الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

"القوات" رشحت جعجع و 14 آذار التالية؟\r\n"الحكيم" جدّي و الأمر "غير مصدق" لأنصاره

إ. ح.
A+ A-

يستكمل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يوماً بعد يوم استعداداته لخوض المعركة الرئاسية. الخطوة الأولى كانت إعلانه نية الترشيح، التالية أمس ترشحه من الهيئة التنفيذية في حزبه، بعدها يأتي إعلان برنامجه للحكم في 15 نيسان الجاري، تليه جولات لكتلة "القوات" النيابية على الكتل والمراجع الرسمية والسياسية.


هذا ما ستفعله "القوات" التي تتصاعد آمالها قيادة وقاعدة، ولو كانت صعبة في فوز رئيسها بلقب "فخامة الرئيس". وفي معراب ترقب لاجتماع يوصف بأنه "مهم" مع شخصية أو أكثر من تكتل "لبنان أولا" في اليومين المقبلين. على أن التطور الأبرز سيكون إعلان قوى 14 آذار مجتمعة إعتماد جعجع مرشحها للرئاسة، والإتصالات ناشطة في لبنان والخارج لتخريج الإعلان.
الأمر "أجمل من أن يصدق" لكثيرين من أنصار "الحكيم" مساعديه في معراب . مع الآمال تتعزز ثقة الجماعة بنفسها وقدرتها على التأثير، بعد سنوات طويلة من التراجع والضمور، وصلت إلى ذروتها مع سجن جعجع وحملات الإضطهاد السياسي في التسعينيات والنصف الأول من العقد الماضي.
الدكتور جعجع احتل بترشيحه المشهد كاملاً. يخوض معركة ترشيحه بجدية تامة وفق أصول المعارك السياسية الكبرى. وحتى لو لم يصل إلى الرئاسة سيكون عزز موقعه السياسي وامتلك كلمة مؤثرة في الإتيان برئيس للجمهورية من الفريق السياسي الذي ينتمي إليه إذا أمكن، متمتعاً بلعب الزمن لمصلحته قياساً على خصومه ومنافسيه على السواء.
ترشيح حزب "القوات" لرئيسه أعلنه نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان بعد اجتماع إستثنائي في معراب للهيئة التنفيذية ، وجاء في البيان أن "الهيئة التنفيذية في "القوات" قررت بالإجماع ترشيح رئيس الحزب سمير جعجع لانتخابات رئاسة الجمهورية".
واضاف: "ان ترشيح جعجع جاء انطلاقاً من المبادئ الوطنية والثوابت السياسية للقوات اللبنانية ولفريق 14 آذار، التي تبلورت مع انتفاضة الاستقلال وتعمدت بدماء الشهداء، وتأكيداً لضرورة تحقيق هذه المبادئ من خلال الدولة التي تشكّل المرجع الأول والأخير والضمان الثابت والوحيد لإحقاق الحق وترسيخ العدالة لجميع اللبنانيين سواسية، والوصول إلى وطن يتمتع بالحرية والاستقلال ويحافظ على التنوع والديموقراطية وحقوق الإنسان".
وبما أن لبنان في مرحلة بالغة الدقة على كل الصعد، وتمادي السلاح غير الشرعي على حساب الدولة والمواطن، الأمر الذي يفاقم الهواجس والمخاوف حيال المزيد من الضياع، وحرصاً على احترام القواعد الديموقراطية، ولأن إحداث تغيير جذري في الواقع الراهن بات ضرورة ملحة للخروج من النفق، وإحداث صدمة تستعيد معها الدولة هيبتها ورئاسة الجمهورية موقعها كضمان للجميع وسد في وجه الأخطار التي تحوط الوطن، وتأسيساً على أن الشعب اللبناني هو مصدر السلطات كلها ممثلاً بالمجلس النيابي".
وأشار عدوان إلى أن "جعجع و"القوات" منذ مدة غير قصيرة أطلعا كل الحلفاء على الترشيح"، مؤكداً أن "ترشيح جعجع من الطبيعي أن يبتدئ من الحزب الذي يرأسه"، لافتاً إلى أن "المبادئ الخاصة بـ14 آذار لم تكن موضع تشكيك لديه، ومن الطبيعي أن يكون جعجع مرشح قوى 14 آذار". وأوضح أن "ترشيح جعجع اليوم تغيير لعادة عدم الترشح واختيار مرشحين بلا لون أو رائحة أو موقف، وكي يقول إنه حان الوقت لانتخاب رئيس صنع في لبنان".
ورداً على أسئلة الصحافيين، لفت عدوان إلى أن "ترشيح جعجع أتى لكسر النموذج القائم، والقول إن الوقت حان لإنتخاب رئيس صنع في لبنان"، لافتاً إلى أن "مواقف جعجع واضحة ولم يتزحزح أبداً عنها، وعندما يتخذ حزب الله قرار التزام القوانين وخيار بناء الدولة، فسيلتقي جعجع وحزب الله لبناء الدولة".


جعجع
وفي دردشة مع الاعلاميين، طمّأن جعجع "بعض القلقين على 14 آذار أنها "بألف خير" واوضح أن "الغاية من الترشُح هي الخروج من الوضع القائم". وشدد على أنه سيدخل قصر بعبدا في حال فوزه "بالخطاب ذاته مع ما يترتب على ذلك من مسؤولية اضافية". ورحّب بموقف الوزير محمد فنيش "الانفتاحي"، وقال: "لا أكنُّ أي شعور بالبغض تجاه حزب الله، بل أنظر اليهم كنظرتي إلى شباب القوات اللبنانية، ولكن هذا لا يعني أنهم غير مخطئين بما يقومون به، وعلى المسؤول ان يقول الحقيقة كما هي".
ولفت الى "أحقية الترشُح لأي كان"، ولكن "أتمنى على كل مرشح أن يكون لديه برنامج واضح"، منتقداً "المرشح الذي لا يتكلم أو ينطق بأي موقف ليبقى مقبولاً من الجميع". ودعا الجنرال ميشال عون الى اعلان ترشيحه، "وبالطبع لن يكون ترشيحه ضدي مباشرة"، داعياً الى "اجراء الانتخابات ديموقراطياً والله وليُ التوفيق. وإذا فاز العماد عون فسوف أذهب لتهنئته أمام كل الناس. لا يجوز أن نعتمد لعبة الديموقراطية ولا نقبل بنتائجها". ولفت الى أن "الرئيس ميشال سليمان لم يسعَ يوماً الى التمديد"، وأن الرئيس نبيه بري "سيدعو الى جلسة انتخاب رئيس جديد، لكنني متخوف أن البعض، في حال لمسَ أن ميزان القوى الانتخابي ليس لمصلحته، سيمتنع عن المشاركة في الجلسة".
وقال أيضاً: "أنا حتى هذه اللحظة مرشح القوات اللبنانية، وسنسعى الى أن أكون مرشح 14 آذار". واذا اختارت هذه القوى مرشحاً غيري فأنا مستعدٌ للإنسحاب له"، رافضاً "اللجوء مرة جديدة الى اختيار رئيس توافقي باعتبار أن الرئيس المقبل يجب أن يكون حاسماً في موافقه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم