محطات غنائية تتوّج احتفالية "تراثي تراثك" في طرابلس

أعرب الموسيقار العالمي عازف البيانو اللبناني الأصل عمر حرفوش عن سعادته بالغناء في الهواء الطلق "في مدينتي بعد 30 سنة".

قال حرفوش كلامه في مناسبة احتفال ختام أيام "تراثي تراثك" على أدراج قهوة التل العليا التراثية، وأضاف لـ"النهار": "المدينة هي رمزي اينما كنت، ولكن نادرا ما آتي الى هنا. أقيم في باريس، وسوف أقدم اليوم مقطوعة موسيقية كلاسيكية من تأليفي، ومقطوعة شرقية وثالثة ألفتها منذ يومين اسمها "بالاس اوتيل" نسبة الى فندق قديم في منطقة التل يحمل هذا الاسم، وقد كنت اراه في طفولتي، وقبل يومين زرته وتعرفت الى اقسامه، ومن على شرفته شاهدت التل والساعة الشهيرة، فاستوحيت هذه المقطوعة الجديدة".

وتناول بعضا من ذكريات طفولته في طرابلس حيث كان يسكن في شارع مار مارون، وقال: "كنت امر يوميا في التل مشيا، في طريقي الى مدرسة الفرير ذهابا وايابا مشيا".

وذكر ان الفرقة التي ترافقه تضم انا بنداريكو ويوسف بنداريس ومحمد العتر.

وقد شهد درج قهوة التل العليا في الوسط التجاري بطرابلس مهرجان ختام الأيام التراثية التي احيتها ونظمتها "الجمعية الفرنسية للحفاظ على تراث طرابلس" و"تراث بلا حدود"، واستمرت لثلاثة أيام في مدينتي طرابلس والميناء تحت عنوان "تراثي تراثك" للسنة الثانية على التوالي، بدعم من وزارات التربية والسياحة والثقافة.

شارك في الحفل الختامي الوزير السابق أشرف ريفي وعقيلته سليمة ريفي- رئيسة جمعية "طرابلس حياة"، ورئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين، وعقيلة النائب احمد فتفت رولا فتفت، وحشد من الأهالي وفاعليات محلية.

ونوّهت رئيسة الجمعية جمانة شهال تدمري بأهمية فعاليات هذا المهرجان الذي سينعقد سنويا لإظهار تراث مدينة طرابلس الفيحاء، على غرار الاحتفاليات التي تشهدها مدن العالم، حيث شمل برنامج الاحتفالات في طرابلس في يومه الأول أنشطة تربوية تراثية في برج السباع التاريخي والأثري في الميناء، إضافة إلى أمسيات شعرية، وموسيقية، واوبرالية، وعروض صوت وضوء للمرة الأولى في لبنان، ومعرضا للمنمنمات بالتعاون مع جمعية "شباب البلد"، وتكريم عدد من الفنانين.

وقالت شهال لـ"النهار": "هذه الأنشطة تبرز أهمية طرابلس كمدينة رائدة وخلاّقة لمشاريع جديدة تهدف إلى الإهتمام بالتراث من الأجيال الشابة والدفع بالناشئة للحفاظ على النواحي والأماكن التراثية، ومنع العبث بها وتشويهها، وتضمّن اليوم الختامي على درج مقهى التل العليا أعمال رسم لفنانين، وتجميلا وتشجيرا لجوانب الدرج لإبراز الاهتمام بالبيئة، وعزفا على البيانو للفنان عمر حرفوش، ووصلات فنية، وبذلك تتفرد طرابلس عن سائر المدن اللبنانية بهذه الأنشطة التي لاقت تقديرا من الوزارات الداعمة".

ونوهت بقدوم عدد من الفنانين والناشطين في المجالات الثقافية والفنية من فرنسا، وهم من اصل لبناني إلى طرابلس للمشاركة في فعاليات المهرجان، آملت ان تستمر العروض الفنية والتراثية على "درج الفن" كما سمته، خلال شهر رمضان، والاستفادة من وجود "مقهى ومطعم التل العليا" في تلبية طلبات الزوار من مأكل ومشرب، ولا سيما أن هذا المقهى تراثي وله اهمية بارزة في ذاكرة المدينة.

وتحدثت عن مشروع "تراثي تراثك" الذي اصبح برنامجا مدرسيا بالتعاون مع وزارة التربية، هدفه التحفيز على التراث لدى طلاب المدارس، وعبرهم يتم تحسيس أهلهم على التراث، وقد نجح هذا المشروع في السنة الماضية وانبثق منه برنامج ايام تراثية كموعد سنوي في طرابلس في الاسبوع الثاني من شهر ايار، وسجل هذا الموعد لدى وزارة الثقافة، ويتضمن نشاطات متنوعة فنية، موسيقى، مسرحا، معارض حرفية، تراثا ماديا ولاماديا، سياحة".

أضافت: "للمرة الأولى في لبنان يعرض برنامج صوت وضوء على برج السباع يحكي قصة البرج التي لا تقتصر على التاريخ، ويتناول شخصية بيبرس المرتبط اسمه بالبرج، وهناك حفلة اوبرالية تشمل جولة حول العالم الاوبرالي، وتكريم اول عائلة اوبرالية في الميناء، عائلة بندلي، وتكريم خالد النجار مؤسس فرقة الاعواد الصغيرة، والعديد من المعارض".

وعن سبب التوجه إلى درج قهوة التل، قالت: "قهوة التل العليا ترتبط بتراث المدينة، واردنا الاضاءة عليها وعلى درجها المميز والجميل، وقد أعدنا تجميله بالتعاون مع الفنانة حنان قرق والتلاميذ، كما وضعنا طاولات وكراسي خيزران لنعيد التذكير بتراث طرابلس، وعملنا منه درج الفن حيث رسم عليه بعض الفنانين، ويحيي الحفلة اليوم الفنان الكبير عمر حرفوش مع عدد من الفنانين".

ريفي

وقالت رئيسة جمعية "طرابلس حياة" سليمة ريفي: "نحن نشجع جميع من يعمل لمدينة طرابلس، ومنهم جمانة شهال تدمري التي اتت من باريس لتشجيع أبناء مدينتها في إطار فعاليات "تراثي تراثك" وإظهار جماليات هذه المدينة، ونحن من جهتنا نقوم بالتحضير للمهرجانات التي ستنطلق في 29 حزيران، وندعم كل من يقوم بتنفيذ الأنشطة الجميلة في الفيحاء ونشجع هذه المبادرات، ويجب أن نكون يدا واحدة في سبيل إنماء طرابلس".

قمر الدين

من جهته، قال رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين: "كلنا يدرك ان طرابلس من أغنى المدن اللبنانية وعلى الساحل الشرقي للمتوسط بالكنوز التراثية والاثرية، ونحن من جهتنا مع كل نشاط يضيء على هذه الكنوز، وسنكون مع الداعمين لأمثال هذه المهرجانات".

ولفت الى أن "الكل يدرك أن منطقة التل العليا من أبرز المعالم التراثية في ذاكرة المدينة وتاريخها، ولا تزال تحافظ على قيمتها، ونحن كمجلس بلدي انطلقنا اولا من مقهى التل العليا لكونه رمزا من رموز التراث الوطني، ونحن سعداء بأن تقوم الجمعية الفرنسية للحفاظ على تراث طرابلس بهذه الأنشطة للإضاءة على موقع هذا الدرج التاريخي وإعادة تأهيله وإعادة الروح إلى المنطقة".

ووجه اللواء اشرف ريفي في كلمة القاها التحية "للسيدة جمانة والدكتور تدمري"، وقال: "نكن كل احترام وتقدير لفرنسا التي تقوم برعاية اولادنا، والنخب من أبناء طرابلس ولبنان، ونقول إن هناك فعلا اهتماما كبيرا من الجمعية الفرنسية بالحفاظ على تراث طرابلس، وإحياء معالم المدينة التاريخية والتراثية".

وأضاف: "نحن اليوم على درج مقهى التل العليا او (القهوة الفوقانية) كما نسميها، ونقول ان هذا المقهى هو فأل خير لكل الطرابلسيين، ولنا بصورة خاصة لأننا اعلنا لائحة المجلس البلدي من هذا المقهى الذي يمثل جزءا من تاريخ هذه المدينة، وقد جمعنا عندما كنا طلابا، نأتي إليه لنستعد للامتحانات، وعندما انهينا مرحلة الدراسة كنا نأتي لنلتقي الأحبة".