الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"فلسطينيّون يتظاهرون بإصابة طفلة في غزّة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: خدمة تقصي صحة الأخبار- ا ف ب
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+ A-
في وقت حصدت فيه العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة في غزّة حياة آلاف الفلسطينيّين منذ الهجوم المباغت الذي شنّته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، ترتفع أصواتٌ في الغرب تشكّك في الحصيلة التي تقدّمها وزارة الصحّة التابعة لحماس عن حجم الخسائر البشريّة بين سكّان القطاع. في هذا السياق، تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها حسابات لمسؤولين إسرائيليين، مقاطع فيديو وصور يدّعي ناشروها أنّها لفلسطينيين يمثّلون مشاهد القتل والموت، على غرار فيديو قيل إنّه يُظهر فلسطينيين يتظاهرون بإصابة طفلة في غزّة. لكن هذا المشهد لم يصوّره فلسطينييون للتضليل مثلما ادّعت المنشورات، بل هو في الحقيقة من تصوير فيلم لبناني قصير عن حياة الفلسطينيين.
 
تظهر في الفيديو طفلة جالسة على فراش متحرك شبيه بذلك الخاص بعمليات الإنقاذ وشخصان يضعان لها مستحضرات لتبدو أنها مصابة.
 
 
وجاء في التعليقات المرفقة "نفضح الأكاذيب الفلسطينية: الغزيّون يحاولون تضليل الرأي العام العالمي والعربي ووسائل الإعلام من خلال فبركة إصابات في صفوف الأطفال والمدنيين بغزة".

الحرب مستمرة بين إسرائيل وحماس
حظي هذا الفيديو بمئات المشاركات وآلاف التعليقات على صفحات مسؤولين إسرائيليين في فايسبوك ومنصة أكس، وعلى صفحات بلغات أخرى حول العالم منها الإنكليزية والفرنسية والتايلاندية والإسبانية، في وقت تحصد فيه العمليات العسكريّة الإسرائيلية في غزّة حياة آلاف الفلسطينيين وتتسبّب بدمار واسع النطاق في القطاع المُحاصر.

وبدأت العمليّات الإسرائيلية عقب هجوم مباغت شنّته حركة حماس في السابع من تشرين الأول أسفر عن 1200 قتيل، وفقاً للسلطات الإسرائيلية التي خفّضت الجمعة حصيلة الضحايا، من 1400 إلى 1200، قائلة إن "هذه الحصيلة ليست نهائيّة".

في المقابل، تقول الحصيلة الأخيرة التي أصدرتها الجمعة وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزّة إن عدد القتلى في القطاع وصل إلى 11078 من بينهم أكثر من 4506 أطفال.
 
لكن أصواتاً غربيّة تشكّك في الحصيلة التي تقدّمها وزارة الصحّة في غزّة، على غرار الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال أثناء زيارة تضامنيّة لإسرائيل في 18 تشرين الأول أنّه "لا يثق" بالحصيلة الفلسطينية.

وقال للصحافيين في البيت الأبيض "ليست لديّ أدنى فكرة (عمّا إن كان) الفلسطينيون يقولون الحقيقة بشأن عدد الأشخاص الذين يُقتلون. أنا أكيد بأنّ أبرياء فقدوا أرواحهم، لكن هذا هو ثمن خوض الحرب"، متابعاً "لكنّني لا أثق بالعدد الذي يستخدمه الفلسطينيون".

في هذا السياق، ظهرت مقاطع فيديو وصور يدّعي ناشروها أنّها لفلسطينيين يمثّلون مشاهد القتل والموت، على غرار هذا الفيديو للطفلة على الكرسيّ المتحرّك.
 
لكن هذا الادّعاء غير صحيح.

مشهد تمثيلي لفيلم لبناني
فقد أظهر التفتيش عن الفيديو عبر محركات البحث أنه منشور على موقع إنستغرام في 28 تشرين الأول 2023 على صفحة مخرج يدعى محمود رمزي.
 
 
وفي حديث لصحافيي خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، قال المخرج الفلسطيني المقيم في لبنان محمود رمزي إنه صوّر هذه المشاهد في 27 تشرين الأول في المدينة الصناعية في صيدا في جنوب لبنان.

وأطلق محمود رمزي على فيلمه القصير اسم "الحقيقة"، والهدف منه "تسليط الضوء على الحقيقة التي يتجاهلها العالم"، على ما يقول.

وأعرب المخرج الفلسطيني الذي يحمل دبلوم دراسات عليا في الإخراج عن استيائه من تداول مقاطع من فيلمه القصير في سياق مضلّل يُشكك بمعاناة الفلسطينيين، بعكس ما كان الهدف منه.

وقال إنه يستعدّ لتصوير فيلم جديد لمواصلة إلقاء الضوء على ما يجري في قطاع غزّة.

ويقيم في لبنان 250 ألف لاجىء فلسطيني بحسب تقديرات الأمم المتحدة، معظمهم موزعون على 12 مخيماً.

وأقيمت مخيمات اللاجئين في لبنان إثر نكبة الفلسطينيين في العام 1948 مع قيام دولة إسرائيل.

خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم