خلاف على "ممر إنساني" إلى السويداء يعرقل الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل

أفادت وكالة "رويترز" بأن مطالبة إسرائيل بفتح "ممر إنساني" إلى معقل الدروز قضت على إمكانية الإعلان عن اتفاق مع الادارة السورية هذا الأسبوع.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة: "كانت فكرة السلام مع سوريا ضرباً من الخيال، لكنها لم تعد كذلك"، كما دعا لبنان إلى بدء مفاوضات مباشرة.
واجهت جهود توقيع اتفاقية أمنية بين سوريا وإسرائيل عقبة في اللحظات الأخيرة بعد مطالبة إسرائيل بفتح "ممر إنساني" إلى محافظة السويداء جنوب سوريا. وفق ما أفادت أربعة مصادر مطلعة على المحادثات لـ"رويترز" بذلك.
وكانت سوريا وإسرائيل على وشك الاتفاق على الخطوط العريضة للاتفاقية في الأسابيع الأخيرة، بعد أشهر من المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة في باكو وباريس ولندن، والتي تسارعت وتيرتها قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أشارت "رويترز" إلى أن الاتفاقية تهدف إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح تشمل محافظة السويداء، حيث قُتل مئات الدروز في اشتباكات في يوليو/تموز الماضي. في محادثات باريس، طلبت إسرائيل بالفعل فتح ممر بري إلى السويداء، لكن سوريا رفضت الطلب، معتبرةً أنه ينتهك سيادتها.
وبحسب التقرير، أعادت إسرائيل طرح هذا الطلب في مرحلة لاحقة من المحادثات. وصرح مصدر سوري وآخر من واشنطن لوكالة الأنباء أن تجديد الطلب الإسرائيلي عرقل خطة الإعلان عن اتفاق هذا الأسبوع. وفي خطابه في الأمم المتحدة هذا الأسبوع، لم يتطرق الرئيس السوري أحمد الشرع إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، مكتفياً بالقول إن دمشق "ملتزمة بالحوار".
في خطابه أيضاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال بنيامين نتنياهو إن "انتصار إسرائيل على المحور الإيراني فتح آفاقاً للسلام. لنأخذ سوريا مثالاً، كانت فكرة السلام معها ضرباً من الخيال. لكن لم تعد كذلك. لقد بدأنا مفاوضات جادة مع الحكومة السورية الجديدة". وأضاف: "أعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق يحترم السيادة السورية ويحترم أمن إسرائيل والأقليات، بما في ذلك الأقلية الدرزية".
أعرب نتنياهو أيضاً عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع لبنان، قائلاً: "السلام بين إسرائيل ولبنان ممكن أيضاً. أدعو الحكومة اللبنانية لبدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. أشيد بها لهدفها المتمثل في نزع سلاح حزب الله، لكننا بحاجة إلى أكثر من مجرد كلمات. إذا اتخذ لبنان خطوات حقيقية لتحييد حزب الله، فأنا متأكد من قدرتنا على تحقيق السلام. وإلى أن يتحقق ذلك، سنتخذ خطوات للدفاع عن أنفسنا. أنا متأكد من أنه إذا واصلت الحكومة اللبنانية هدفها المتمثل في تحييد حزب الله، فإن السلام سيأتي سريعاً".