اشترِك في نشرتنا الإخبارية
بنيت في القرون الوسطى... ماذا تعرفون عن قلعة المسيلحة؟
16-01-2022 | 10:50
المصدر: النهار
في طريقكم إلى شمال لبنان، وتحديداً في منطقة حامات تستوقفكم قلعة شامخة مبنية فوق شاهق صخري يشرف على الطريق التجارية الرئيسية الساحلية التي تربط الشمال بالجنوب.
تُعرف هذه القلعة اليوم باسم "المسيلحة"، وهي تسمية عربية تعني مكان الأسلحة. يعود تاريخ بناء القلعة الحالي الى القرن السابع عشر، تحديداً الى زمن الأمير فخر الدين المعني الثاني، الذي أمر ببنائها لحماية الطريق التي تصل طرابلس ببيروت.
تصوير كريم سخن
بنيت القلعة فوق تلة صخرية طويلة وضيقة من الحجر الجيري على الضفة اليمنى لنهر الجوز على ارتفاع يتجاوز الخمسين متراً فوق سطح الأرض. شيّدت جدرانها بالحجارة الرملية المقطوعة بدقة والتي استُخرجت من الساحل القريب، وهي مبنية بمحاذاة الصخرة المبنية عليها من أجل تحصينها. تتراوح سماكة جدرانها بين متر ونصف ومترين ونصف، وتتخللها الكوات والفتحات المخصّصة للمراقبة ولإطلاق السهام، بالإضافة إلى برج على الجانب الشمالي الغربي.
تصوير كريم سخن
تصل مساحة القلعة الإجمالية الى 500 متر مربع، ووفقاً لبعض المراجع فهي كانت لا تتسع لأكثر من ستة جنود، كانوا كفيلين بحماية الممرّ من أيّ هجوم بسبب مناعتها وموقعها الفريد.
تتألف القلعة من ثلاثة طوابق، بنيت على مرحلتين وهذا ما يظهر من خلال تكوينها من قسمين متلاصقين ومتناسقين تماماً. وهي مصمّمة من الداخل على شكل متاهة مذهلة من الممرّات والغرف المقبّبة وفناء وصهاريج وحمامات.
تصوير كريم سخن
درس العديد من العلماء تاريخ بناء القلعة، واتّضح أن الصخرة التي يقوم عليها الحصن كانت تستخدم منذ القدم كموقع عسكري. ومع ذلك، لا يشمل الحصن في بنائه الحالي أيّ عنصر متعلّق بفترة سابقة. فتظهر تقنيات البناء من حيث الحجارة المستخدمة والتصميم الداخلي للقلعة والأبواب والنوافذ المقوّسة المنخفضة، إلى أنّ الهيكل الحالي يعود بأكمله إلى القرن السابع عشر.
كذلك أثبتت الدراسات انّ الموقع كان يقوم مكانه بناء أقدم منه تاريخياً، فكان يُطلق عليه سابقاً تسميات عدّة منها "Le Puy de Connétable" أو حتى Passe Saint-Guillaume وهي تسميات منحها الفرنج للموقع.
فيُعتقد أن حصن Le Puy de Connétable بني خلال السنوات الأولى من الحروب الصليبية. كانت وظيفته الأساسية آنذاك السيطرة والدفاع على الممر الضيّق الذي يربط طرابلس ببيروت، والذي حلّ مكان الطريق الساحلي لشكّا بعد زلزال عام 551 بعد الميلاد والذي دمّر ممرّ رأس الشقعة وجعل من المستحيل عبوره.
تصوير كريم سخن
من المرجّح ان القلعة الصليبية دمرّت بالكامل في القرن الثالث عشر الميلادي على يد جيوش المماليك مثل العديد من القلاع الصليبية. فأعيد بناؤها وتعزيزها في ظلّ حكم الأمير فخر الدين الثاني.
اشتهرت قلعة المسيلحة محليّاً لأنّها كانت مطبوعة على ورقة العملة من فئة الـ25 ليرة. يمكنكم اليوم زيارة القلعة والتجوّل داخلها، بجانبها يمكنكم مشاهدة الجسر الحجري الذي يعود إلى القرون الوسطى وطاحونة قديمة مبنية عند مجرى النهر.
