قلب البحر على متن سفينة راسية قبالة سواحل اليونان مؤكداً أنه وكل المشاركين في الأسطول مصمّمون على مواصلة الرحلة إلى شواطئ غزة رغم التهديدات الإسرائيلية والمخاطر التي تحدق بالرحلة.
بضعة أيام فاصلة
وقال محمد علي إن رحلة الأسطول العالمي التي تنطلق السبت من شواطئ جزيرة كريت اليونانية ستكون مباشرة ودون توقف وقد تستغرق ستة أيام للوصول إلى شواطئ غزة إن لم تحدث عوائق في عمق البحر. وأوضح "توقفنا لمدة يومين من أجل انهاء الاستعدادات اللوجستية وإصلاح الأعطال".
وعن المدة التي تفصل سفن الأسطول عن بلوغ شواطئ غزة يؤكد أنها قد تستغرق ستة أيام على أقصى تقدير "إن لم يحدث طارئ، إذ لا نعلم كيف ستكون حالة الطقس خلال الأيام المقبلة أو ما تعده إسرائيل لنا, سنكون في المياه الفلسطينية في غضون أيام قليلة"، وفق قوله.
التهديدات لا تخيفنا
وبخصوص تأثير التهديدات الإسرائيلية على الأجواء داخل الأسطول، يقول إن الاستهداف الأخير لم يتسبب بأي إصابات في صفوف المشاركين، لكنه لفت إلى أنه زاد من تصميمهم على مواصلة الرحلة.
وتحدث عن تلك اللحظات قائلاً: "طبعاً كانت لحظات صعبة لكن ذلك لم يمس من معنوياتنا، فكلنا يعلم منذ البداية أن هذا قد يحدث وأن الرحلة نحو غزة محفوفة بالمخاطر".
ويتابع: "نعلم جيداً أن الاحتلال يشنّ حرباً نفسية علينا من أجل منعنا من الوصول إلى غزة.
وتوقع أن تواصل إسرائيل محاولتها منع الأسطول من الوصول إلى شواطئ القطاع، مؤكداً أن بعض المسيّرات واصلت التحليق في الساعات الأخيرة بالقرب من الأسطول لكنها لم تقترب منه.
ويضيف أن هناك حالة تضامن كبيرة في صفوف المشاركين في هذا التحرك مشيراً إلى "أننا نحاول أن نساعد بعضنا بعضاً قدر الإمكان... هناك سفن تعطلت وقد قام بقية المشاركين بالمساعدة على إصلاحها، لكن الأهم من ذلك أن هناك شعوراً بالحماسة والفخر يسود الأجواء".
وكشف علي كذلك عن تعطل السفينة الإسبانية "فاميليا" التي تقود هذا الأسطول والتي تعذر عليها مواصلة الرحلة فتقرر توزيع من كانوا على متنها على باقي السفن.
حراسة إيطالية إسبانية
وفي ما يتعلق بالسفينتين الحربيتين الإسبانية والإيطالية اللتين قررت كل من مدريد وروما ارسالهما لحماية الأسطول بعد تعرّضه للاستهداف هذا الأسبوع، كشف النائب التونسي أن الفرقاطة الإيطالية تقف على بعد أميال قليلة من مرمى نظره فيما لم تلحق السفينة الإسبانية بالركب بعد وتؤكد الأخبار أنها غادرت إسبانيا.
وأكد وجود سفينة إنقاذ أخرى تصاحب الأسطول في رحلته يسهر فريقها على تقديم المساعدة للمشاركين في هذا الأسطول يومياً.
رسالة إلى العالم
وبخصوص المشاركين في هذا الأسطول، قال النائب إن هناك نواباً من عدة دول أوروبية ومحامين وصحافيين وممثلين مشيراً إلى أن بعضهم يسافر لأول مرة عبر البحر.
واعتبر أن الأسطول غيّر نظرة الغرب لما يحدث في غزة، قائلاً: "لقد استطاع الأسطول أن يكذّب السردية الإسرائيلية والغربية وأن يكشف عن الوجه الآخر للحقيقة"، مضيفاً: "مع تواصل رحلة الأسطول نحو غزة وفي ظل كل ما يتعرّض له من استهداف، يخرج المتظاهرون إلى الشوارع في مختلف عواصم العالم وهذا في حد ذاته خطوة مهمة في هذه الحرب".
وعن وجود هذا العدد الكبير من الجنسيات المشاركة في أسطول الصمود العالمي يقول إن هذا الأسطول لفت أنظار العالم الى ما يحدث في غزة وما تقوم به إسرائيل رغم التعتيم الكبير التي تفرضه.