دينوقراطية!

بعض العرب يوافق مستشرقين يقولون إن إسرائيل هي الديموقراطية الوحيدة في الشرق، ولا أدري إن وجد هذا البعض ترياقاً لدائهم هذا.
وإن لم، فهذا بنيامين نتنياهو قد محا كل أسباب الديموقراطية في بلده، واعتمر أشدّ "كيبا" في خزانته كثافةً، واقتحم سفر الرؤيا ليمتشق "سيف العالم" متمّماً واجباته الدينية التي بدأها بغزوة "السيوف الحديدية" قبل عامين، رداً على وقعة "طوفان الأقصى".
ولا أدري أيضاً إن كان قرار "الطوفان" قد أقرّ ديموقراطياً برفع الأيدي أو شارات النصر، لكني أعرف أن خراب فلسطين تمّ أخيراً بفضل "الإخوان" في "حماس"، وها هو اليمين الإسرائيلي يدق آخر مسمار في نعش غزة، ويبطل أيّ ضرورة لـ"حل الدولتين" بكلام جدّي على ضمّ الضفة الغربية.
على الهامش، يُلح نتنياهو في الطلب من رجب طيب أردوغان تسليمه "نقش سلوان" الأثري الذي اكتُشف في قناة مائية تحت القدس في 1880، ونقل إلى متحف إسطنبول، لأنه "دليل على يهودية فلسطين"، وترفض أنقرة لأن النقش "أمانةٌ" لا تُعاد إلا لفلسطين. جميل أن يحتاج نتنياهو بعدُ لما يُقنعه بيهودية فلسطين!
ويعود اليمين الإسرائيلي اليوم إلى فكر الحاخام إبراهام كوك، أحد آباء الصهيونية الدينية، فيرون - كما رأى - في إسرائيل أداةً إلهية لتحقيق خلاصٍ لا يتحقق إلا بفرض الشريعة دستوراً للدولة ينفي عنها رجس الديموقراطية، وبحرب أبدية لا تتوقف إلا برسم إسرائيل الكبرى.
يؤدي بن غفير وسموتريتش بجدية دوريهما في التبشير الصهيوني نحو دولة بلا قانون إلا التوراة، فيما نتنياهو مستمر في حربه الأبدية ببركة ترامب ودعم المسيحانية الأميركية، وهو مقتنع بأنه آتٍ ليمطّ دولته من الفرات إلى النيل.
"دينو" بالكردية مجنون، و"قراطية" من "كراتوس" الإغريقية وتعني الحكم. لا نحتاج إلى حكمة الإغريق لنعرف إننا في عهد يحكمه جنون الحروب الدينية، في شرقٍ ما خربه إلا "أفيون الشعوب"!