الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

رفيق مجذوب في "غاليري آرت أون 56": وجوهه المتألمة تترك أثراً في نفسي

لور غريّب
رفيق مجذوب في "غاليري آرت أون 56": وجوهه المتألمة تترك أثراً في نفسي
رفيق مجذوب في "غاليري آرت أون 56": وجوهه المتألمة تترك أثراً في نفسي
A+ A-

يتابع رفيق مجذوب منذ 1995 مغامرته الفنية وينتقل من صالة الى صالة كأنه يسافر كل مرة من مكان الى مكان آخر ليكتشف المكان وعتبته وناسه وزبائنه. لم يتعب ولم يندم من تجواله هنا وهناك بين عاصمة وعاصمة كأنه رحالة يجد في تنقلاته المختلفة مادة جديدة تتماشى مع نظرته الى الاشياء ولا سيما الوجوه البشرية منها، اي في المطلق وجهه – الرمز المعاد حتى الثمل البصري والشطارة المهنية التامة.
اتجه رفيق مجذوب منذ بداياته نحو التجسيدية، على رغم انه لم يدرس الرسم بل اكتشف موهبته وغذاها وسار فيها ليغزو المدن التي تضع في تصرف اشخاصه فرصة ذهبية لتطل على انواع متعددة من الناس هنا وهناك، كيفما تفتحت في وجهه الابواب البعيدة والقريبة. اذكر المرة الأولى شاهدت اعماله كانت في بداياته. تركت وجوهه المضطربة والمتألمة والمغلقة على الفرح والانشراح أثراً في نفسي. منذ ذلك الحين وانا اراقبه واتابعه. اذا اعجبني المعرض اكتب عنه بفرح، واذا شعرت بنوع من الخيبة اكتب عنه بتجرد، لكنني احزن إن تراجعت اعماله وفقدت ضغطها وهيكليتها غير المضبوطة الشكل الذي يلتزم الذقن المروس والعينين الغارقين في تخطيطات قاسية وشبه مغلقة بغضب.
كلما اصبح أكثر شطارة وقلمه اكثر حدة، بلغ خطه الانكسار او الانكفاء، فجاءت رسومه ذات أمزجة حادة منكمشة وهي تنقل الينا تفاعلاتها المضطربة. في الغرفة 11 التي تتمثل في اجواء خاصة ومدروسة ومتناسقة ومتلاحقة في هويتها، نجده في عالمه المسكون بالوجه المتحول دائما ولكن من دون ان ينفصل عن القالب المعروف والنابع من مشاعر الفنان الذي لا يراوغ ولا يستجدي التماهي ولا حتى تليين الشكل من اجل التخفيف عن الشعور بالاختناق. لا نعرف إن كان هو سجين النموذج او انه لا يريد هجره والانتقال الى مروحة تشكيلية مختلفة حيث تدخل التهوئة الى العمل وتخف المآسي ويختفي الجبين المحدق في الفراغ.
يبقى ان نعترف بأن للفنان امكانات متوافرة لنقل الاجواء من شبه الجنائزية احيانا الى انجازات اقل حدة في قسوتها، وهذا لا يفترض ارضاء الجمهور انما منح العمل فسحات فارغة تمكنها من التنفس وابعاد الاختناق البصري.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم