الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

ذكرى 13 تشرين الأول... عودة واستحقاقات... الدولة "تتأهب" بين الضغوط والتغريدات

المصدر: "النهار"
ذكرى 13 تشرين الأول... عودة واستحقاقات... الدولة "تتأهب" بين الضغوط والتغريدات
ذكرى 13 تشرين الأول... عودة واستحقاقات... الدولة "تتأهب" بين الضغوط والتغريدات
A+ A-

استعاد قصر بعبدا ذكرى 13 تشرين الاول، بتأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عودة الحق إلى أصحابه، فيما عادت تغريدات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج سامر السبهان التويترية، لتطرح تساؤلات حول التصعيد ضد "حزب الله" في سياق الحملة الدولية، خصوصاً الأميركية عليه، وما يتركه ذلك من أثر على لبنان، خصوصاً بعد القرارات التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إيران وتحديداً العقوبات المحتملة ضد الحرس الثوري الإيراني. 

في ذكرى 13 تشرين الأول 1990، يطرح السؤال عما اذا كان اللبنانيون قد تعلموا من تجربتهم، وما إذا كانوا قد قوموا فعلاً ما حصل منذ ذلك الوقت، بعدما تغيرت الظروف السياسية المحلية والاقليمية والدولية، وتبدلت التوازنات، فعاد العماد ميشال عون الى القصر الذي خرج منه بفعل القصف السوري. عاد رئيساً للجمهورية بتسوية بين الفرقاء اللبنانيين وتغطية اقليمية ودولية، لكن من دون أن نشهد حتى اليوم تغيراً على مستوى الدولة وطريقة عملها، علماً أن العهد قد مر عليه سنة، ولم يسجل خلالها اختراقات للعودة الى عمل المؤسسات، وفق مصادر سياسية واكبت المرحلة السابقة، وذلك على رغم ما يحكى عن انجازات تحققت في عمل الحكومة والمشاريع التي أقرت في مجلس النواب.

أعاد رئيس الجمهورية التأكيد، "ان قضيتنا لم تكن عفوية وشعبوية بل كانت قضية تمس اسس بناء الدولة، ذلك ان الدولة التي لا تتمتع بسيادة واستقلال وحرية لا يمكنها ان تبني نفسها بنفسها". واعتبر ان "اليوم هو زمن عودة الحق الى اصحابه"، متمنيا ان "تحمل الانتخابات النيابية عقلية وذهنية جديدتين تتأقلمان مع المتغيرات التي تشهدها دول العالم كافة". لكن الأمور في الدولة ليست على ما يرام وفق ما تقول المصادر التي اعتبرت أن وصول الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة حصل نتيجة تسوية محكومة بسقوف العلاقة بين القوى السياسية والطائفية الحاكمة في البلد، لذا فإن القدرة على التغيير، إذا كان هذا هو الهدف الرئيسي للعهد، سيصطدم بالتناقضات التي أنتجت التسوية نفسها، وهو ما شهدنا أمثلة عليه خلال السنة المنصرمة، وأدت إلى تعليق الكثير من المشاريع المهمة في البلد، لا بل أنها أدت الى تسويات قد يكون بعضها يخالف المبادئ والثوابت التي يجري الحديث عنها عند كل مناسبة، وفي مقدمها القانون.

وتطرح المصادر في هذه الذكرى مستقبل علاقة العهد مع النظام السوري، خصوصاً كشف مصير مئات اللبنانيين المخفيين في سجونه، إضافة الى ملف اللاجئين، وما اذا كانت هذه العلاقة التي تجددت مع لقاءات وزير الخارجية جبران باسيل وأركان النظام السوري، ستؤدي الى تطبيع كامل تزول معه كل الملفات الخلافية العالقة. وتشير في هذا الصدد الى أن الرئيس عون أعاد تموضعه السياسي منذ عام 2007، متسائلة عن مستقبل التسوية مع "القوات اللبنانية" والاتفاق بين الطرفين والذي تزعزع أخيراً في بعض القرارات الحكومية ، وكذلك عن التحالف المتين مع "حزب الله" ومكونات فريق 8 آذار عموما، علماً أن هذا التحالف ساهم في تبدل الصورة الدولية والاقليمية تجاه لبنان، مع استمرار مشاركة "حزب الله" الى جانب النظام في الحرب السورية، وهو الذي لم يعترض عليه الرئيس عون، بل أكد في المحافل الدولية استمرار الغطاء لسلاح "حزب الله" كمقاومة ضد اسرائيل.

وتطرح هذه الذكرى في الوضع السياسي الراهن، تحديات كبرى، إذ كيف سيكون عليه الوضع اللبناني مع استمرار الحملة الدولية والاقليمية على "حزب الله"؟ وماذا عن التأثيرات والتداعيات على لبنان. لذا تشير المصادر الى أن موقع الرئاسة سيكون أمامه منعطفات مصيرية، وعليه الاستفادة من التجربة لرسم معالم السياسة التي تعيد بناء الدولة وتخرجها من الاصطفافات، بعيداً من المحاور، والعمل على مكافحة الفساد ببناء المؤسسات.

في المقابل عادت تغريدات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج سامر السبهان التويترية الدورية، لتطرح أسئلة عن تطورات محتملة واجراءات جديدة ضد "حزب الله". وكان اللافت هذه المرة تغريداته التي تحمل رسائل مختلفة، فهو استخدم وصف "الدواعش والقاعدة" تجاه الحزب، حيث تقول مصادر سياسية أن توقيت هذه التغريدات تدرج في زيادة الضغط على "حزب الله، لتزامنها كموقف سعودي مع الضغوط الدولية على الحزب، خصوصاً العقوبات الاميركية المتوقعة اعلانها قريبا، وارتفاع منسوب التوتر بين واشنطن وطهران على خلفية الاتفاق النووي الذي دفع به الرئيس دونالد ترامب الى سقفه الأعلى، مع احتمال ادراج العقوبات على الحرس الثوري الإيراني.

وعلى رغم رد السيد حسن نصرالله أخيراً على الموقف السعودي، الا أن السبهان استمر مصعداً في تغريداته، ما يدعو وفق المصادر السياسية الى ضرورة التنبه الى أن البلد قد يواجه مرحلة صعبة للغاية في ظل الضغوط الاقليمية والدولية، قد يكون عنوانها "حزب الله" لكن لبنان سيكون الأكثر تأثراً بها على مختلف المستويات.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم