الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

نعم إنه خلاف حضارات!

المصدر: "دليل النهار"
اندره جدع
A+ A-

مش انو في تصادم بالأفكار أو في نقاط خلافية بل هو خلاف جذري من الوريد الى الوريد مع هوة سحيقة لا نهاية لها، وعلى ما يبدو لا أمل ولا بصيص نور، مثل تلك النظرية عن الخطين المتوازيين اللذين لا يلتقيان إلا بإذن الله... الصورة الواضحة حالياً، البوزيتيف والنيغاتيف، كانت كما يلي: مرحبا لحضارة الفنون والإبداع ومرحبا لأمسيات موسيقية فيلهارمونية تغذي الروح، وعروض راقصة حملت على أجنحتها الخفيفة ناس الإبداع وطارت بهم الى عالم ساحر بنسماته وأنغامه وإيقاعاته... كانت الأمسيات في العاصمة بين كنيسة القديس يوسف ومسرح "دوار الشمس"، وبالتزامن معها سمفونية تفجيرات وأحزمة انتحارية وضحايا عنف مستورد من عصور جاهلية متحجرة أباحت لنفسها استحضار الخالق والزج به في عمليات إجرامية وسفك دماء رغم أنه ينبوع المحبة والسلام، ولم يعط الإذن بالقتل لمين ما كان يكون.


وبكره بيطلع حدا وبيتفلسف اننا نفرّق بين "الحضارات" وضروري بين مزدوجين! "والأنكى" في هذا الموضوع اعتبار فئة "العنف المبرمج" أن الفنون هي دعارة بكل معنى الكلمة، حتى التلفزيون آلة من صنع الشيطان والويل الويل لكم اذا تجرأتم وتحدثتم عن السينما التي هي بدعة ابليس اللئيم عدو الله... وهون نرجع للسؤال الاول، كيف يمكن للخطين المتوازيين أن يلتقيا مع نظريات من بينها أن المرأة يجب ألاّ تتحمم بالصابون لأنه مذكّر وألاّ تنام بجانب الجدار لأنه أيضا مذكر ابن الكلب مع أنه "حيط"، ومش ممكن تكون "نيته عاطلة"، هو "حيط" يا زلمي! أو تحريم قيادة السيارات لكل الحريم لأن "مسكة الفيتاس" توحي بأفكار شهوانية، ويا للهول... وبالنتيجة سنبقى نستمتع بالفنون الراقية، موسيقى ورقص ومسرح، مع اقتناع راسخ بأن كل ما هو جميل هو من المبدع الأول خالق هذا الكون.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم