الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

ترامب يقدّم "هدية" للمغرب: الصحراء الغربيّة مقابل التطبيع مع إسرائيل

المصدر: أ ف ب
صورة مركبة تجمع ملك المغرب ونتنياهو (أ ف ب).
صورة مركبة تجمع ملك المغرب ونتنياهو (أ ف ب).
A+ A-
لقاء إقامة علاقات مفتوحة مع إسرائيل، حصل المغرب على "هدية" من دونالد ترامب تتمثل في اعتراف واشنطن بسيادة المملكة على الصحراء الغربية، حسبما قال بروس مادي-وايتسمن، الخبير في العلاقات الإسرائيلية- المغربية في جامعة تل أبيب.

هل فوجئت عندما أعلن ترامب الخميس عن اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل؟
- بصراحة نعم. فوجئت. على الرغم من أن الأمر كان يجري الحديث عنه منذ فترة... لكن لم أكن متأكدًا من أنه سيحدث بالفعل. المملكة  المغربية واجهت معارضة داخلية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، وهي خطوة لا تحظى بشعبية لدى البعض في الداخل المغربي. ولفهم ما جرى ينبغي النظر إلى التوقيت. من وجهة نظر المغرب، هذه هدية من الادارة الاميركية المنتهية ولايتها... هدية مركزية للهوية الوطنية المغربية ولما يعد "القضية الأولى" بالنسبة للسياسة الخارجية المغربية منذ منتصف سبعينات القرن الماضي.

إن اعتراف الإدارة الأميركية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية وفتح قنصلية فيها هو أمر بالفعل خارج المألوف. كذلك، أعتقد أن قرب تولي إدارة جديدة الحكم في واشنطن دفع المغرب إلى إتمام (الاتفاق). وقد سرع من ذلك الاتفاقان اللذان ابرمتهما إسرائيل مع الإمارات والبحرين.

هل في الأمر تبادل بين الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء المغربية والتطبيع مع إسرائيل؟

- نعم. إنها بالتأكيد صفقة. المغاربة لا يستخدمون كلمة "التطبيع". لكن من الناحية العملية يتعلق الأمر بتوسيع العلاقات التي كانت موجودة دائمًا، كما أن من شأن ذلك أيضا تعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية وصورتها في الغرب كدولة ليبرالية ومتسامحة ومنفتحة ومتعددة الثقافات تقدر التراث اليهودي فيها. 

لكن المسألة تكمن في معرفة ما هو ثمن ذلك بالنسبة للمغرب. لقد حسبوا تكلفة ذلك على الصعيد الداخلي، التكلفة التي يتعين على المملكة تحملها مقابل الاتفاق الذي سيشهد إعادة فتح المغرب مكتب الاتصال في تل أبيب الذي أغلقه في عام 2000 (في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية). 

منذ ذلك الحين، اختارت المملكة الإبقاء على العلاقات مع إسرائيل وتطويرها ولكن بعيداً عن الأضواء وذلك بسبب المعارضة الداخلية التي عبر عنها الإسلاميون والقوميون والأوساط المؤيدة للفلسطينيين. 

كان السؤال بالنسبة للنظام الملكي هو: ما الفائدة التي يمكن أن نحصل عليها من ذلك؟ ولم تكن هناك فائدة كافية يمكن أن تقدمها إسرائيل بمفردها لإلغاء قرار إغلاق (مكتبي الارتباط). لقد ضغطت إسرائيل على واشنطن من أجل المغرب بشأن قضية الصحراء الغربية أو لتقديم مساعدات للمغرب، لكن ذلك لم يكن كافياً. ولكن المعادلة تغيرت تمامًا مع اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

هل تعتقد أن فرنسا التي تتمتع بعلاقات مميزة مع المغرب لعبت دورا في هذا الاتفاق؟
- هذا هو السؤال الذي أطرحه على نفسي. لكنني أراهن على أن الفرنسيين لم يلعبوا دورًا في هذه القضية... لا أعتقد أنهم سيتبعون الأميركيين في الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. يجب على الفرنسيين إدارة علاقتهم مع الجزائر (التي تدعم جبهة البوليساريو، الحركة المطالبة باستقلال الصحراء الغربية). ولا يمكنهم أن يتخذوا موقفاً يعد منحازاً. ليس من مصلحتهم الاحتذاء بالأميركيين في هذه المجال. ولهذا أعتقد أنهم على الأرجح لم تكن لهم يد في الأمر.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم