الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

نهاية الأسبوع مهلة "الأجوبة الحاسمة"؟ قانون الانتخاب في مرمى الاستنزاف

نهاية الأسبوع مهلة "الأجوبة الحاسمة"؟ قانون الانتخاب في مرمى الاستنزاف
نهاية الأسبوع مهلة "الأجوبة الحاسمة"؟ قانون الانتخاب في مرمى الاستنزاف
A+ A-

كما لم تخرج سهام رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن نبرة الود تجاهه، لزم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امام الوفود الزائرة نبرة مطمئنة الى طبيعة التعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة. لكن ذلك لم يحجب في أي حال مفارقات تواكب الشد بعملية تأليف الحكومة الى مربع المراوحة بما يزيد الريبة حيال التمادي التصاعدي في استنزاف الوقت. احدى ابرز هذه المفارقات ان معظم القوى السياسية بدأ يردد معزوفة التحذير من تآكل عامل الوقت الذي يحاصر الولادة الحكومية بداعي اضاعة المهل امام استحقاق التوافق على قانون جديد للانتخاب الذي يدخل حيز الخطر الفعلي كلما تمادى التعطيل أو التأخير في تأليف الحكومة سواء أكان متعمداً أم بفعل التباينات القائمة حول الحقائب الوزارية.


وليس خافياً ان هذا الجانب بدأ يشكل عاملاً خفياً ضاغطاً يوازي بدلالاته التعقيدات المتحكمة بالصراع الجاري بين مجموعة قوى أساسية على خلفية ارساء توازنات او تموضعات جديدة داخل مجلس الوزراء العتيد. وثمة كلام يتردد في الكواليس يعكس تبادل الاتهامات بين هذه القوى بالعمل على تأخير التأليف بغية فرض قانون الـ60 كأمر واقع، علماً ان زوار الرئيس عون ينقلون عنه انه يتحدث بنبرة مشددة عن حتمية التوصل الى قانون جديد للانتخاب كأحد أولويات العهد والحكومة الجديدة. واذ برزت تأكيدات لبعض نواب "التيار الوطني الحر" ان الرئيس عون لن يسمح بأن تطول المماطلة في عملية تأليف الحكومة الى ما يتجاوز المهلة المعقولة والطبيعية، فان ذلك رسم تساؤلات لدى كثيرين عما يمكن رئيس الجمهورية القيام به من مساع حثيثة لدى قوى معروفة بتحالفها معه من اجل حضها على تذليل العقبات التي تعترض تأليف الحكومة وسط معطيات تتحدث عن مهلة مبدئية في نهاية الاسبوع الجاري لبلورة الاتجاهات النهائية. كما ان ثمة من توقع ان يبحث في الاستحقاق الحكومي في جولة الحوار الجديدة بين "تيار المستقبل " و"حزب الله" المقررة مساء اليوم في عين التينة.
في هذا السياق، استوقفت المقدمة السياسية لمحطة "او تي في" التلفزيونية المراقبين امس اذ تضمنت رداً لاذعاً على الرئيس بري فقالت: "كان ذلك في 15 آب الماضي، حين أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه مع سعد الحريري ظالماً كان أم مظلوماً بعدها كرت سبحة التطورات الرئاسية، لتجعل الحريري مظلوماً دوماً، ولا لحظة ظالماً... اليوم بدا وكأن رئيس الحكومة يرد الرجل لسيد عين التينة. فعلى باب بعبدا، أعلن الحريري أنه مع بري ظالماً كان أم مظلوماً علماً أن أي ظلم لم يقع على رئيس المجلس لا حكومياً ولا نيابياً ولا إدارياً ولا في أي مجال من مجالات دولة الطائف والوصاية طوال ربع قرن، ولا في ما سبقها بنحو عقد ولا في ما تلاها بعقد ونصف وحتى اللحظة. هكذا ظهر مرة جديدة وكأن كلام الحريري تمهيد لاقتراب ساعة الحقيقة. إذ تؤكد معلومات أن موعد الأجوبة الحكومية الحاسمة بات محدداً مع نهاية هذا الأسبوع بعدها تصير الهوامش ضيقة والخيارات قليلة لأن البلد لا يمكنه أن ينتظر".


بين الحريري وبري
والواقع ان الرئيس الحريري زار أمس قصر بعبدا ليخرج مؤكداً "تفاهمه مع الرئيس عون على كل الامور". واذ بدا لافتاً كلامه عن "حرص الرئيس عون على اقتصاد البلد"، قال رداً على سؤال عن "تصعيد " الرئيس بري: "نحن مع الرئيس بري ظالما كان ام مظلوما".
وأوضحت مصادر مواكبة لتأليف الحكومة لـ"النهار" ان اجتماع العمل الذي عقده الرئيس عون مع الرئيس الحريري أمس كشف عزم رئيس الجمهورية على تزخيم الاتصالات التي يجريها كي يتم تجاوز العقبات التي تعترض التأليف. وقالت إن وزير الخارجية جبران باسيل سيعود غدا الى بيروت كي يعمل على خط الجهود التي سيبذلها قصر بعبدا. وفي الوقت نفسه لفتت الاوساط نفسها الى ان رئيس الوزراء المكلف يبدي اهتماماً بالعمل الجدي القائم وعدم الانشغال بأية معارك جانبية إذ لا يجوز تعطيل البلاد من أجل حقيبة.
أما الرئيس بري، فقال أمام زواره إنه لا يملك أي معطيات جديدة في موضوع تأليف الحكومة وان "الأمور ما زالت على حالها".
وسئل عن زيارة الرئيس الحريري لبعبدا امس، فأجاب: "لست في أجواء هذه الزيارة" وعن قول الحريري إنه معه ظالماً كان أم مظلوما، رد بري: "ان شاء الله لن نكون ظالمين لأحد، ولا نقبل في المقابل أن يظلم أحد".
وهل فترة السماح لتشكيل الحكومة ما زالت مفتوحة؟ استعان بري بمثل: "لعند أهله على مهله، لكن كل يوم تأخير من دون تشكيل الحكومة يشكل خطراً على قانون الانتخاب. وأحذر من الذهاب إلى قانون الستين. وأعوذ بالله من القبول به".
وأضاف "لا نطلب إلا تسهيل ولادة الحكومة وكما قلت يجب أن تكون حكومة وحدة وطنية حقيقية وبالتالي فإن هذا العنوان يفرض اعتماد قاعدة تمثيل الجميع ولا إقصاء لاحد".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم