التقرير الأسبوعي لبنك عوده: سندات الأوروبوند اللبنانية تواصل منحاها التنازلي

وسط أجواء من التوافق السياسي وحصول خروقات لأزمة سلسلة الرتب والرواتب وإحالة القانون الضريبي المعدّل إلى المجلس النيابي، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع توازناً بين قوى العرض والطلب في سوق القطع، وزيادة في النشاط في سوق الأسهم ترافق مع استقرار في الأسعار، بينما واصلت أسعار سندات الأوروبوند اللبنانية منحاها التراجعي، كما ورد في التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، ظل النشاط متوازناً في سوق القطع، وظلت المصارف اللبنانية تتداول الدولار فيما بينها بسعر 1514 ل.ل.-1514.50 ل.ل. وسط ظهور بعض التحويلات الخفيفة الحجملصالح الليرة وازدياد الطلب التجاري على الدولار. وفي ما يتعلق بسوق الأسهم، ارتفعت أحجام التداول في بورصة بيروت أربعة أضعاف هذا الأسبوع لتبلغ زهاء 34 مليون دولار، مدعومة بعمليات تبادل كبيرة على أسهم "بنك عوده العادية"، بينما سجل مؤشر الأسعار ارتفاعاً طفيفاً جداً نسبته 0.1% وسط تحركات متفاوتة في أسعار الأسهم المصرفية. يجدر الذكر أن معدل دوران الأسهم، المحتسب على أساس قيمة التداول على أساس سنوي إلى الرسملة السوقية، بلغ 6.1% في الأشهر التسعة الأولى من العام 2017 وهو أحد أدنى المستويات في الأسواق الناشئة، مما يقف شاهداً على ضعف السيولة وتراجع النشاط داخل بورصة بيروت.وعلى صعيد سوق سندات الأوروبوند، ظلت الأسعار تسلك مسلكاً تنازلياً وسط بيوعات أجنبية صافية، ومتبعة المنحى التراجعي لأسعار سندات الخزينة الأميركية إثر الزيادةغير المتوقعة في طلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة في آب 2017، في حين ظل هامش مقايضة المخاطر الإئتمانية لخمس سنوات مستقراً عند 445 نقطة أساس. 

الأسواق

في سوق النقد: وسط استمرارتوافر السيولة بالليرة، ظل معدلالفائدة من يوم إلى يوممستقراً عند4.0%هذا الأسبوع. من ناحية أخرى، سجلتالودائع المصرفية المقيمة خلال الأسبوع المنتهي في 14 أيلول 2017 أول تراجع أسبوعي لها منذ منتصف شهر آب 2017، حيث انخفضت بقيمة 187 مليار ليرة نتيجة تراجع الودائع بالليرة بقيمة 44 مليار ليرة وسط تراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 10 مليار ليرة وتراجع في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 34 مليار ليرة، إضافة إلى انخفاض الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 143 مليار ليرة (أي ما يعادل 95 مليون دولار).ويقارن تراجع الودائع بالليرة مع متوسط نمو أسبوعي قيمته 34 مليار ليرةمنذ بداية العام 2017، كما يقارن انخفاض الودائع بالعملات الأجنبية مع متوسط ارتفاع أسبوعي قيمته 158 مليون دولار خلال الفترة نفسها. في هذا السياق، تقلصت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) بمقدار 205 مليار ليرة وسط ارتفاعفي محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 155 مليار ليرة وتراجعفي حجم النقد المتداول بقيمة 173 مليار ليرة خلال الأسبوع المذكور.عليه،تكون الودائع المصرفية المقيمة قد سجلت زيادةقيمتها9635 مليار ليرة منذ بداية العام 2017، مدعومة بشكل أساسي بزيادة الودائع بالعملات الأجنبية التي استحوذت على 87.8% من مجموع النمو. 

في سوق سندات الخزينة:سجلت السوق الأولية لسندات الخزينة فائضاً اسمياً بقيمة 297 مليار ليرة خلال المناقصات بتاريخ 21 أيلول 2017، حيث بلغ مجموع الاكتتابات زهاء 372 مليار ليرة توزعت بين 152 مليار ليرة في فئة الثلاثةأشهر و90 مليار ليرة في فئة السنةو130 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات، بينما بلغ مجموع الاستحقاقات نحو 75 مليار ليرة.إلى ذلك، أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 28أيلول 2017 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بنسبة5.03% فقط من طروحاتها في فئة العشر سنوات (بمردود 7.46%) وسط إقبال على التوظيف في الفئات الطويلة الأجل ذات المرود المرتفع على أثر العمليات التي أطلقها مصرف لبنان مؤخراً، بينما سمح للمتعاملين الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.99%) وفئة السنتين (بمردود 5.84%).يجدر الذكر أن السوق الأولية سجلت فائضاً اسمياً قيمته 1101 مليار ليرة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2017،في حين اتسعت محفظة سندات الخزينة بالليرة لدى مصرف لبنان بقيمة 3255 مليار ليرة خلال الفترة المذكورةإثراستمرار مصرف لبنان بتأدية دور الوساطة بين المصارف والدولة.

أما على صعيد السوق الثانوية، فقد سجل هذا الأسبوع تداول للأوراق التي تستحق في العام 2024 و2026 و2027 بمقدار 75 نقطة أساس دون منحنى المردود وسط استمرار عمليات مصرف لبنان التي اشترطت توظيف التسهيلات الممنوحة بالليرة من قبل المركزي في السوق الأولية أو الثانوية لسندات الخزينة.

في سوق القطع:قام بعض المتعاملين بتحويل وفوراتهم بالعملات الأجنبية لصالح الليرة اللبنانية سعياً وراء تأمين سيولة كافية بالعملة الوطنية لسداد رواتب الموظفين مع نهاية شهر أيلول، بينما سجلت زيادة مطردة في الطلب التجاري على العملة الخضراء. في هذا السياق، ظلت المصارف التجارية تتداول الدولار فيما بينها بسعر راوح بين 1514 ل.ل. و1514.50 ل.ل.(أي أعلى بقليل من الحد الأعلى لهامش تدخل مصرف لبنان).

في سوق الأسهم:زادت قيمة التداول الاسمية نحو أربعة أضعاف هذا الأسبوع بالمقارنة مع الأسبوع السابق لتبلغ زهاء 34.2 مليون دولار، بحيث استحوذت أسهم "بنك عوده العادية" على 91% من المجموع نتيجة عمليات تبادل كبيرة. ويقارن حجم النشاط هذا الأسبوع مع متوسط أسبوعيبقيمة 11.8 مليون دولارمنذ بداية العام 2017.وعلى صعيد الأسعار، سجل مؤشر الأسعار ارتفاعاً طفيفاً جداً نسبته 0.1% إثر تسجيل تحركات متفاوتة في أسعار الأسهم المصرفية ليقفل على 99.77. في التفاصيل، تراجعت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 0.3% إلى 5.83 دولار. وانخفضت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 1.7% إلى 5.90 دولار. وتراجعت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 0.6% إلى 1.60 دولار. في المقابل، ارتفعت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية بنسبة 0.9% إلى 11.50 دولار. وزادت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" بنسبة 1.2% إلى 12.65 دولار. وارتفعت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 4.0% إلى 13.01 دولار.

في سوق سندات الأوروبوند:شهدتسوق سنداتالأوروبوند اللبنانية نشاطاً خفيفاً هذا الأسبوع،ذاكأن أنظار المتعاملين اتجهت نحو الإصدار السيادي الجديد الذي أطلقته المملكة العربية السعودية.وظلت أسعار السندات اللبنانية تسلك منحى تنازلياً، متقفيةالمسلك التراجعي لأسعار سندات الخزينة الأميركية إثر الزيادة غير المتوقعة في الطلبيات على السلع المعمرة خلال شهر آب 2017، ونتيجة ظهور بيوعات أجنبية صافية ولا سيما على الأوراق الطويلة الأجل.في هذا السياق، ارتفع متوسط المردود المثقل بمقدار 7 نقاط أساس إلى 5.91%،فيما اتسع قليلاً متوسط Bid Z-spread المثقل بمقدار نقطتي أساس إلى 422 نقطة أساس وسط ارتفاع في المردود على سندات الخزينة الأميركية. فعلى سبيل المثال، ارتفع المردود على سندات الخزينة الأميركية من فئة 10 سنوات من 2.25% في نهاية الأسبوع السابق إلى 2.31% هذا الأسبوع. وعلى صعيد كلفة تأمين الدين، تراوح هامش مقايضة المخاطر لخمس سنوات بين 435 و455 نقطة أساس هذا الأسبوع بالمقارنة مع 440-450 نقطة أساسفي الأسبوع السابق.