الملكة رانيا: غزة هي العدسة التي تفرض علينا رؤية الأمور بوضوح أخلاقي

قالت الملكة رانيا العبدالله، زوجة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الجمعة، إن "حجم الدمار الذي نشهده في قطاع غزة كارثي، والوحشية فيه واضحة ولا يمكن إنكارها".
اقرأ أيضاً: الملكة رانيا تحتفل بعامها الخامس والخمسين بإطلالة سندريلا… تبدو أصغر بسنوات (صور)
ووفقاً لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أضافت الملكة رانيا أن "غزة اليوم تشكل العدسة التي تفرض علينا رؤية الأمور بوضوح أخلاقي، ويجب إعادة تقييم الأسس التي تبنى عليها معايير التحضر والقيادة للمجتمعات ليس بالنسبة للشرق الأوسط فقط، ولكن للكثيرين حول العالم"، وذلك في كلمة أمام طلبة الجامعات في المكسيك خلال مؤتمر سيغلو المكسيك (القرن الواحد والعشرين).
وتابعت: "منازل وتواريخ تسحق تحت الركام، وعشرات الآلاف من الأشخاص قتلوا، وإسرائيل تجوع شعباً بأكمله تحت حصار يقطع عنه كل شرايين الحياة، وأطباء منهكون من الجوع يكافحون لعلاج المصابين وسط نقص حاد في الإمدادات، وصحافيون شجعان يغطون الأحداث من الخطوط الأمامية يُقتلون دون محاسبة".
وذكرت بأن "غزة اليوم بالنسبة لكثيرين حول العالم، تشكل تحدياً لوجهات النظر السائدة والافتراضات الأساسية والمسلَمات، وتدفع الناس للتساؤل حول الروايات التي تفرض كحقائق غير قابلة للنقاش، وتكشف كيف يمكن تحريف الحقائق وتبرير المعاناة التي لا توصف، وتجريد شعب بأكمله من إنسانيته؟".
قد يهمك أيضاً: لقطة عفوية تجمع الملكة رانيا والملك عبد الله الثاني: أحلى فنجان قهوة
ودعت إلى "وقفة تأمل صادقة لإعادة تقييم الأسس التي تبنى عليها القيم الأخلاقية في مواجهة ضعف الحس الأخلاقي الذي يطغى على عالم تعمّه الفوضى والتشتيت والضجيج، وضرورة إعادة تقييم تعريف المجتمعات للتقدم والقيادة والأسس التي يبنى عليها ذلك".
وقالت: "لا يوجد عالم يمكن فيه تبرير قصف المستشفيات، أو تجويع الأطفال، أو إطلاق النار على أناس يسعون إلى المعونة".
كما أشارت إلى أنه "في عالم يساوي بين القوة الاقتصادية والتفوق الأخلاقي، كثيراً ما يستهان بالدول النامية والناشئة، وهذا تضليل"، مبينة أن "التنمية لا تعني التحضر بالضرورة، وأن التحضّر لا يُقاس بالناتج المحلي، بل بكيفية تعاملنا مع الآخرين، بخاصة في أوقات الشدة".
وقالت: "في الأردن نحن فخورون بإرثنا، وبقوّته وكرامته وعمقه"، مبينة أن "الأردن فتح أبوابه للملايين ممن شُردوا بسبب النزاعات، وتحدث باسم السلام، ووقف إلى جانب المهمّشين، والمكسيك أيضاً، سعت لفعل الخير، وقدّمت الملاذ والصوت لمن لا ملجأ لهم".
وأبدت إعجابها بالشباب حول العالم، الذين رفضوا الصمت أمام معاناة الفلسطينيين، ووصفت مواقفهم بأنها "تجسيد للشجاعة الأخلاقية في عالم تائه"، قائلة: "وسط المعاناة التي رأيناها في فلسطين، تأثرت بشدة بردود أفعال كثيرين حول العالم ممن رفضوا السكوت، أناس خاطروا بتعليمهم، بسمعتهم، وسبل معيشتهم ليُعطوا صوتاً لأُناس لم يلتقوا بهم قط. وكيف أن الشباب، على وجه الخصوص، نهضوا وتكاتفوا لأنهم يرون بأعينهم أن هذه المعاناة الكارثية لا تمت للإنسانية بصلة".
وشددت على أن "الحديث بصوت عالٍ حين يسود الصمت، هو جوهر ما يجعلنا بشراً في عصر يُختزل فيه الإنسان إلى مجرد أرقام وبيانات".
وأضافت: "بالنسبة لي، إيماني هو مرساي الأخلاقي، والإسلام يعلّمنا الرحمة، والعدل، والكرم، وكرامة الإنسان. وهذه ليست مجرد مبادئ، بل أفعال تُشكّل حياتنا اليومية".
وتأتي تصريحات الملكة رانيا، بعد إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيفي ديفرين، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي يسيطر حالياً على 40% من مدينة غزة، في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل هجومها على المنطقة الحضرية المكتظة بالسكان.