اشترِك في نشرتنا الإخبارية
ليس الرئيس الاميركي باراك أوباما رجلا متدينا علنا، اذ نادرا ما يذهب وعائلته الى الكنيسة، ويكاد تقريبا لا يتكلم في العلن عن علاقته الخاصة بإيمانه المسيحي. غير انه بعيدا من عيون الناس، فقد نمّى بعناية، على ما يقول مستشاروه من مدة طويلة، فهما روحيا شكّل آلية اساسية خلال الأوقات العصيبة، في وقت بدت العقبات امام حكم أمة منقسمة بعمق مستعصية على الحل تقريبا.
كل سنة في 4 آب، عيد ميلاد الرئيس، يجتمع اوباما بمجموعة من القساوسة على الهاتف ليتلقى صلواتهم له للسنة المقبلة. وخلال أصعب الأوقات، يتم تنظيم حلقات صلاة مع شخصيات دينية بارزة. وخلال الاعوام الخمسة الماضية، وحتى قبل ان يصل معظم مساعديه إلى البيت الأبيض، قرأ أوباما صباح كل يوم نصا تأمليا ارسل إلى هاتفه الـ"بلاك بيري" الخاص، وفيه جمع لآيات من الكتاب المقدس مع تأملات من شخصيات أدبية، مثل مايا أنجيلو وسي.س لويس. "لقد رأيت بالتأكيد إيمان الرئيس ينمو خلال توليه الحكم"، يقول جوشوا دوبوا، وهو مستشار روحي غير رسمي لاوباما يكتب النصوص التأملية الروحية. "عندما تغذي إيمانك، ينمو".
صورة أوباما كشخص يعتمد كثيرا على الإيمان لتوجيه حياته اليومية تتناقض مع شخصيته العامة. فبكونه كتوما للغاية، فقد نأى بشخصه عن الجميع، ما عدا الأوصاف الأكثر عمومية لحياته الروحية. "احيانا، أبحث في الكتاب المقدس لاحدد أفضل السبل لتحقيق توازن في حياتي كرئيس وزوج واب"، قال أوباما في شباط في فطور الصلاة الوطنية. "غالبا ما أبحث في الكتاب المقدس كي اتوصل الى معرفة السبيل لأكون رجلا أفضل، وكذلك رئيسا أفضل".
في السنوات الاخيرة من حكمه، يخطط اوباما لمواصلة تأملاته الصباحية، واتصاله الهاتفي بالقساوسة في عيد ميلاده وحلقات الصلاة، يقول مسؤول كبير في الادارة غير مخول التعليق باسمه على حياة أوباما الروحية، وطلب عدم ذكر اسمه. ويشير الى ان اوباما يقول ايضا للموظفين سرا انه مهتم بمسؤولياته الروحية الخاصة تجاه الامة.
في أوقات الأزمات، من الأعاصير المدمرة الى حوادث اطلاق النار المأسوية في المدارس، ينظر العديد من الأميركيين إلى رئيسهم كمصدر للقوة والراحة. "هذا المنصب يميل الى جعل الشخص يصلي أكثر"، قال أوباما العام الماضي في مقابلة مع مجلة "كاتيدرال آيج".
