اليمنية الرميصاء يعقوب... من محنة الإعاقة إلى ريادة التغيير
في زحمة شوارع عدن، وفي لحظة لم تكن في الحسبان، تبدّلت حياة الرميصاء يعقوب إلى الأبد... حادث مروري لم يترك لها خياراً سوى مواجهة واقع جديد تتحرك فيه الحياة من زاوية مختلفة، فيصبح الكرسي المتحرك رفيق الدرب... لكنها لم تنظر إليه كقيد، بل كسُلّم نحو العطاء.
تقول الرميصاء لـ"النهار": "التحدي لم يكن في الحادث بحدّ ذاته، بل في ما أتى بعده، في نظرات المجتمع، وفي العراقيل التي وُضعت أمامي، وفي كل باب مغلق كان عليّ أن أطرقه بقوة لأثبت أنني قادرة على المضيّ قدماً".
اختارت الرميصاء أن لا تكون ضحية الظروف، بل أن تحوّلها إلى قوة دافعة للعمل، ومن هنا، بدأت رحلتها في دعم ذوي الإعاقة، رحلة لم تقتصر على التوعية والمناصرة، بل امتدت إلى تأسيس "الشبكة الوطنية لمناصرة حقوق ذوي الإعاقة"، التي أصبحت اليوم صوتاً مؤثراً في الدفاع عن حقوق أكثر من خمسة ملايين شخص من ذوي الإعاقة في اليمن.
لم تكتفِ الرميصاء بالكلمات، بل جعلت من الفعل ركيزة عملها، قادت حملات لإجراء تعديلات على الطرقات لتكون مناسبة لذوي الإعاقة، دعمت مشاريع التوظيف لهذه الفئة، وأسّست فرقاً رياضية جعلت من الكراسي المتحركة وسيلة للنجاح وليس للعجز.
تقول بفخر: "عندما أرى جريح حرب يتحوّل إلى رياضي محترف، أو شاباً من ذوي الإعاقة يصبح موظفاً حكومياً، أشعر بأنني على الطريق الصحيح".
لم يكن الطريق سهلاً أمام الرميصاء، فقد واجهت نقص التمويل، قلة الوعي المجتمعي، ونظرة الشفقة التي حاولت كسرها مراراً... لكنها لم تتراجع... تكيّفت، قاتلت، واستمرت في خلق مساحات جديدة لذوي الإعاقة، ليكونوا جزءاً فاعلاً في المجتمع، لا مجرد أرقام في الإحصائيات.
تطمح الرميصاء إلى توسيع عمل شبكتها على المستوى الدولي، والدفع نحو إقرار قوانين أقوى تحمي حقوق ذوي الإعاقة، بل وتسعى للوصول إلى مراكز سيادية تستطيع من خلالها إحداث تغيير حقيقي.
هي لا ترى نفسها شخصاً مُقعداً، بل قيادية تدفع بعجلة التغيير نحو الأمام.
تختم حديثها لـ"النهار" بعبارة تحمل خلاصة تجربتها: "حياتك من صنع أفكارك، إن لم تتقبّل نفسك فكيف سيراك العالم؟".
نبض