الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الجميّل في الذكرى الـ15 لاستشهاد نجله: هناك مخطط جهنمي لإركاع لبنان

المصدر: "النهار"
من الافتتاح.
من الافتتاح.
A+ A-
اعتبر الرئيس أمين الجميّل أنّ "الأحداث تتوالى وفق مخطّط جهنمي محبوك ومحكم وهادف لإركاع لبنان"، مشيراً إلى أن "الانحدار السريع مع أنشطة مشبوهة وحركات تأسيسية متصاعدة تنشط في المنطقة وتنبىء بمخاطر داهمة، يخشى معها أن يكون لبنان، الخاصرة الرخوة والحلقة الضعيفة، ضحيتها".

جاء كلام الجميّل في الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد نجله بيار الجميّل، خلال افتتاح "حديقة بيار" جانب البيت المركزي في الصيفي، خلال احتفال بعنوان "15 سنة وصوتك باقي فينا".
 
في مستهل حفل الافتتاح، أزاح الرئيس الجميّل ومحافظ بيروت ورئيس حزب "الكتائب" ونجل الشهيد الستار عن النصب.
 
وأضاف: "حديقة بيار واحة أمل وتأمل، نضيء في رحابها شمعة، بدل أن نلعن الظلام الدامس الذي لفّ لبناننا الغالي. خمس عشرة سنة انقضت على استشهاد بيار، وشمعته لما تزل مضيئة ترمز إلى قضية وطن وآمال شعب".
 
وأشار الجميّل إلى أنّ "حديقة بيار بمثابة مساحة خضراء لبيروت، وكم أحوجها إليها. بيروت الذاكرة الجميلة، وبيروت الذكرى الأليمة. بيروت الاستقلال، وبيروت الاحتلال. بيروت الواحة، وبيروت الساحة. بيروت الجميزة والبسطة معاً. بيروت الهادئة وبيروت الثورة، بيروت الخارجة من وجع 4 آب، وبيروت الداخلة في خلاف على الحقيقة. بيروت المسموح لها أن تدفن القتلى، والممنوع أن تعرف القتلة. بيروت المسموح لها أن تبكي، والممنوع أن تشتكي، وبيروت اليوم شاهدة على التحلل القائم. فهل هي صدفة أن يسقط لبنان قطاعاً بعد قطاع؟".

وأردف: "سقط لبنان النظام المصرفي، سقط لبنان النظام المالي، سقطت الليرة. سقط لبنان الاستشفاء، لبنان مستشفى العرب. سقط لبنان الثقافة، لبنان جامعة العرب. سقط لبنان الديبلوماسي، لبنان العلاقات العربية والغربية. سقطت القيم، وكاد أن يسقط القضاء. أمّا ما أصاب المؤسّسات الدستورية والإدارة العامة، فحدّث ولا حرج. إن هذا السقوط لا شكّ مسند الى تخطيط ممنهج لقيام لبنان آخر يحاكي عفاريت جهنم، ذلك على أنقاض لبنان التاريخ، لبنان الانسان، لبنان الحضارة".

واعتبر أنّه "في بعض الأمر كل العجب، بالتأكيد ليست مجرّد صدفة، بل هذا الكمّ من الأحداث يتوالى وفق مخطط جهنمي محبوك ومحكم وهادف لإركاع لبنان؟ هي أحداث تسقط على البلد دفعة واحدة. من تعطيل الديموقراطية بما يعنيه من إلغاء لبنان الدولة، وهذا ليس تفصيلاً. إلى الإفلاس وإفقار الشعب لدرجة التهجير والتجويع، وهذا ليس بريئاً. إلى عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي وهذا ما يشكل نهجاً خبيثاً لمشروع مكيافيلي يتحقّق تباعاً على حساب الكيان الوطني، وعلى حساب رسالة لبنان ومستقبل الشعب اللبناني في بلد تشل فيه قدرة الناس على الصمود والمقاومة".

ولفت إلى أنّ "هذا الانحدار السريع في لبنان يتزامن مع أنشطة مشبوهة وحركات تأسيسية متصاعدة تنشط في المنطقة وتنبىء بمخاطر داهمة، يخشى معها أن يكون لبنان، الخاصرة الرخوة والحلقة الضعيفة، ضحيتها، خاصة بغياب المحاور اللبناني الشرعي القادر أن يقول لا باسم دولته وشعبه، وأن يجسد حلم أبنائه بدولة القانون والحرية".

وقال: "لم نعد نعرف أين التقاعس أو الجهل أو التخاذل، وأين حدود التبعية والارتهان؟ فمن حقّ الشعب أن يتساءل، أو يخاف، المواطنة لا تكون إلّا على أساس الولاء المطلق للبنان. فكما لا إشراك في الدين، لا إشراك في المواطنة، وعندما يسقط الولاء من الوجدان والضمير والخطاب، تسقط حكماً المواطنة، وننتقل إلى فلسفة وجودية أخرى، الى جسم غريب، إلى وطن آخر لا يشبه لبنان".

وشدّد على أنّه "منعاً من الوصول إلى هذا الجحيم، كان نضال بيار المؤسّس، وكان استشهاد بيار الحفيد وأمثاله من الذين سبقوه أو تبعوه. ويبقى النضال معقوداً على كل القوى السيادية وفي مقدّمها حزب (الكتائب اللبنانية) بقيادته الفتية الشجاعة برئاسة سامي الجميل. وفي الوطن الصعب، يبقى الإرث الصعب مستمراً، وثقافة بيار النضالية تنتقل طوعاً إلى ولديه أمين وألكسندر".

وأكّد الجميّل أنّ "الحلم باق والإرادة صلبة، لا تراجع، لا مساومة رغم كل التحدّيات والاغراءات والترغيبات والتهديدات، فدم الشهداء أمانة في الأعناق وحصانة مانعة لكل أشكال الهدر في الوطن. أوقفوا التسويات يا أيّها الممسكون بمقدرات البلاد، فالتسويات شكل من أشكال التخلّي والاستسلام".

 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم