اتفاق غزة يطوي الطوفان

خَفتَ هدير الطيران الحربي في غزّة، وعلت أصوات التكبير والزغاريد مع سريان اتفاق وقف اطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل وبدء عمليات تبادل الأسرى.
فقد دبت الحياة ببطء في القطاع مع بدء عودة آلاف النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" حيز التنفيذ، والذي وضع حداً لخمسة عشر شهراً من الحرب.
ويواجه أكثر من مليوني فلسطيني غالبيتهم من النازحين معاناة لا توصف إثر الدمار الهائل الذي خلفته الحرب.
وقبل يوم من عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يحيي تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء الآمال بإحلال سلام دائم في قطاع غزة، ولو أن إسرائيل احتفظت بحق الرد على أي تجاوز لبنوده.
وأكّدت إسرائيل وقطر أمس الأحد أن وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في غزة بين إسرائيل وحركة حماس دخل حيز التنفيذ بعد تأخير، حين تلقت إسرائيل من حماس قائمة بأسماء ثلاث رهينات تم إطلاق سراحهن في وقت لاحق بعد الظهر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ الرهينات الثلاث اللواتي أُفرج عنهنّ مررن بمعاناة رهيبة. وأوضح نتنياهو خلال اتصال هاتفي مع مسؤول إسرائيلي أطلعه على الإفراج عن الرهينات "أعرف، والكل يعرف، أنهنّ اختبرن الجحيم. إنهنّ يخرجن من الظلمة إلى النور، من الاعتقال إلى الحرية".
وبحسب خطة وقف إطلاق النار، ستستعيد إسرائيل 33 رهينة تحتجزهم حماس في غزة منذ هجومها المفاجئ على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في سياق هدنة أولية مدتها 42 يومًا. ويتضمن الاتفاق إفراج إسرائيل عن العديد من المعتقلين الفلسطينيين وفق لوائح محددة.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التزامها الهدنة، لكنّها أكّدت أنّ ذلك "مرهون بالتزام" إسرائيل.
وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة في كلمة مصوّرة بثتها قناة الجزيرة "إننا، وكل اخواننا في فصائل المقاومة الفلسطينية، نعلن التزامنا اتفاق وقف النار والجاهزية بتنفيذ بنوده والالتزام بشروطه... في كل مراحل الصفقة، مع تأكيدنا أن كل ذلك مرهون بالالتزام من قبل العدو".