حروب الشرق الأوسط في 2025 رهن بـ 3 رجال مشاكسين

تستمر تداعيات الحرب الاسرائيلية التي بدأت في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، على مستقبل الشرق الأوسط. وتبين أن الصراع سيكون أطول وأكثر تعقيداً مما كان متوقعاً. ويعتمد سير الأحداث على ثلاث شخصيات مسنة مشاكسة، قادرة على التأثير بشكل كبير في تصعيد أو تهدئة الأوضاع في المنطقة.
عندما بدأت الحرب الاسرائيلية على غزة في أواخر عام 2023، اعتقد بعض الجنرالات الإسرائيليين أنها ستنتهي في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر. وذهب عدد قليل من المراقبين إلى القول إنها ستستمر لأكثر من عام. ولم يقدر الا بعض الخبراء أن يتم توجيه ضربات قاضية إلى "حزب الله" في لبنان، أو تبادل القصف بين إيران وإسرائيل.
وعموماً، انهارت عام 2024 الفرضيات التي بدت وكأنها تحكم المنطقة لعقود في غضون أشهر.
وبحسب مجلة "الايكونوميست"، ستستمر الحرب في تشكيل الشرق الأوسط في العام المقبل. وحتى أفضل السيناريوهات قاتم، وسيكون الطريق الذي ستسلكه المنطقة رهناً إلى حد كبير بثلاثة رجال مسنين مشاكسين: المرشد الايراني آيه الله علي خامنئي، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب.
يبدو خامنئي متوتراً بشأن الصراع المباشر مع إسرائيل، ولكنه يبدو أيضاً مستعداً له للمرة الأولى في تاريخ إيران. ومن غير المرجح أن يكون قصف الصواريخ الباليستية الذي وافق عليه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي هو الأخير.
أما بالنسبة لنتنياهو، فأصبح تصميمه واضحا على توجيه ضربة أقوى ليس فقط إلى وكلاء إيران بل إلى إيران نفسها.
مع وصول ترامب، قد يكون لنتنياهو شريك في البيت الأبيض على استعداد لدعمها في ممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران.
وفي المقابل، يراهن المتفائلون على أن ترامب لا يريد حربًا تخيّم على بداية رئاسته. وإذا دفع لوقف اطلاق النار فلن يمكن لنتنياهو تجاهله كما فعل مع الرئيس جو بايدن. ومع ذلك، سيكون ذلك استراتحة موقتة للفلسطينيين واللبنانيين.
ووفقًا لبعض التقديرات، فقد فرّ بالفعل أكثر من 10% من سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، وغالبًا ما دفعوا مبالغ طائلة للوصول إلى مصر. وسيستمر هذا النزوح في عام 2025. وسيقضي من بقي في غزة معظم العام في خيم وملاجئ مؤقتة. وستكون عملية إعادة الإعمار بطيئة، هذا إن بدأت أصلاً. وسيواصل نتنياهو رفض الحديث عن ترتيبات ما بعد الحرب في القطاع.
وقد يكون ترامب أكثر اهتمامًا بلبنان، خاصة حاليا لأن صهره لبنانيًا.
ولعل الهدنة بين إسرائيل و"حزب الله" في تشرين الثاني (نوفمبر) أوقفت بعض القتال، ولكنها لم تحل الأزمة بشكل كامل. فحتى مع هذا الاتفاق الذي نصّ على انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا من جنوب لبنان في أجل لا يتعدى 60 يوما، تواصل إسرائيل خرق الهدنة.
وبافتراض انتهاء النزاع في غزة، قد يخيب أمل أولئك الذين يأملون أن تحسن وضع الفلسطينيين في غزة. فالتاريخ يشير إلى أنه لن يضغط على نتنياهو. فقد أظهر ترامب القليل من الاهتمام بمحنة الفلسطينيين خلال ولايته الأولى.
السؤال الكبير هو ما إذا كان القتال سيتوسع أكثر بين ايران واسرائيل. هناك بالفعل نقاش محتدم في إيران حول ما إذا كانت البلاد ستصنع سلاحًا نوويًا. وإذا لم تعد طهران قادرة على ردع إسرائيل بالوسائل التقليدية، كما يقول المحللون، فربما تحتاج إلى القنبلة. وفي هذا الصدد، يرغب نتنياهو في الحصول على مساعدة أميركية لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وسيكون ترامب بين جناح الصقور في حزبه، الذي يدعم مثل هذه الخطوة وجناح انعزالي يريد تجنب التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط.
شكلت الحرب الاسرائيلية على غزة نقطة تحول في منطقة كانت تشهد صراعات مستمرة. في عامي 2024 و2025، ستظل تأثيرات هذه الحرب تشكل ملامح مستقبل الشرق الأوسط. ستكون السنوات المقبلة حاسمة في تحديد مسار السلام أو استمرار النزاع الذي يهدد استقرار المنطقة.