عبد الخالق عبدالله لـ"النهار": الإمارات تودّ أن تكون شريكاً كاملاً في بناء سوريا الجديدة

رأى أستاذ العلوم السياسية والكاتب الإماراتي الدكتور عبد الخالق عبدالله أن الإمارات تود أن تكون في طليعة الدول التي تساهم في استقرار سوريا وازدهارها ورفع العقوبات عنها.
وفي حديث لـ"النهار" عقب الانفتاح الإماراتي على السلطات السورية الجديدة بعد فترة ترقّب أعقبت سقوط النظام السوري، رأى عبدالله أن القلق الإماراتي في الأيام الأولى لسقوط النظام السوري كان "مشروعاً". وأعادت الإمارات أمس تأكيد موقفها الداعم لاستقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، بعد نحو شهر من إطاحة المعارضة بنظام بشار الأسد.
وجاء الموقف الإماراتي خلال محادثات في أبو ظبي بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وضيفه وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية أسعد الشيباني الذي زار الإمارات على رأس وفد من الحكومة الجديدة.
وأكد عبدالله بن زايد خلال اللقاء "وقوف دولة الإمارات إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ودعمها كافة الجهود الإقليمية والأممية التي تقود إلى تحقيق تطلعاته في الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة"، وفق وكالة "وام".
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال المستشار الديبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش خلال كلمة في مؤتمر في أبوظبي: "نسمع تصريحات معقولة وعقلانية حول الوحدة وعدم فرض نظام على جميع السوريين، لكن من ناحية أخرى، أعتقد أن طبيعة القوى الجديدة، ارتباطها بالإخوان، وارتباطها بالقاعدة، كلها مؤشرات مقلقة للغاية".
ويلفت عبدالله إلى أنه "في الأيام الأولى والأسبوع الأول كان لدى الإمارات كما العديد من الدول في المنطقة قلق حيال الأحداث السريعة والمتدفقة في سوريا، وحيال وصول هيئة تحرير الشام بهذه السرعة إلى قلب العاصمة السورية".
وبناء على ذلك، فإن "الهواجس في الأسبوع الأول كانت مشروعة بحكم الأحداث المذهلة، وبحكم عدم معرفة بمن هو سيد دمشق، وأيضاً بمعرفة خلفية هيئة التحرير الأصولية والمتشددة. وبالتالي كان هناك قلق، لكن مع مرور الوقت ومتابعة الأقوال والأفعال، بدأ المشهد يتضح أكثر فأكثر، وبدأت الإمارات مرة أخرى تعيد النظر في المستجدات على الساحة السورية، كما فعلت الكثير من الدول، عربية كانت أو عالمية".
وعما إذا كانت زيارة الوفد السوري بدّدت الهواجس الإماراتية أو قلّصتها، قال: "الآن بعد مرور شهر تقريباً، ازداد الاطمئنان وتراجع القلق، وبالتالي ما سمعناه وما شهدناه في شهر يدعو للإعجاب، لجهة القدرة على تحقيق الأمن والسلام والانتقال السلس ليس فقط عبر الأقوال وإنما عبر الأفعال".
وعن مستقبل العلاقات الإماراتية مع السلطات الجديدة في سوريا قال عبدالله: "الإمارات استقبلت وزير خارجية سوريا أفضل استقبال. وأعتقد أن الإمارات اليوم تود أن تكون في طليعة الدول التي تساهم في استقرار سوريا وازدهارها ورفع العقوبات عنها، وأن تصبح شريكاً استراتيجياً لها. كل هذا الآن مطروح وبالتالي القلق قد انتهى، والتوجس لم يعد قائماً، وثمة تفاؤل وأمل بأن سوريا تتجه نحو الأفضل، والإمارات تودّ أن تكون شريكاً كامل الشراكة في بناء سوريا الجديدة".