التقرير الأسبوعي لبنك عوده: إقبال أجنبي لافت على الأوروبوند مع انطلاق المؤتمرات الدولية الداعمة للبنان

مع انطلاق المؤتمرات الدولية الداعمة للبنان ولقواته العسكرية والأمنية في روما هذا الأسبوع ومع ترقب مؤتمر "سيدر" في بداية الشهر المقبل، شهدت الأسواق المالية اللبنانية إقبالاً أجنبياً لافتاً في سوق سندات الأوروبوند انعكس ارتفاعاً في الأسعار وتقلصات في الهوامش، فيما سجلت سوق الأسهم ارتفاعاً طفيفاً في الأسعار ترافق مع تراجع في أحجام التداول، وحافظت سوق القطع على توازنها في وقت واصلت فيه الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان منحاها التصاعدي منذ بداية العام 2018، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، أقبل المستثمرون المؤسساتيون الأجانب على شراء سندات الأوروبوند اللبنانية ما انعكس تراجعاً في المردود بمقدار 32 نقطة أساس إلى 6.48% وتقلصاً في متوسطBid Z-spread المثقل بمقدار 34 نقطة أساس إلى 409 نقطة أساس. كذلك، تقلص هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات بمقدار 20 نقطة أساس ليبلغ 420 نقطة أساس. وعلى صعيد سوق الأسهم، تراجعت قيمة التداول الاسمية بنسبة 32% أسبوعياً لتبلغ زهاء 5 مليون دولار، فيما ارتفع قليلاً مؤشر الأسعار بنسبة 0.2%، مدعوماً بزيادات في أسعار بعض الأسهم المصرفية. وفي ما يتعلق بسوق القطع، ظلت قوى العرض والطلب متوازنة، بينما تداولت المصارف التجارية الدولار فيما بينها بسعر 1514 ل.ل. وواصلت الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان مسلكها التصاعدي لتبلغ زهاء 43.4 مليار دولار في منتصف شهر آذار 2018. 

الأسواق

في سوق النقد: وسط استمرار توافر السيولة بالليرة بشكل مريح، ظل معدل الفائدة من يوم إلى يوم مستقراً عند 4.3% هذا الأسبوع. من ناحية أخرى، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان أن الودائع المصرفية المقيمة سجلت ارتفاعاً قيمته 428 مليار ليرة خلال الأسبوع المنتهي في 1 آذار 2018، نتيجة زيادة الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 538 مليار ليرة وسط نمو في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 443 مليار ليرة وارتفاع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 95 مليار ليرة، بينما تراجعت الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 110 مليار ليرة (أي ما يعادل 73 مليون دولار). ويقارن الارتفاع في الودائع بالليرة مع متوسط ارتفاع أسبوعي قيمته 141 مليار ليرة منذ بداية العام 2018، كما يقارن التراجع في الودائع بالعملات الأجنبية مع متوسط انخفاض أسبوعي قيمته 41 مليون دولار خلال الفترة المذكورة. في هذا السياق، اتسعت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) بقيمة 643 مليار ليرة وسط ارتفاع في حجم النقد المتداول بقيمة 210 مليار ليرة ونمو طفيف في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 5 مليار ليرة. وعلى المستوى التراكمي، تكون الودائع المصرفية المقيمة قد نمت بقيمة 1063 مليار ليرة منذ بداية العام 2018، بفعل زيادة الودائع بالليرة بقيمة 1668 مليار ليرة، بينما تراجعت الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 605 مليار ليرة (أي ما يعادل 401 مليون دولار). 

في سوق سندات الخزينة: لا زالت السوق الأولية لسندات الخزينة بالليرة تسجل فوائض أسبوعية منذ بداية العام 2018. في التفاصيل، أظهرت نتائج المناقصات المنعقدة بتاريخ 8 آذار 2018 أن مجموع الاكتتابات بلغ 557 مليار ليرة، توزع بين 101 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر و106 مليار ليرة في فئة السنة و350 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات، بينما بلغت الاستحقاقات زهاء 367 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي بقيمة 190 مليار ليرة. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى اتساع محفظة مصرف لبنان لسندات الخزينة بالليرة بقيمة 3971 مليار ليرة خلال الشهرين الأولين من العام 2018. إلى ذلك، أظهرت النتائج الأولية للمناقضات بتاريخ 15 آذار 2018 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بنسبة 7.86% من طروحاتها في فئة العشر سنوات (بمردود 7.46%)، بينما سمح لها الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.99%) وفئة السنتين (بمردود 5.84%).

في سوق القطع: ظل التوازن السمة الأساسية التي تميز أداء سوق القطع هذا الأسبوع، إذ استمر الطلب التجاري على الدولار، بينما ظلت العروض خفيفة نوعاً ما في ظل رغبة بعض المتعاملين في تعزيز مراكز القطع لديهم احتساباً لدفع أنصبة الأرباح. في هذا السياق، استقر سعر تداول الدولار داخل سوق الإنتربنك على 1514 ل.ل. هذا وقد أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية في 15 آذار 2018 أن الموجودات الخارجية سجلت ارتفاعاً طفيفاً قيمته 52 مليون دولار خلال النصف الأول من آذار لتبلغ زهاء 43.4 مليار دولار في منتصف الشهر، بحيث غطت 82% من الكتلة النقدية بالليرة.

في سوق الأسهم: بلغت قيمة التداول الاسمية في بورصة بيروت زهاء 4.7 مليون دولار هذا الأسبوع (فيما عدا عمليات خارج الردهة على أسهم "بنك عوده العادية" من ضمنها عملية الاستثمار التي قام بها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بقيمة 65 مليون دولار). ويقارن حجم التداول في البورصة هذا الأسبوع مع حجم تداول بقيمة 7.0 مليون دولار في الأسبوع السابق ومتوسط حجم تداول أسبوعي بقيمة 7.1 مليون دولار منذ بداية العام 2018. وقد استحوذت الأسهم المصرفية على 75.51% من النشاط، تلتها أسهم "سوليدير" بنسبة 24.41% فالأسهم الصناعية بنسبة 0.09%. أما على صعيد الأسعار، فقد ارتفع قليلاً مؤشر الأسعار بنسبة 0.2% إلى 99.71. في التفاصيل، ارتفعت أسعار 6 أسهم من أصل 13 سهماً جرى تداولها، بينما تراجعت أسعار 3 أسهم وظلت أسعار 4 أسهم مستقرة. وكانت أسهم "سوليدير "أ" و"ب" الخاسر الأكبر لهذا الأسبوع إذ سجل كل منها انخفاضاً في الأسعار نسبته 1.6% لتقفل على 8.08 دولار و7.99 دولار على التوالي. أما الرابح الأكبر لهذا الأسبوع فكانت أسهم "بنك عوده العادية" والتي سجلت ارتفاعاً في أسعارها نسبته 1.8% لتقفل على 6.11 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند: ظلت سوق سندات الأوروبوند اللبنانية تشهد إقبالاً أجنبياً لافتاً هذا الأسبوع ترافق مع انطلاق المؤتمرات الدولية الداعمة للبنان. في التفاصيل، ظهر طلب خارجي على طول منحنى المردود، ولا سيما على الأوراق المتوسطة والطويلة الأجل التي تستحق في العام 2026 و2027 و2028 و2030 و2032 و2037. وانعكس ذلك تراجعاً في متوسط المردود المثقل من 6.86% في الأسبوع السابق إلى 6.48% هذ الأسبوع. كذلك، تقلص متوسطBid Z-spread المثقل بمقدار 34 نقطة أساس إلى 409 نقطة أساس وسط تراجع في المردود الأجنبي. فعلي سبيل المثال، تراجع المردود على سندات الخزينة الأميركية من فئة الخمس سنوات من 2.65% في الأسبوع السابق إلى 2.62% هذا الأسبوع بعد أن أظهرت آخر الإحصاءات الأميركية تراجعاً غير متوقع في المبيعات بالتجزئة في الولايات المتحدة في شباط 2018، في إشارة إلى أن ذلك يمكن أن يلقي بثقله على النمو الاقتصادي. وعلى صعيد كلفة تأمين الدين، واصل هامش مقايضة المخاطر الائتمانية لخمس سنوات مسلكه التراجعي، حيث تقلص من 440 نقطة أساس في الأسبوع السابق إلى 420 نقطة أساس هذا الأسبوع.