ماذا تعني عودة الحريري الى لبنان ؟

حتى الساعة لم يتضح بعد البرنامج التفصيلي للرئيس سعد الحريري بعد عودته المفاجئة لبيروت صباح اليوم محدثا اصداء مرحبة واسعة بهذا التطور الذي جاء وسط اشد الظروف تعقيدا وخطورة التي يجتازها لبنان . وفي انتظار ما قد يعلنه الرئيس الحريري في الساعات المقبلة مما يضيء على افاق هذه العودة فان الدلالات الفورية لهذه العودة يمكن تلخيصها بالاتي :
اولا : ان البعد الاكثر اهمية للعودة الحريرية يندرج في اطار احداث صدمة ايجابية كبيرة في الواقع السياسي والامني الداخلي خصوصا عقب القطوع الخطير الذي بالكاد مر عبره لبنان من خلال احداث عرسال والتي اضطلع الحريري بدور قيادي بارز داخليا واقليميا لاحتوائها ورد الهجمة الارهابية من خلال الدعم المطلق للجيش والهبة السعودية الجديدة التي يتولى الحريري الاتفاق مع السلطات اللبنانية المعنية وضعها موضع التنفيذ . ولعل الاهم في كل هذا ان عودة الحريري تؤشر الى مفترق مفصلي من شانه اعادة تصويب الواقع المتطرف لمصلحة الخط المعتدل الذي يمثله الحريري وتيار المستقبل في مواجهة النزعات المتطرفة .
ثانيا : ان عودة الحريري ستحدث تحريكا قويا للركود والجمود في الازمة السياسية والدستورية ولا سيما منها الازمة الرئاسية خصوصا اذا طالت عودته بما يفترض معه توقع تطورات على جانب من الاهمية في المضي نحو اتجاهات جديدة للخروج من الفراغ الرئاسي .
ثالثا : ان هذه العودة تشكل تطورا غير عادي في مسار الحفاظ على الاستقرار والسلم الاهلي باعتبارها تعيد الى المسرح الداخلي زعيم الاكثرية المعتدلة مما يضع سائر الافرقاء امام محك الاستجابة لموجبات الخروج سريعا من تعقيدات الازمة علما ان البعد الاقليمي للعودة من خلال الدور السعودي الداعم بقوة للجيش سيساهم ايضا في احراج الافرقاء الاقليميين الداعمين لقوى 8 اذار اقله لجهة الدفع نحو توافقات سريعة للخروج من ازمة الفراغ الرئاسي ومنع الاستهدافات الامنية للبنان .