الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

كيف يخطط الجيش الإسرائيلي لحربه المستقبلية ضد "حزب الله؟

المصدر: خاص- "النهار"
كيف يخطط الجيش الإسرائيلي لحربه المستقبلية ضد "حزب الله؟
كيف يخطط الجيش الإسرائيلي لحربه المستقبلية ضد "حزب الله؟
A+ A-

منذ تولي غادي أيزنكوت رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، بدأ وضع الخطط لحرب لبنان الثالثة التي ستكون بحسب ما ينشره الإسرائيليون مختلفة بصورة قاطعة عن الحروب اللبنانية-الإسرائيلية السابقة، وستكون مؤلمة وحاسمة وتغير المعطيات على الأرض تغييراً جذرياً ، اياً كان الثمن الذي سيدفعه كل من إسرائيل ولبنان.
وفي توقيت مثير للتساؤلات لتزامنه مع تفاعل الأزمة بين "#حزب_الله" والدول الخليجية، نشرت اليوم كل من صحيفة "هآرتس" الليبرالية المستقلة، وصحيفة "يديعوت أحرونوت" المسائية مقالين تناولاً استعدادت الجيش الإسرائيلي للحرب المقبلة، والتبدل الذي طرأ على نظرة الجيش للحزب الذي تحول بعد الخبرة القتالية التي راكمها من خلال مساهمته في الحرب الأهلية السورية ، من تنظيم مسلح يخوض حرب عصابات الى جيش بكل معنى الكلمة.
وكتب المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل: "لقد مرت ثلاث سنوات ونصف تقريباً منذ بدأ في صيف 2012 تدخل حزب الله بصورة فاعلة في الحرب الأهلية السورية. وقد انتقل التنظيم اللبناني تدريجاً من الدفاع عن مخازن سلاحه الموجودة على أرض سورية ومن حماية مرافق حيوية لنظام الأسد، إلى مواقع متقدمة جداً. ويوجد اليوم في سوريا نحو 5000 مقاتل، أي نحو ربع قوات "حزب الله" النظامية.
في أحيان كثيرة، قاد مقاتلو الحزب هجمات القوات السورية على تنظيمات المتمردين، ودفعوا الثمن: ففي مطلع 2016 قدّر الجيش الإسرائيلي بأن ما لا يقل عن 1300 مقاتل للحزب قتلوا في سوريا، وأن نحو 5000 جرحوا.
وتخبط رجال الاستخبارات في #إسرائيل في تقدير كيفية تأثير الحرب على "حزب الله". وقد استنزف القتال الضاري والخسائر الكبيرة الحزب الذي تعرض لانتقادات داخلية حادة بسبب ارساله شبابا شيعة إلى الموت في سوريا، فقط من أجل انقاذ الطاغية في دمشق. وقد امتنع الحزب عن الكشف عن عدد شهدائه، ودفن عدداً منهم في جنازات ليلية كي يمنع تغطيتها اعلامياً".
وتابع: "لكن التحول الذي أحدثه التدخل الروسي مع نظام الأسد، ينطوي على مكاسب لحزب الله. فالتنظيم هو اليوم ضمن المعسكر الذي يبدو أن كفته هي الراجحة في الحرب. إن العمل الوثيق مع ضباط إيرانيين ومع ضباط روس في الفترة الاخيرة ولو بحجم أقل، حسّن قدرات "حزب الله" القتالية. وراكم القادة والمقاتلون الشيعة الذين صمدوا في سنوات القتال، خبرة عملياتية ذات قيمة كبيرة. وفي سوريا، اختبر الحزب للمرة الأولى ظروف قتال واسع النطاق شمل عمليات مشتركة مع طائرات وطوافات وطائرات من دون طيار، ومدفعية، ودبابات وقدرات استخباراتية متقدمة.صحيح أن الحزب ليست لديه طائرات ودبابات، لكن باستثناء ذلك، فإن قدراته لا تختلف كثيراً عن قدرات جيش متوسط القدرة. فلدى الحزب قرابة 45 ألف مقاتل، بينهم نحو 21 ألفاً من النظاميين، ويوجد في ترسانته أكثر من 100 ألف قذيفة وصاروخ، بينها بضعة آلاف من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، يزداد مستوى دقتها تحسناً.
ويُفهم من خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في تشرين الأول الماضي، أن حزب الله نجح في تهريب منظومات سلاح متقدم من سوريا إلى لبنان، بينها صواريخ أرض- أرض دقيقة، وصواريخ مضادة للدبابات من طراز أس-آي- 22 وصواريخ كتف من طراز ياخونوت. وقد أكسب التزود المستمر بالسلاح النوعي إلى جانب الخبرة التي راكمها في سورية، الحزب قدرات ذاتية في مجالات حيوية مثل قتال الكوماندوس، وتشغيل طائرات من دون طيار، بينها طائرات هجومية".
اما المراسل العسكري للقناة العاشرة فكتب في "يديعوت أحرونوت": "تحولت بلاد الأرز من جار هادئ إلى قاعدة ارهابية، واليوم يوجد هناك التهديد العسكري الأكثر خطراً على إسرائيل. هناك من يشبّه حزب الله بمنظمة بدأت كقط يخرمش ولا أكثر من ذلك، وتدريجاً تحول إلى نمر مفترس. يوجد في صفوف التنظيم اليوم نحو 41 ألف مقاتل نظامي واحتياطي، وكثيرون منهم اكتسبوا خبرة قتالية في سوريا، ويمتلك قوة نارية أعظم مما تمتلك 95 في المئة من دول العالم.
كثيرون عندنا يخطئون ويسمون حزب الله "منظمة ارهابية". وهذا خطأ إذ يوجد لدى حزب الله اليوم قدرة على توجيه ضربة افتتاحية لإسرائيل تقدر بآلاف القذائف والصواريخ في يوم واحد، وفي موازاة ذلك ارسال قوات هجومية لاحتلال بلدات قريبة من السياج في الجليل. إنه جيش بكل ما لهذه الكلمة من معنى"..
وأضاف:"لا أكتب ذلك لبث الرعب في القلوب. فاحتمال أن يستجمع حزب الله قدراته ويشن الحرب على إسرائيل ضئيل. فهو متمدد استراتيجياً على نحو لا يمكنه من المبادرة إلى التحرش بنا، ولا حتى اللعب بالنار. لقد كان العقد الماضي أكثر الفترات هدوءاً في تاريخ الجليل، أي منذ أكثر من 40 عاماً. وكما تبدو مجريات الحرب في سوريا- لن يكون لحزب الله الوقت لخرق هذا الهدوء".
ولفلت الى أنه بعد عشر سنوات من اندلاع حرب لبنان الثانية، تبدو صورتها مختلفة، موضحا إن مرور الوقت لم يخفف فداحة الاخفاقات التي تكشّفت ولا فقدان الوجهة وغياب القيادة في المستويين السياسي والعسكري. ولكن رغم ذلك، جلبت الحرب إلى الشمال هدوءاً غير مسبوق وردعاً لا مثيل له حيال "حزب الله". إن حزب الله بعد عشر سنوات من هذه الحرب أقوى بكثير مما كان قبلها، ولكن لا رغبة لديه في الانجرار إلى حرب أخرى مع إسرائيل من شأنها أن تدمر لبنان".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم