الجمعة - 10 أيار 2024

إعلان

"مليونير برازيلي يدفن سيّارته البنتلي ليضمن حياة الترف بعد موته"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
صورتان متناقلتان مع الشرح الخاطئ المرفق بهما (فيسبوك).
صورتان متناقلتان مع الشرح الخاطئ المرفق بهما (فيسبوك).
A+ A-
انها قصة "مليونير برازيلي قرر أن يدفن سيارته البنتلي ليضمن حياة الترف حتى بعد موته"، وفقا للمزاعم. ثلاث صور مرفقة كدليل، يظهر فيها "المليونير" حاملا مجرفة أمام حفرة في الأرض، قرب سيارته. مع أن هذه الصور حقيقية والتقطت للمليونير البرازيلي تشيكوينيو سكاربا Chiquinho Scarpa عام 2013، غير ان المزاعم المتناقلة عنه لا صحة لها. سكاربا أعلن يومذاك "دفن" سيارته الفاخرة، كحيلة لتسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء، وفقا لتقارير اعلامية برازيلية. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم  
 
الوقائع: سيارة ادخلت حفرة في الارض، بينما تحلق حولها مصورون. لقطة، إلى جانب عدد آخر من الصور، تنتشر في صفحات وحسابات عربية (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "مليونير برازيلي يدفن سيارته البنتلي أعتقادآ منه أنه سوف يستعملها بعد وفاته"، وايضا "مليونير برازيلي قرر يدفن سيارته من نوع بينتلي "قيمتها 500 ألاف دولار" ليضمن حياة الترف حتى بعد موته". 
 
التدقيق: 
 
-يبيّن البحث عن المنشور على الانترنت ان انتشاره بهذه المزاعم يعود الى عام 2013 (مثل هنا، هنا، هنا...). وقد تواصل تناقله على مرّ الاعوام (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا...)، الى ان تجدد الشهر الجاري.    
 
 
 
 -نتعمق في البحث، عبر التفتيش عكسيا عن الصور، بواسطة غوغل. ونقع على مواقع اخبارية برازيلية نشرتها في أيلول 2013 (مثل هنا، هنا...) ضمن تقارير عن رجل الاعمال البرازيلي تشيكوينيو سكاربا "الذي وضع البنتلي في القبر ليذكر بالتبرع بالأعضاء"، على ما عنون موقع "Globo"، و" دفن سكاربا البنتلي حيلة"، وفقا لموقع vejasp
 

وفي التفاصيل ان سكاربا "أعلن، عبر صفحته في الفيسبوك، في 16 أيلول 2013،  
أنه يريد دفن سيارته الكونتيننتال بنتلي في الفناء الخلفي لقصره في ساو باولو، علما أن تكلفة سيارة بنتلي جديدة- الطراز المباع حاليًا هو فلايينغ سبور- تبلغ بين 925 ألف ريال برازيلي و1.075 مليوناً"، وفقا لتقرير "Globo". 
 
 
وفقًا لما نشره سكاربا يومذاك، فقد اتخذ هذا القرار بعد أن شاهد فيلمًا وثائقيًا "مثيرًا للاهتمام" عن فراعنة مصر الذين دُفنوا مع ثرواتهم في عصر مصر القديمة. وقد اثار اعلان سكاربا ضجة واسعة في البرازيل. 
 
 
- قيمة الاعضاء البشرية -
ولكن الحقيقة ظهرت بعد بضعة ايام. 
في 20 أيلول 2013، كشف سكاربا للمصورين والاعلاميين الذين حضروا الى قصره، ان اعلانه دفن سيارته البنتلي كان استراتيجية للترويج للتبرع بالأعضاء. "في تلك الساعة، وضع سكاربا السيارة داخل حفرة مكشوفة في حديقة القصر، وأعلن انطلاق الأسبوع الوطني للتبرع بالأعضاء بين 23 أيلول و29 منه، بشعار: "من الحماقة دفن شيء أكثر قيمة من بنتلي: أعضاؤك"، وفقا لتقرير Globo. 
 
وصرح سكاربا للصحافيين: "الحقيقة هي أن الغالبية العظمى من الناس يدفنون أشياء قيمتها أكبر بكثير من سيارتي البنتلي. فهم يدفنون القلوب والكلى والكبد والرئتين والعينين. هذا سخيف. بوجود الكثير من الأشخاص الذين ينتظرون عملية زرع اعضاء لهم، فإن دفنك بأعضائك السليمة التي يمكن أن تنقذ حياة العديد من الأشخاص، هو أكبر تبذير في العالم. لا تساوي سيارتي البنتلي شيئًا بموازاة ذلك. لا توجد ثروة، مهما عظمت، أكبر قيمة من عضو واحد، لأنه لا يوجد شيء أكثر قيمة من الحياة".
 
وأضاف: "لست مجنوناً: لن أدفن البنتلي الخاصة بي. لقد فعلت كل هذا لتوعية الناس على مشكلة خطيرة، وهي التبرع بالأعضاء في البرازيل".
 
 
 
النتيجة: المزاعم ان "مليونيرا برازيليا قرر أن يدفن سيارته البينتلي ليضمن حياة الترف حتى بعد موته"، مزاعم لا صحة لها. الصور التقطت عام 2013 لرجل الاعمال البرازيلي تشيكوينيو سكاربا Chiquinho Scarpa الذي أعلن يومذاك "دفن" سيارته الفاخرة كحيلة لتسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء، دعما للأسبوع الوطني للتبرع بالاعضاء في البرازيل. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم